يرى مراقبون ان التحول المفاجئ لقوى «نداء السودان» والذي يضم الحركات المسلحة وأحزاب سياسية معارضة وموافقته أمس على خريطة الطريق الأفريقية في أعقاب مواقفها السابقة ، يتسم بالارتباك والغموض حيث تقف عدة أسباب غير منظورة خلف الخطوة المفاجئة ، لكل معارض مما دعاه الاسراع في التعجيل باتخاذ موقف واحد من التوقيع على خارطة ثامبو امبيكي الوسيط الافريقي لرأب الصدع بين الحكومة السودانية والمعارضة المسلحة ، مثلما ينظر أخرون الى أن الرمال بدأت تتحرك تحت أقدام كل من قادة حركتي العدل والمساواة وتحرير السودان بقيادة ( جبريل ابراهيم ومني اركو مناوي ) وقادة الحركة الشعبية قطاع الشمال (مالك عقار وعبدالعزيز الحلو ، وياسر عرمان ) وقادة الاحزاب السياسية (الامام الصادق المهدي ) وذلك بالنظر لما يجري من متغيرات تجري في الساحة السياسية سواء أن كانت الداخلية والمحيط الاقليمي أو الدولي . وبقراءة عامة لموقف المعارضة الرافض للتوقيع على الخارطة في اثيوبيا فى 21 مارس المنصرم حينما اشترطت لقاء تحضيريا يضم كل قوى المعارضة مع الحكومة ، في الخارج لتهيئة الأجواء للحوار بالداخل عبر عدة خطوات تشمل إطلاق سراح المعتقلين وضمانات و إجراءات الثقة متمثلة في وقف إطلاق النار، وتوصيل الإغاثات الإنسانية لمستحقيها، وكفالة الحريات الأساسية، وإطلاق سراح المحبوسين ، وتسبق الحوار المزمع بالداخل للدفع بالحوار الوطني والمضي به نحو الغايات المنشودة . وفى أعقاب التوقيع على الخارطة من قبل الحكومة قللت تصريحات صحافية لقادة الحركات حيث قال الأمين العام للحركة الشعبية شمال، ياسر عرمان، إن ما تم التوقيع عليه هو وثيقة لا قيمة لها الغرض منها الحاق أربعة قوى سياسية وعزل الآخرين وزاد إن المعارضة لن تستجيب لأي ضغوطات من مجلس السلم الأفريقي أو مجلس الأمن الدولي، بشأن التوقيع على خارطة الطريق التي وصفها بعديمة الجدوى ولا قيمة لها -ولكن المستجدات الجديدة في هذا الصدد كما – يشير محدثي الى أن عرمان يواجه غضب أبناء المنطقتين لاسيما أبناء جبال النوبة للسياسة التي يتبعها عرمان في ادارة ملف السلام الخاص بالمنطقتين ويتهمونه بتنفيذ أجندة الحزب الشيوعي الرامي لاسقاط النظام وسبق أن تعالت أصوات من سموا أنفسهم بأصحاب المصلحة الحقيقيين في انه ان الأوان لان يبتعد عرمان عن المتاجرة بقضية المنطقتين والمضاربات السياسية بمصالحهم والتحدث باسمهم في المنابر ، يشير محدثي الى أن الشواهد السياسية مليئة بأن يصبح رفقاء الامس أعداء اليوم مثلما يحدث بين كثير من القيادات الميدانية العسكرية المتمردة – وكيف لأبناء النوبة الذين كان عرمان قدوة حسنة بالنسبة لهم تحولت الى النقيض مشيرا في هذه المناسبة الى الصداقة الحميمة التي كانت تجمع ( عرمان وتعبان دينق )ابان السودان الواحد وكيف لتلك العلاقة أن تتحول الى خصومة فاجرة بين الرجلين ابان الحرب الجنوبية الاولى المندلعة بين سلفاكير ورياك مشار ؟ وكان تعبان يقاتل مع مشار جنبا الى جنب – والحركة الشعبية قطاع الشمال تساند سلفاكير – وحدث ان رفض تعبان مصافحة عرمان خلال تزامن وجودهما في اثيوبيا . (في الطريق إلى خارطة الطريق) مابين القوسين عنوان بارز يتصدر مقالا كتبه لورد الحرب وقائد حركة العدل والمساواة جبريل ابراهيم على صفحة فيس بوك الاعلامية لحركته يجئ بين ثنايا المقال دون اجراء اية تعديل من جانبي (أقول اننا قد قررنا مبدئياً التوقيع على خارطة الطريق لو وجدنا ما نرجوه من مزيد من التطمين في لقاء أديس أبابا المرتقب مع الوساطة، لأننا قد وصلنا إلى قدر معقول من القناعة بأن الأسباب التي حالت دون توقيعنا إيّاها في 21 مارس 2016 قد زالت أو في طريقها إلى الزوال،) و زاد ( رفضنا التوقيع على خارطة الطريق في مارس الماضي لسببين: سبب إجرائي؛ و يتمثّل في أسلوب عقود الإذعان الذي لجأت إليه الوساطة لحملنا على التوقيع ، و هو أسلوب ينطوي على الاعتماد على المؤسسات الإقليمية و الدولية لإكراه الناس على حلول لا تجد القبول عندهم ،أما السبب الآخر الذي رفضنا التوقيع على خارطة الطريق على أساسه فموضوعي؛ و يتمثّل في تجاهل الخارطة لأطراف مهمّة في المعارضة السودانية، و إستثنائها من المشاركة في الاجتماع التحضيري) ويعود محدثي ثانية مشيرا الى أن الحركات الدارفورية تشتت قواتها في دولة الجنوب التي تخوض حربا ضروس حيث لا مفر او قبلة او قاعدة عسكرية للحركات المسلحة تتجه نحوها غير أن جنود الحركات سيجدون أنفسهم في مواجهة متمردي دولة الجنوب بقيادة رياك مشار فإما الدفاع عن أنفسهم او الدخول في الصراع الجنوبي الجنوبي وبالتالي الضياع في اتون حرب بالوكالة لا ناقة لهم فيها في ظل ظروف استثنائية تعيشها حكومة الجنوب التي تتهمها الحكومة السودانية بتقديم الدعم العسكري والمادي واللوجستي للحركات الشمالية التي تقاتل وتناصبها العداء أما زعيم الانصارالصادق المهدي وضع من قبل حزمة مطلوبات أمام امبيكي للتوقيع على خارطة الطريق تشمل أن يكون اللقاء التحضيري المقترح شاملا وتمثُل فيه الحكومة للالتزام بالتنفيذ واشترط أن لا تعتبر عملية الحوار مجرد امتداد للحوار بالداخل، بل يتفق في الحوار التحضيري على استحقاقات الحوار الوطني، وعلى أن تتوافر ضمانات بتنفيذ مخرجات الحوار، الذي يجب أن يجرى بالداخل بعد تنفيذ إجراءات بناء الثقة وأن تكون رئاسته بتوافق متبادل ولا تخضع لأي حزب ، في حين تشير مصادر (الصحافة ) الى أن المهدي بعد أن طاف على عدد من عواصم الدول منذ خروجه من البلاد قبل (3) سنوات الا ان المحيط الدولي وجهات دولية نافذة نصحته بالعمل على تقريب وجهات النظر بين الحركات والحكومة من جهة وبين الوسيط الأفريقي والحركات من جهة أخرى هذا بخلاف رؤية الصادق نفسه للمتغيرات والحروبات التي يشهدها العالم والتطرفات الشبابية باسم الدين وانخراطهم في تنظيم داعش لجهة أن المهدي يميل الى السلام بعيدا عن العنف المسلح وفى غضون اليومين السابقين بررت المعارضة موقفها الرافض للخارطة الموقعة من جانب الحكومة المنفرد وذلك بأن خرجت على الملأ لتعلن على لسان «عمر الدقير» رئيس حزب المؤتمر السوداني أحد أحزاب التحالف أن قوى نداء السودان ستوقع على خريطة الطريق خلال لقاء زعماء الأحزاب بالوسيط أمبيكي في أديس أبابا أو جوهانسبيرج قريبا»، دون تحديد يوم بعينه ، وكان البيان الختامي لاجتماع المجلس القيادي ل»نداء السودان» الذي التأم بباريس منذ الإثنين وحتى الخميس الماضي، أكد حدوث مستجدات ايجابية بشأن خارطة الطريق. ويمثل إعلان تحالف «نداء السودان» عزمه التوقيع على الخارطة الأفريقية، انفراجا فى عملية الحوار والقرار واحد هو التوقيع ، بينما المسببات متعددة لكل حزب سبب معلن وهدف خاص .