لعل الازياء السودانية ببساطتها واناقتها تمثل رمزا وملمحا ثقافيا مهما في ابراز هوية الشخصية السودانوية، وتبقى «العمة» بطياتها مشهد دهشة لكثير من الشعوب العربية والاجنبية، وتعد العمامة والجلابية زياً قومياً اشتهر بها السودانيون دون غيرهم. ولكن رغم رياح الحداثة والتغير التي اجتاحت الكثير من مناحي الحياة، مازالت «العمة» تضيف وقارا وهيبة للشخص الذي يضعها على رأسه. وتبقى «عمة» الفنان كمال ترباس اكثر «العمم» اثارة للجدل في الاوساط الفنية والاجتماعية، بجانب «عمة» الفنان القلع عبد الحفيظ و «عمة» رجل الاعمال بابكر حامد ود الجبل و «عمة» الاعلامى حسين خوجلى.. ففي كثير من مجالس المدينه تثار حولها مناقشات عندما يباهي احدهم بعمامته، فيرد علية الآخر بان عمامتك «عمة ود الجبل» و«العمة» هي ايضا لباس شيوخ العرب والفرسان. وتتفاوت درجة فخامة «العمة» بحسب القماش المصنوعة منه، فهناك «عمة» «التوتل» وهو من أجود أنواع الأقمشة وأغلاها ثمنا واكثرها بياضا. واشتهرت أخيراً عدد من المحال ببيع «العمة» واستيرادها من الخارج، وتم استحداث تصميماتها لتصبح مواكبة لتيار الموضة الحالي. ونجد أن بعض الرسامين والمصممين قد ابتكروا تصميمات ورسومات جميلة وذات بصمة مميزة، مثل الفنان التشكيلي راشد دياب الذي أضفى عليها بصمة عصرية جديدة. والملاحظ ايضاً تباين طريقة لبس «العمة»، وتختلف بحسب القبائل وأحياناً بحسب الأحزاب، فنجد رئيس حزب الأمة القومي الحبيب الصادق المهدي يرتدي «العمة» بطريقة مختلفة عن مولانا الميرغني. وبالرغم من الطفرة الكبيرة في عالم الموضة والأزياء واتجاه الكثيرين نحو ارتداء الملابس الأفرنجية مثل البدل، إلا أن الأزياء السودانية تحتفظ بأصالتها جمالها وقيمتها الاجتماعية، حتى أنها اضحت تميز الشخصية السودانية في كل المحافل العالمية.