بالامس قلت ان ترجمة الزميل سيف الدين عبد الحميد لكتاب الدكتور فرانسيس دينق السودان على الحافة.. جعلتني استدعي قراءتي لرواية طائر الشؤوم التي ترجمها الدكتور عبد الله احمد النعيم ونشرتها شركة ميد لاين المحدودة عام 2991.. ورأيت في حضرة هذه الترجمة للسودان على الحافة ان استعرض الرواية واعرض لما كتبه الدكتور عبد الله في مقدمة ترجمته. قال دكتور عبد الله احمد النعيم..( ومن أهم القضايا التي يعالجها الدكتور فرانسيس على الصعيدين النظري والعملي مسائل التعددية الثقافية والعرقية في اطار الوحدة الوطنية، ومع تقديري العظيم لجهوده تلك إلا اني وجدت ان معالجته لهذه المسائل في القالب القصصي مؤثرة ونفاذة للغاية، فكما ذكرت في خطابي له الذي نشر لتقديم لاصل الرواية المنشورة باللغة الانجليزية لعل النهج الروائى يكون هو الاجدى في النفاذ الى وجدان المجتمع. وجاءت بالفعل رواية طائر الشؤوم تصويراً حقيقياً لما دور في مجتمع كالمجتمع السوداني.. قاري المساحة متعدد المناخات الجغرافية نعيش فيه التعدد العرقي والمعتقدي والثقافي ونبحث بدرجات متفاوتة عن البوتقة الكبيرة التي تستوعب كل هذا في شجاعة وموضوعية وتجرد وصدق، ليأتي السودان المتفرد المتميز الحقيقي. السودان اللاعربي واللا افريقي.. اللا مسلم واللا مسيحي ولكنه السودان كل هذا.. السودان اللوحة الجميلة المتعددة الالوان والخطوط والزوايا والاشكال. يقول دكتور عبد الله احمد النعيم:( كنت اتوهم اني قد نجحت في تجاوز دواعي التعصب الثقافي والعرقي الشائع عند امثالي من أبناء شمال واواسط السودان وبخاصة عند قبيلة الجعليين التي انتمي اليها، إلا ان هذه الرواية قد اقنعتني بإعادة النظر في ذلك الوهم وبعثت في نفسي خواطر دفينة ما كنت اعي وجودها ولا اقدر اثرها على معتقداتي وسلوكي، وللفائدة التي وجدتها في نفسي من خلال هذه التجربة اقترحت على المؤلف ترجمة الرواية الى اللغة العربية ونشرها بصورة تيسر اطلاع السودانيين عليها، ولشيوع الامية في قطاعات كبرى في المجتمع، فإني اقترح السعي لاشاعة التجربة بالوسائل المرئية والمسموعة مثل الاخراج الاذاعي والسينمائى). اتمنى ان نعيد او نقرأ طائر الشؤم في اطار فهم كلمات دكتور عبد الله النعيم ذلك لأن القومية عند معظم الناس شعور عاطفي نبيل يعبر عما يربط الفرد بوطنه من قيم نفسية واجتماعية كثيرة، ودكتور فرانسيس عالج هذا الهم الوطني الشائك بشحنة من الاحساس بقدسية الإنتماء للوطن الواحد.. لا بمشاعر وخواطر ضارة من شأنها تعميق روح الكراهية والحقد في نفوس أبناء الوطن الواحد. باستدعائى لروية طائر الشؤم لا اريد ان اقدم دراسة نقدية ولكني احاول وضع اطار لمناقشة الهم السوداني الثقافي من خلال اعادة قراءة طائر الشؤم.. علها تحرك موات الساحة الادبية التي كادت تغرق في لجج الادب الهتافي الذي يتناثر في مساحة الهواء ما بين المكرفون وشفائف صامتة. اواصل مع تحياتي وشكري