وسط حشد جماهيري غير مسبوق تم ظهر امس بقاعة الصداقة التوقيع على إنارة عدد من قرى محليات ولاية النيل الابيض وقد وقع نيابة عن حكومة ولاية النيل الابيض السيد وزير مالية الولاية ووقع من جانب شركات الكهرباء ممثلوها ، التوقيع وحده لم يكن المحفز لأهل النيل الابيض للتواجد داخل القاعة بكثافة ولكن مدلولات الفعل هي التي جعلت الكثيرين يحرصون على القدوم لشهود هذه اللحظة التاريخية الفاصلة بين الظلام والنور خصوصاً أولئك الذين عاشوا في قرى وفرقان الولاية الطيبة وعاصروا عهود التيه تحت حكم الانظمة الجائرة المتعاقبة . كان الناس يجتازون المسافة الفاصلة بين العشاء والصباح عبر قناديل الزيت والسرج القطنية وكان افضلهم يطرد الظلام بأضواء ( الرتاين ) او عبر استخدام الوابور في العهود القليلة المنصرمة بيد ان الجميع كان يحلم بالكهرباء وباليوم الذي تضاء فيه البيوت والطرقات على حدٍ سواء ، واليوم وبعد مكابدة وطول كفاح وفشل لازم حكومات الولاية المتعاقبة نجحت حكومة الشنبلي على الرغم من حداثة عهدها في تحقيق انجاز يعتبر الافضل مقارنة بمشروعات التنمية الاخرى واستطاعت التوقيع على عقود ملزمة مع شركات مؤهلة بحسب وزير المالية ومسؤولي وزارة الكهرباء لتوصيل الكهرباء الى اكثر من مائة واثنين واربعين قرية كمرحلة اولى والبقية تأتي لتغطي كافة القرى المحرومة من حظوظ التنمية والحق في النور..إن أسوأ ما يمكن ان يعرقل مسيرة الناس نحو التقدم والتطور هو ان يكونوا مجبرين على العيش في الظلام بسبب قلة الحيلة والسياسات الخاطئة ولذلك نحن نشجع خطوة حكومة الولاية الرامية الى الاهتمام بالريف في اطار السياسة الكلية للدولة للنهوض بالارياف وتحقيق برنامج الرئاسة الانتخابي . قبل التوقيع ساد القاعة جو من عدم التفاهم بين ممثلي حكومة الولاية وبعض مواطني محليات النيل الابيض وحينما غضب ابناء منطقة الشيخ الصديق على عدم تضمين المنطقة وقراها في خطة الانارة الجارية تحدث الوالي وكسر البروتوكول الخاص بالمنصة ليطمئن اهالي الصديق بان حكومته تهتم بهم وتعطي الاولوية لانارة الشيخ الصديق وما جاورها من القرى اسوة بما هو جارٍ في قرى محليات القطينة والدويم وام رمتة وكوستي وربك والجبلين وتندلتي ، ومن الواضح ان حكومة الشنبلي تنتهج خطاً مغايراً لحكومة الولاية السابقة التي غرقت في بحر المحسوبية والانحياز القبلي المفضي الى الفتنة وشق الصفوف وبذر بذور الكراهية والتمييز وسط سكان ولاية النيل الابيض ومن حديث الوالي فهم الصحافيون ان حكومة الولاية الحالية تحتكم الى معايير التوزيع العادل لمشروعات التنمية وهي تعلم تماماً احتياجات السكان في المحليات من واقع دراسات نفذتها مسبقاً ورسمت خططها المستقبلية بموجبها ...انه امر مريح ان يشعر سكان بحر ابيض انهم يبدأون الآن فعلياً العمل الصحيح والصادق من اجل التطوير واحراز التقدم المنشود ..هنيئاً لسكان القرى بالنيل الابيض على انجاز عقود الكهرباء والى الامام نحو المزيد من الانجازات النافعة يا حكومة الشنبلي .