تتبعت الترجمة الممتعة التي قام بها الزميل سيف الدين عبد الحميد لكتاب الدكتور فرانسيس دينق «السودان على حافة الهاوية» على مدى سبع حلقات نشرتها صحيفة «الصحافة» في الايام الفائتة، وسيف الدين قدم لترجمته بالآتي: اصدر الدكتور فرانسيس دينق مساعد الامين العام للامم المتحدة لمنع الابادة الجماعية ووزير لدولة للخارجية الاسبق اخيراً كتاباً جديداً موسوما ب «السودان على الحافة» يحمل رؤى حول مشاكل الوحدة والانفصال والهوية السودانية.. وقضايا المهمشين.. وتترجم الصحافة الاصدارة وتنشرها تعميماً للفائدة. ٭ وترجمة الزميل سيف استطاعت ان تنقل روح المؤلف وحماسه في طرح القضايا المحورية في امر علاقة الجنوب بالشمال، والرؤى المستقبلية، والكتاب صدر قبيل الاستفتاء.. وبالطبع جاءت النتيجة المعروفة والتي كان لا يتمناها مؤلف الكتاب.. في خاتمة الكتاب جاءت كلمات دكتور فرانسيس كالآتي: ٭ لقد كان رأيي دائماً ان هناك الكثير المشترك بين السودانيين والذي يتجاوز التقسيم الشمالي.. الجنوبي وذلك بأكثر مما يدرك السودانيون ولكن ربما بذات المنطق كانت هناك نزعة لاقرار ما يفرق بحيث تعطي هذه النزعة المتطرفين في كلا الطرفين شعارات للمطالبة بشرعية اجندتهم الشفافية، ومن المفارقة ان تأتي رؤية الوحدة داخل سودان جديد من الجنوب الذي ظل تاريخياً مرتبطاً بالانفصال، كما ان من الملائم ايضاً ان تستحوذ هذه الرؤية على خيال مناطق الشمال المهمشة التي تشكل الاغلبية. لقد كان التحدي الكبير للقيادة في المركز هو الاستجابة ايجابياً لمطالب الاغلبية الغالبة من الشعب السوداني من اجل سودان جديد ذي مساواة كاملة دون تمييز على اي اساس من الاسس، وهذه رؤية كبيرة جداً ومرغمة لاي زعيم يستاهل الشرعية القومية والدولية للبقاء -ان الاعتبار العملي الوحيد هو كيفية التخطيط لتدبير يحمي مصالح الاقلية المهيمنة «الآن» مع تخليها عن السلطة للاغلبية المرؤوسة «الآن» فالشهامة مطلوبة على السواء من جانب اولئك الذين سيتخلون عن السيطرة والتحكم ومن اولئك المطلوب منهم تولي السلطة ورسم خارطة مصير الامة. ٭ قرأت هذه الفقرة اكثر من مرة واستدعيت الرؤى والمفاهيم التي وضع بها دكتور فرانسيس دينق روايته «طائر الشؤم» التي كانت محل اهتمام الكثيرين. ٭ شركة «ميد لاين المحدودة» التي نشرت رواية «طائر الشؤم» باللغة العربية قالت: تتميز هذه الرواية اي «طائر الشؤم» بالجمع الاوفق بين عناصر الحبكة القصصية المثيرة والمعالجة الرصينة لادق واعمق القضايا الاجتماعية والثقافية والسياسية في السودان، وفيها يجد القارئ وصفاً ممتعاً لثقافة قبائل الدينكا في جنوب السودان وتمازجها مع ثقافات سودانية اخرى.. ثم تحليلاً موزوناً لمعضلات العلاقة بين الافريقي والعربي والمسلم وغير المسلم في الذاتية السودانية المعاصرة. ٭ كل ذلك في قالب قصصي مشوق يعج بالشخوص الحية والتجارب المعاشة في حياة المجتمع السوداني.. فمن خلال ميلاد ونشأة الياس في الجنوب وتعليمه وحياته في الشمال.. ثم ارتباطه بفتاة شمالية مسلمة يثير المؤلف ادق مسائل التعددية الثقافية والتميز العرقي والديني في حياة المجتمع السوداني. ٭ ومن خلال عمل الياس بالقوات المسلحة وتفاعله مع القوى السياسية في غرب وجنوب وشمال البلاد ينفذ المؤلف الى جوهر قضايا الوحدة الوطنية والحرية والمشاركة السياسية. ٭ هذا جزء من تقدمة الشركة الناشرة لرواية طائر الشؤم، وقد صدرت هذه الترجمة عام 2991م ولم تحظ بالاهتمام اللائق بها على الصعيد الاجتماعي والثقافي والادبي. اواصل مع تحياتي وشكري