أقامت هيئة الخرطوم للصحافة والنشر احتفالاً بمناسبة اليوم العالمي للكتاب وذلك بالتعاون مع المجلس القومي لرعاية الثقافة والفنون، شرفه الدكتور محمد عوض البارودي وزير الثقافة بولاية الخرطوم، وعقدت ضمن فعاليات الاحتفال ندوة بعنوان: «النشر في السودان: الخروج من الأزمة»، تحدث فيها الدكتور محمد عوض البارودي. والأستاذ صديق المجتبى الأمين العام لمجلس رعاية الثقافة، حضر الاحتفال عدد كبير من المثقفين والكتاب والناشرين. افتتح البروفسور عبد الله حمدنا رئيس لجنة النشر بالهيئة، متحدثاً عن ضرورة الوقوف معاً كمثقفين وناشرين وكذلك واضعي السياسات للدفع قدماً بمشاريع تطوير النشر في السودان، مطالباً باعادة المكتبات المدرسية ليتم تأهيل القارئ منذ الصغر، وأشار في حديثه لأهمية الكتاب واهتمام السودانيين به، وفيما يتعلق بأزمة النشر عدد جملة أزمات يعاني منها الكتاب السوداني، منها ما يتعلق بصناعة الكتاب وما سماه المشافهة عند المثقف السوداني وعدم الاهتمام بالتأليف، كما تحدث عن الدور الكبير الذي تقوم به هيئة الخرطوم للصحافة والنشر في دعم العملية الثقافية في البلاد، وطالب أكثر أن تقام الورش والندوات للعمل على ايجاد الحلول الناجعة لأزمة النشر في السودان، كما شهد احتفال الهيئة التوقيع بالأحرف الأولى على مذكرات تفاهم بين الهيئة واتحاد الدراميين، عن الهيئة وقع الأستاذ الطاهر حسن التوم المدير العام وعن الدراميين الأستاذ عبد الواحد عبد الله نائب رئيس الاتحاد، ومع اتحاد الأدباء والكتاب السودانيين وقع عنهم رئيس الاتحاد الدكتور عمر قدور، وكذلك ونادي القصة ممثلاً في رئيسه محمد خير عبد الله. في كلمته أشار الأستاذ الطاهر حسن التوم مدير عام الهيئة الى ضرورة اقامة الشراكات الذكية وتوسيع مواعين العمل الثقافي في السودان، وقال ان الهيئة بتوقيعها مذكرات التفاهم مع عدد من الاتحاد ترمي الى تقوية دور المؤسسات الحكومية في تفعيل وتنشيط العمل الثقافي ونشر الكتاب، وان هذه الشراكات تأتي تنفيذاً لوعد والي ولاية الخرطوم بتكليف هيئة الخرطوم للصحافة والنشر باصدار «100» عنوان جديد في الثقافة السودانية، وان دور الهيئة لن ينحصر فقط في اصدار الكتب وانما العمل بشكل فاعل لايجاد منافذ للبيع، وبشر الحضور ببداية تنفيذ مشروع مراكز التوزيع في الولاية، والتي تعد محاولة لاعادة الاعتبار للمكتبة السودانية، للخروج من أزمة التوزيع في البلاد، كما قال ان التوقيع بالأحرف الأولى على مذكرات التفاهم بين الهيئة والاتحادات سيتبعه توقيع نهائي بحضور الدكتور عبد الرحمن الخضر والي الولاية. الدكتور محمد عوض البارودي أشاد بالدور الكبير الذي تقوم به هذه الاتحادات وان الوزارة ممثلة في الهيئة تقدم بين يدي هذه الاتحاد مشاريع مشتركة في النشر، واقامة ورش العمل، والمؤتمرات المتخصصة في النشر والتوزيع، كما قدم ملاحظاته عن الكتاب السوداني في مساق التأليف والتوزيع. رؤساء الاتحادات من جانبهم رحبوا بهذه الشراكة وعدوها ناجحة، وتعكس اهتمام ادارة الهيئة بمسؤوليتها لقضية الثقافة، ووعدوا بالعمل مع الهيئة لتطوير هذه الشراكات لتشمل مجالات أخرى تصب في النهاية لصالح الكتاب والثقافة السودانية، المتحدثون اتفقوا على أن أزمة النشر في السودان تعاني ثلاث مشكلات، الأولى تتعلق بسياسات الدولة في اقتصاديات الطباعة والضرائب والرسوم المفروضة على الطباعة، مما أدى بدوره الى ارتفاع في تكلفة الطباعة داخل السودان. الأستاذ الروائي ابراهيم اسحق نعى أيضاً انهيار دار التوزيع المركزي التي كانت تساهم بدور كبير في توصيل المطبوعة السودانية الى كافة أنحاء القطر، أستاذ ابراهيم العوام التشكيلي المعروف قال بضرورة الاهتمام بشكل أكثر جمالية بالمطبوعة السودانية حتى بالكتاب المدرسي الذي يفتقر الى الحس الجمالي والذي بدوره يعد طرفاً من أطراف العملية التربوية. نور الهدي صاحب دار عزة قال بعدم وجود أزمة نشر في السودان، وطالب بضرورة توسيع الحريات، وأن تقوم الهيئة في حال مشاركاتها في المعارض الخارجية أن تشارك باسم السودان، فذلك يزيد في حجم المعروض من كتب سودانية ويعكس العدد الحقيقي للكتب السودانية. الأستاذ مجذوب عيدروس الناقد الأدبي عزا غياب الكتاب السوداني الى ضعف السياسات المشجعة للطباعة والنشر، وأن على الدولة يقع عبء يتمثل في تخفيض الضرائب على الكتاب وتسهيل اجراءات استخراج الأوراق اللازمة لنشره. شارك في الاحتفال الأستاذ محيي الدين الفاتح بتقديم قصيدة، وفي كلمة الهيئة وعدت بالاستمرار في العمل من أجل تدعيم أواصر التعاون بين المشتغلين في الحقل الثقافي دعماً لمسيرة الثقافة في السودان.