تدخل الانتخابات التكميلية بولاية جنوب كردفان اليوم الإثنين مرحلتها الحاسمة حيث يستعد نحو أكثر من ستمائة ألف ناخب من سكان الولاية لوضع النقطة قبل الأخيرة من بنود بروتوكول الولاية المضمن في اتفاق نيفاشا عندما يتوجهون ابتداءً من الساعة الثامنة صباح اليوم وعلى مدى ثلاثة ايام (2 و 3 و4 مايو) إلى صناديق الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات جنوب كردفان التكميلية، لانتخاب والي واربع وخمسين نائبا للمجلس التشريعي الولائي. ويتوقع مراقبون أن تكون العملية بمثابة الامتحان الاصعب في طريق شركاء السلام لخصوصية الولاية التي ستصبح عقب انتهاء الفترة الانتقالية صاحبة الحدود الاطول بين شمال السودان وجنوبه، فهي تجاور اربع ولايات جنوبية (واراب ، اعالي النيل ، شمال بحر الغزال والوحدة) بالاضافة لثلاث ولايات شمالية (شمال كردفان، جنوب دارفور والنيل الابيض) وبلغ العدد الاجمالي للمسجلين الذين يحق لهم التصويت من أبناء جنوب كردفان 632.837 ألف ناخب في 32 دائرة جغرافية ليدلوا باصواتهم عبر 555 مركز موزع في محليات الولاية العشر . ويراقب الانتخابات أكثر من 10000 مراقب محلي وممثلون لمنظمات المجتمع المدني السودانية ووكلاء للاحزاب ،و37 منظمة دولية على رأسهم مركز كارتر بينما تعلن النتيجة في العاشر من مايو الجاري . وكشفت الاممالمتحدة عن تلقيها ضمانات من طرفي السباق الانتخابي بولاية جنوب كردفان المؤتمر الوطني والحركة الشعبية بحفظ الامن والسلام وعدم السماح بحدوث أية تفلتات امنية اثناء العملية الانتخابية ،وتعهد الطرفان بتشكيل حكومة موسعة تراعي التعدد والتنوع الذي تتميز به الولاية، و اشارت المنظمة الاممية الى اكمال كافة الترتيبات الامنية المتعلقة بالعملية مع تحديد مهام القوات النظامية التي ستشارك في تأمين الانتخابات، وبينما اكدت الحركة الشعبية حرصها على نزاهة و حرية الانتخابات ودعت الطرف الآخر الى النأي عن منهج التزوير و التلاعب شدد المؤتمر الوطني على حرصه على خروج الانتخابات بصورة مثالية يهنئ فيها المهزوم الفائز ويشاركه في حكومة تراعي التنوع والتعدد الذي تتميز به الولاية. وقال ممثل الامين العام للامم المتحدة هيلي منغريوس (عقب لقاء مرشح الوطني احمد هارون ومرشح الحركة عبد العزيز احمد الحلو كل على حدة امس بمدينة كادوقلي) ان القوات النظامية والشرطة لن تتدخل في العملية الانتخابية الا اذا اقتضت الضرورات الامنية التدخل مضيفا ان القوات المشتركة سيكون لها دور كبير في تأمين الانتخابات طالب منغريوس بضرورة اجراء تحقيق مستقل في الاحداث الاخيرة التي راح ضحيتها بعض المواطنين وتقديم مرتكبي هذه الاحداث الى المحاكمة (في اشارة الى احداث الفيض ام عبد الله) مشيرا الى التزام المرشحين بمخاطبة المواطنين وحثهم على الادلاء باصواتهم والمحافظة على الامن في الولاية ورفض ممثل الامين العام للامم المتحدة تهديدات الطرفين بالعودة للحرب في حال عدم فوز احدهم استطرد (الحديث عن العودة للحرب في الولاية غير مقبول بالنسبة لنا من الطرفين) مبينا ان التعامل وفقاً لمنطق ان الانتخابات مسألة حياة او موت غير مقبولة لجهة انها في نهاية المطاف تعبر عن ارادة المواطن الذي من حقه ان يعبر لمن يريده مشيرا الى ان الفائز في الانتخابات القادمة سيشكل حكومة من كافة مكونات الولاية وفقاً لتعهدات الطرفين. و في السياق قال مرشح الحركة الشعبية لمنصب والي جنوب كردفان الفريق عبدالعزيز آدم الحلو ان مخاوفهم من التزوير امر مشروع واضاف «الوطني معروف بانه يجيد تزوير الانتخابات « وتابع الحلو في حديث للصحفيين (نتعهد بان تكون الانتخابات خالية من العنف ولن ننجر للاستفزازات التي يقوم بها الطرف الآخر)، مشددا ان حزبه يتطلع الى ان تتاح الحرية الكاملة للمواطنين في التصويت، ليعود ويقول انه سيقوم بتهنئة الطرف الآخر حال تحقيقه الفوز ان جاءت الانتخابات حرة ونزيهة . ومن جهته كان مرشح المؤتمر الوطني لمنصب الوالي أحمد هارون ركز خلال مخاطبته اللقاءات الجماهيرية على ضرورة انعقاد الانتخابات في اجواء شفافة ونزيهة ملتزما بتوفير كل ما يجعلها مقنعة لكل الاطراف وقال انهم يريدونها انتخابات على نسق ما يجري في حلبات المصارعة الشعبية حيث يمد المهزوم يده للفائز مهنئاً. ومن جانبه أكد رئيس اللجنة العليا لانتخابات جنوب كردفان آدم عابدين اسماعيل ان كافة الاستعدادات قد اكتملت في جميع المراكز، مشيراً الى ان المركز الانتخابي سيضم خمسة مراقبين، منوهاً الى ان جميع المراقبين المحليين والدوليين قد تسلموا بطاقاتهم، و قد تم السماح لهم بالمبيت داخل المراكز وحالياً وصل جميع العاملين و المراقبين الى مراكزهم حيث سيقضون ليلتهم داخلها، وقال عابدين انهم تلقوا دعماً لوجستياً من الاممالمتحدة لايصال الصناديق للمناطق النائية، موضحاً ان لجنته تسعى للوصول الى انتخابات حرة و نزيهة و قطع بان العملية الانتخابية ستجري في اجواء هادئة ودعا المواطنين لتفويت الفرصة على الراغبين في اعادة الولاية للصراع، وقال (تفاهمنا مع كل القوى السياسية حول هذه المسائل ، بينما رفضت قوات الشرطة الكشف عن عدد القوات العاملة في تأمين العملية واكد الناطق الرسمي باسم قوات الشرطة الفريق احمد التهامي في تصريح ل»الصحافة» امس ان الترتيبات اللازمة لتأمين العملية اكتملت بجانب اكتمال قوات الشرطة المنوط بهم تأمين العملية وامسك عن تحديد العدد الكلي عازيا الامر لمشاركة القوات المشتركة واضاف لدينا منافذ تنسيقية لمتابعة العملية، وقال ان التأمين مشترك وتحت قيادة الشرطة مشددا على ان الجانب الامني تم الوقوف عليه بشكل تام ودعا المواطنين لعدم الالتفات الى اي شائعات لافتا الى ان العملية ستمضي بسلام وكشف عن وصول مدير عام الشرطة للولاية صباح الغد. وقالت مصادر مطلعة ل»الصحافة» ان توزيع القوات لتأمين الانتخابات متروك حسب حساسيات المناطق وتقديراتهم للاوضاع . وكان واضحا للمراقبين الانتشار الواسع للشرطة والقوات المشتركة طوال ساعات الامس وقالت مصادر ان جميع القوات في حالة تأهب واستعداد قصوى وتتحسب لكل الاحتمالات. ورصدت «الصحافة» عشية الانتخابات حالة استياء وسط قطاعات واسعة من سكان الولاية بسبب الارتفاع المفاجئ لاسعار المواد الاستهلاكية حيث بلغ سعر جوال السكر 210 جنيه بارتفاع 15 جنيه مطلع الاسبوع الماضي وسجل جالون الزيت 36 رطل 135 جنيه بدلا عن 120 جنيه وجوال الدقيق 105 بدلا عن 95 جنيه ، وشكا عدد من اصحاب المركبات العامة والخاصة من انعدام جزئي للوقود، بجانب نقص حاد في مواقف المواصلات من المركبات العامة بسبب استئجارها للانتخابات وعانت الولاية امس من تعثر وبطء في شبكات الاتصال الهاتفي وخدمات الانترنت.