ذات يوم ونحن جلوس مع جدتي كان اخي الصغير يطيل النظر في وجهها، وتبدو على ملامحه علامات فارغة من الدهشة والاستغراب.. وفجأة طرح سؤاله «أنتي يا حبوبه الفي وشك دا شنو والسواهو ليك منو؟» فحاولت المشاركة في الحوار بينهما بالاستماع لاجابات «حبوبتي» ولاحظت على وجهها سحابة حزن طفيفة، ولكن سرعان ما أن جلت حينما قالت له: «إنها علامات زينة كان اجدادنا زمان يقومون برسمها على خدود ابنائهم وبناتهم زي الموضة»، وقالت ليهو انتو هسه اليومين ديل ما عندكم تسريحات وحلاقات بتميزكم عن الاجيال الفاتت؟ فاجاب الصغير بنعم، وشرحت له جدتي ان الشلوخ في ذلك الزمان البعيد كانت موضة يمارسها الابناء والبنات للزينة بايعاز من آبائهم ... سؤال الصغير جعلني افتش في الوجوه وابحث في تلك الظاهرة، وبينما انا في السيارة وفي الاسواق استرق النظر خلسة نحو ذلك الرجل ولتلك المرأة.. انظر في رسماتهم فتتوالى الصور والرسمات حتى بت في حيرة من أمري، وفي كثير من الاحيان ادير حوارا مع ذلك الشخص المشلخ سوى كان رجلا او امرأة، فعرفت ان للشلوخ مسميات دلالات كثيرة على حسب رواية طه ود عدنان، فمنها المدقاق وهو كرسم حرف (T) باللغة الانجليزية، واضاف بان المدقاق هو أداة تستخدم في دق الذره عقب حصادها، واضاف منها ايضا «المطارق» وهي كالرقم «111» ودرب الحمام والسلم وهي كالحرف الانجليزي H)) وغيرها. والملاحظ لملامح آباء الكثيرين منا يجدها لا تخلو من علامة اورسم، مما يدلل على ان الشلوخ كانت في وقت سابق تستهوي الشباب في ذلك الوقت، حتى الغناء السوداني نجد فيه عدد ا من الشعراء تغنوا بالشلوخ وجمال محيا ذلك المشلخ. وأيضا تذهب حاجة فاطمة الى ان هناك شلخ الشيخ حسن ود حسونة، وشلوخ الجعليين والشكرية. ويبدو أنه كان لكل قبيلة شلخ يميزها عن غيرها، كما عند القبائل الجنوبية، فنجد في وجوه افرادها نقاطاً بارزة وخطوطاً عريضة في أعلى الرأس، فيما قالت حاجة نفيسة: «يا بتي نحنا وشنا كان حقل تجارب، هسه الناس اتعلمت وعرفت»، واضافت: داك زمناً شين الله لا عودوا».