تحولت طرق وشوارع الخرطوم، التى كانت فى السابق يرتادها بضعة آلاف من المواطنين والسيارات، الى ساحات للملايين من السيارات والمارة وبحسب احصائيات غير دقيقة فان اكثر من (30) ألف سيارة كانت تدخل الى الخرطوم بصورة شهرية، قبيل قرار وزارة المالية الذي قضى بايقاف استيراد السيارات المستعملة، وازدادت حوادث السير الداخلية فى معظم الطرق الرئيسية بصورة مخيفة، وتعالت اصوات المواطنين بالشكوى من صمت السلطات خاصة ادارة المرور التى قالو انها ( تفلح فقط فى تحصيل الايصالات المالية) وتغض الطرف عن تهور السائقين خاصة الشباب منهم الذين لا يلتزمون بقواعد المرور، وتساءل عدد من المواطنين من يتحمل مسؤولية تلك الدماء التى تسيل على الاسفلت فى شوارع العاصمة .... ؟ وبالامس القريب وقع حادث سير مؤسف ومروع بشارع الجمهورية، مع تقاطع شارع الخليفة، ما ادى الى اصابة عدد من الاشخاص اصابات متفاوتة تراوحت بين الخطيرة والمتوسطة من بينهم اطفال ، وبحسب مصدر طبى تحدث لوكالة السودان للانباء فان عدد المصابين فى الحادث بلغ حوالى (16) شخصاً من بينهم (4) حالات اصابة خطرة نسبة لاصابتهم بكسور فى الرأس. ونقل شهود عيان لوكالة السودان للانباء ان تفاصيل الحادث المروع تعود الى تصادم حافلة ركاب مع عربة ( كوريلا صالون)، وقال ان الحافلة كانت قادمة من شارع الجمهورية متجهة بسرعة فائقة بينما كانت العربة الكوريلا قادمة من شارع الخليفة من جهة الشمال للجنوب، ما ادى الى اصطدام العربتين وانقلاب الحافلة على الفور . وهرعت قوات من الشرطة الى مكان الحادث، وقامت بنقل المصابين الى حوادث مستشفى الخرطوم لاجراء اللازم من اجراءات ولازالت التحريات حول الحادث مستمرة. وبحسب مصدر مسؤول بحوادث مستشفى الخرطوم فان عدد المصابين فى الحادث بلغ حوالي (16) شخصا من بينهم (4) حالات خطرة نسبة لإصابتهم بكسور في الرأس واضاف المصدر ان هنالك خمسة حالات متوسطة تعاني من إصابات وكدمات خفيفة أما السبعة حالات الاخرى فهي مستقرة تماماً. ونقل المواطن الهادي عبد الله ل( الصحافة) تفاصيل مشهد وقوع الحادث المأساوي الذي وقع بشارع الجمهورية امس، بين الحافلة والعربة الصالون واصفا ان الحافلة ارتطمت مع الصالون ما ادى الى انقلابها فى الحال وابدى اسفه لتكرار مثل هذه الحوادث التى تحدث فى الغالب من سائقى صغار فى السن ووصفهم بالمتهورين ولا يبالون بقواعد المرور وحمل ادارة المرور مسؤولية وقوع هذه الحوادث نسبة لعدم مراقبتها سلوك السائقين خاصة فى الفترات المسائية، وقال انها تهتم فقط فى جمع وتحصيل الرسوم عوضا عن وضع الارشادات والتوعية للسائقين والمواطنين وتحديث الطرق وفتح المسارات بالتنسيق مع الجهات المختصة الاخرى. ويمضي بالقول ان السرعة التي يسير بها السائقون في الطرق الداخلية فى الخرطوم تتجاوز ال( 120) كلم فى الساعة دون رغيب من ادارة المرور ما يشكل خطورة بالغة تهدد حياة الملايين من المواطنين في بلد يعانى من رداءة البنى التحتية والشوارع الآمنة في ظل تدفق مستمر للسيارات من خارج البلاد. ويضيف ان هنالك استهتار من قبل سائقي المركبات بارواح المواطنين ولسان حالهم يقول إن اكمال عملية التأمين الشامل من شأنه ان يقيهم من المساءلة وهو مايعطي انطباعا لهم ان الخسارة ستتحملها شركات التأمين حتى ولو كانت ارواح البشر ورأى ان السرعة داخل المدن يجب ان لاتتجاوز 60كلم في الساعة وقال الهادي انه يتم هذا في ظل غياب الرقابة من قبل ادارة المرور خاصة في الفترة المسائية. وطالب الهادي بسن قوانين رادعة لضبط الطرق وتقليل نسب حوادث المرور وتأهيل الطرق بوضع الاشارات والارشادات اللازمة في مكان بارز وباستخدام احدث التقنيات . ويرى الهادي ان رفع قيمة الغرامة من 30جنيها الى 300جنيه في حالة ارتكاب المخالفة والزيادة في السرعة حلا ناجعا لتقليل حوادث السير في الطرق الداخلية . وكانت وزارة الداخلية أقرت ان (61%) من طالبي العلاج بالخارج من مصابي حوادث مرورية وهو ماتضع الجهات الحكومية موضع تحمل المسؤولية ويرهق موارد الدولة الاقتصادية. وكشف وزير الداخلية المهندس إبراهيم محمود حامد عن أن نسبة (61%) من الذين يطلبون العلاج بالخارج حسب إحصاءات القمسيون الطبي من مصابي الحوادث المرورية. وعقد مجلس تنسيق السلامة المرورية اجتماعه الثاني أمس بقاعة وزارة الداخلية برئاسة وزير الداخلية رئيس المجلس المهندس إبراهيم محمود حامد ومدير عام قوات الشرطة الفريق أول هاشم عثمان وأكد وزير الداخلية أن المجلس يهتم بقضايا السلامة المرورية المتمثلة في حفظ أرواح المواطنين والحد من الحوادث المرورية، وأضاف أن المجلس يعمل على تقليل نسبة الحوادث على طرق المرور السريع. وقال مدير الإدارة العامة لشرطة المرور مقرر المجلس اللواء عابدين الطاهر للمكتب الصحفي إن الاجتماع وقف على الخطة الخمسية التي تحتوي على زيادة الوعي المروري إضافة لتأهيل السائقين وتوفير آليات السلامة على طرق المرور السريع عبر الشواخص الضوئية. وطالب عدد من المواطنين الجهات المختصة بوضع إشارات مرور في هذه الشوارع باعتبارها شوارع رئيسية وتقع في قلب الخرطوم وذلك لتفادي مثل هذه الحوادث التي تكررت في هذه الشوارع مع العمل على إعادة ترميمها وبردم المطبات والحفر المنتشرة في جوانب هذه الشوارع.