تحتفل البلاد بمناسبة اليوم العالمي للملاريا، وتعتبر ولاية النيل الازرق اكثر مناطق البلاد اصابة بالمرض. ومواطنو الولاية اكدوا أن الخدمات المقدمة من جانب السلطات على الأصعدة كافة لا ترقى الى المستوى المطلوب الذي يرضي طموحاتهم، بل أكدوا أن الحد الأدنى من الخدمات غير متوفر في محليات الولاية الست، وأشاروا الى أن قضيتي مياه الشرب والكهرباء ظلتا تراوحان مكانهما دون أن تجدا حلولاً نهائية، وعبر البعض عن دهشته من عجز السلطات في حل هاتين القضيتين رغم وجود الموارد المائية الضخمة المتمثلة في النيل الأزرق والمياه الجوفية، وقالوا إن ذات الأمر ينطبق على الكهرباء التي تقتصر على حاضرة الولاية وأجزاء من مدينة الروصيرص، رغم وجود الخزان، حيث تعاني خمس محليات وأكثر من مائة وخمسين قرية من الظلام الدامس. في مجال الصحة أكدوا أن مستشفيات المحليات تفتقر الى أبسط المقومات المتمثلة في الاختصاصيين والأطباء العموميين والكوادر الصحية المساعدة والأجهزة والمعدات الطبية، وكشفوا عن معاناة حقيقية تواجه مواطني المحليات الذين يجدون صعوبات بالغة في تلقي العلاج بمستشفى الدمازين الذي يعتبر أفضل حالاً ويشكو هو الآخر من حجم التردد الكبير الذي يتجاوز الأربعمائة مريض في اليوم، حسبما أشار المدير الطبي الدكتور عصام عبد النبي عثمان، الذي قال إن عدد الاختصاصيين في كل أنحاء الولاية يبلغ ثمانية فقط، لذلك يعاني مستشفى الدمازين من الضغط الكبير عليه من قبل مرضى المحليات الخمس الأخرى، وكشف عن عدم وجود اختصاصي جراحة بالولاية، بالإضافة الى النقص الحاد في السسترات والكوادر التقنية المساعدة. وأرجع السبب الى إيقاف التعيين، وقال إن أكثر الأمراض الشائعه بالولاية تتمثل في الملاريا والتايفويد، وأرجع الأمر الى تردي البيئة. المواطنة عائشة عبد الرحمن، أشارت الى أنها قادمة من إحدى قرى المحليات لتلقي العلاج بالدمازين، وذلك بعد أن تعثر بمحليتها. وكشفت عن معاناة حقيقية تواجههم بسبب وعورة الطرق وصعوبة الوصول الى الدمازين، علاوة على المنصرفات الباهظة التي تجابههم عند الحضور الى الدمازين، وطالبت الفريق مالك عقار أن يولي أمر الصحة بالمحليات اهتماما خاصا حتى يرفع المعاناة عن كاهل المواطنين. المواطن أحمد إدريس قال إن الكهرباء تبدو حلماً بعيد المنال لكثير من مواطني المحليات الذين يحدوهم الأمل في أن تعمل حكومة الولاية على توفير مياه الشرب النقيه فقط، وذلك لأن الكثيرين يعتمدون على مياه الأمطار والحفائر والخيران، وقال إن هناك أحياءً داخل مدينة الدمازين مثل الهجره شرق وغرب والتضامن وريح بالك والشاطئ ودار السلام، تعاني بسبب عدم ضعف خدمات مياه الشرب والكهرباء. وتشير موظفة فضلت حجب اسمها، الى أن الطرق تمثل أكبر العقبات التي تواجه مواطني الولاية، وذلك لوعورتها وعدم خضوعها للسفلتة، وعبرت عن بالغ دهشتها من وجود «47» دستورياً بحكومة الولاية. وقالت: هل هناك حاجة لوجود «11» مستشار وزارة ولذات الرقم من الوزراء؟ وما هي الحكمة من وراء وجود «13» مستشاراً للوالي وخمسة معتمدين للرئاسة ؟وكم يتقاضي هؤلاء الدستوريون وماذا يقدمون للمواطن؟ للأسف لا يقدمون شيئاً بل يرهقون خزينة الولاية بالمخصصات الكثيرة، ولا عزاء للمواطن المسكين الذي ليس أمامه غير رفع الأكف والدعاء لرب السموات أن يرفع البلاء والغلاء عن الولاية .