جامعة العلوم والتقانة وهي حديثة المنشأة نسبياً، إلا انها شبت عن الطوق بسرعة فائقة، وقد وضعت نصب أعينها أهدافاً سعت لتحقيقها بقدرات وامكانات واضحة، ومن ضمنها التوسع في التخصصات العلمية والبحث العلمي.. والتعاون مع جامعات أوربية. ومن هذا المنطلق أقامت كلية الأسنان بالتعاون مع جامعة بيرجن بالنرويج مؤتمرها الرابع حول الصحة المتصلة بالفم في الفترة ما بين 9-10 مارس الحالي. ويتكون وفد جامعة بيرجن من بروفيسور ماجن رادال، د. ماريبث سلاتيلد، بروفيسور بجارث قرنج، د. منال مصطفى، بروفيسور آن كريستين ومتحدثين آخرين د. ندى سليمان ود. عادل بشير. وقد رحبت بروفيسور آن بالحضور، وأبدت سعادتها بحضورها مرة أخرى للسودان، وأشادت بأداء المبعوثين من جامعة العلوم والتقانة الذين يتلقون دراساتهم والتحضير للدكتوراة. وأكدت أن التدريب أثناء الدراسة مهم ويعطي الطلاب جرعات مفيدة من التهيؤ النفسي لأداء أعمالهم بعد التخرج. وهذا ما تفتقده الجامعات السودانية.. وهذا صحيح في الوقت الحاضر.. ولكن إذا رجعنا إلى الوراء سنوات طويلة نجد أن التدريب اثناء الخدمة من أبجديات العمل الاداري بالخدمة المدنية.. واذكر - ونحن مفتشون صغار - بوزارة التجارة، كانت تأتي للوزارة كورسات قصيرة من أوربا وغيرها استفاد منها الكثيرون.. وهكذا الحال في بقية الوزارات خاصة الاقتصادية، حيث أسهمت تلك الكورسات في صقل قدراتهم والانفتاح على عالم لم يدر بخلدهم انهم سيرونه.. وكان لذلك اثره فيما بعد حينما تولوا مناصب عليا، فاستطاعوا أن يكونوا بنفس مستوى رصفائهم في البلاد الأخرى المتقدمة... ولم يكن الأمر ترفاً كما تعتقد حكومتنا الحالية. وقد حضرت محاضرة بروفيسور بيجارث قرنج التي استمرت لنحو ساعتين بمساعدة بروفيسور آن كريستين.. وتحدث فيها عن ألوان الزهور المختلفة، رابطاً ذلك بالتغييرات التي تحدث للفم نتيجة لأمراض مختلفة.. فمثلاً عن أكد على أن للتدخين آثاره الضارة على الفم وأظهر اللون الأزرق في الفم.. وكانت محاضرة بروفيسور بيجارث ذات مستوى عالٍ من الناحية الاكاديمية والعملية، حيث عرض فيها العشرات من الشرائح التي تبين مختلف الامراض التي تصيب الفم.. وهي كما قال جزء من خمسمائة شريحة يحملها معه.. ولكن الوقت لا يسعفه لاستعراضها جميعاً بالرغم من أهميتها في شرح وتوضيح أبعاد المحاضرة. وقد أعقب المحاضرة نقاش شارك فيه د. يحيى ود. النيل مدير مستشفى الأسنان.. ولم يكن الحضور المشارك كبيراً خاصة من اختصاصيي الأسنان وأساتذة الجامعات، بالرغم من ان الدعوات وصلت إلى عدد كبير منهم، ولا ندري على وجه التحقيق هل هو تقاعس من هؤلاء أم لا.. وهذا على النقيض من المؤتمر السابق قبل شهر تقريباً عن سرطان فم الرحم الذي حضره عدد مقدر من الاختصاصيين والجراحين.. وقد تحدث عدد من الزوار المحاضرين، منهم محاضرة من نيجيريا تحدثت عن أسباب انتشار المرض في افريقيا، وأكدت أن من أهم الأسباب عدم التطعيم، وعدم الوعي وافتقاد الكثيرين للتعليم الصحي، بالاضافة إلى الولادة المبكرة والزواج المبكر والتدخين. وقالت إن هنالك سبعين ألف حالة جديدة في أفريقيا الصحراوية، وسيرتفع العدد إلى مائة وثمانية عشر ألف حالة بحلول عام 2025م. وكان د. معتز البرير قد رحب في بداية هذا المؤتمر بالمؤتمرين، وأكد على استعداد الجامعة لتطوير ذاتها عبر البرامج المدروسة والتعاون الدولي، مما يساعد على خلق مناخ مناسب للدارسين من الطلاب في مرحلة البكالريوس والشهادات العليا. ونحن نحيي جامعة العلوم والتقانة على هذا التفرد وهي تزخر بعدد كبير من العلماء في شتى مجالات العلم، مما أكسبها قبولاً متزايداً محلياً وعالمياً، كما نحيي اهتمام مدير الجامعة بهذا الدور وارتجاله كلمة باللغة الانجليزية أوصلت معانيها للمؤتمرين الأجانب.