٭ لم يعد المعلم صاحب مكانة مميزة ومرموقة كما كان في سابق الأيام عندما كان (الفارس أحلام البنات) اللاتي جرى على لسانهن (الماشي لباريس جيب لي معاك عريس.. شرطاً يكون لبيّس من هيئة التدريس).. اختفت هذه الاحتفائية وهذا (الطلب) الذي كان يداعب الخيال قديماً.. ربما لعبت (مهن) أخرى اصبحت تدر دخلا اكثر وتتصدر (الأحلام) وربما تغيرت (الأمنيات) نتيجة لتغيرات اقتصادية كثيرة أصابت المعلم في (مقتل).. ٭ كما لم يعد للتعليم نفس (النكهة) القديمة والطعم المميز والجاذب.. صار التعليم (منفراً) وهجره كثير من الطلاب والطالبات عن عمد او غير عمد، ومرد ذلك ضيق ذات اليد وعدم كفاية (المقبوض) من المال الذي ينهزم امام الغلاء الفاحش للسلع الاستهلاكية زائداً المنهج الذي تتبعه وزارة التربية والتعليم وتصر عليه (بحشو) عقول الطلاب بما لا يفيد بل ويلعب دورا اساسيا في الهروب من الفصل و(كرسي المذاكرة). ٭ التعليم الآن وفي مراحله المختلفة (الاساس والثانوي) فقد هيبته ومكانته وعظمته مثل المعلم تماماً الذي (تغول) البعض على (خانته المهنية) وبدأوا يمارسون التعليم بلا (دراية). وينطلقون بقطاره يعددون (مالاً) بعد سحب البساط من صاحبه الأصلي الذي أهداه الشاعر يوما ما أجمل ما جادت به قريحته الشعرية وهي (قم للمعلم وفه التبجيلا) ده كان زمان!. ٭ هجر بعضهم المهنة بسبب الفصل التعسفي و(حاجات تانية) واكتفى بالإرث الجميل الذي حمله والتاريخ الناصع الذي كتبه ب (الطبشور) يوما ما على واجهة سبورة الحياة التي مجدته في يوم من الايام واستطاعت (الانقاذ) ان تغسل هذا المجد بابعاده عن المشاركة في صياغة ووضع منهج يتماشى مع عقل ومقدرة الطالب بعيداً عن (الحفظ والترديد والتلقين) الذي أضر بالعملية التعليمية والتربوية معا. ٭ أصابت المعلم الكثير من (السهام) منها الطائش و(غيره) ولكنه واجه ذلك بثبات وارادة وتحد مستمداً ذلك من حبه لمهنته التي يدين لها اصحاب (بعض) المهن الاخرى بالوفاء والولاء فهو البداية التي شكلت الوعي المستقبلي ل (الخيارات) الأخرى.. وما حدث في بحر الاسبوع الماضي من تعد واضح على هيبة المعلمة والتعليم والمدرسة في احدى مدارس الخرطوم (مدرسة العزوزاب «أ» للأساس) وفي وضح النهار كان شيئا مخجلاً ووصمة عار على جبين التعليم الذي بدأ في السودان باكراً وسار ركبه ووجوده على (تأمين) احترام المعلم والمعلمة انطلاقاً من حكمة ظلت ترددها الاجيال (بوعي) تام وهي من (علمني حرفاً صرت له عبداً).. بيد ان احداهن وهي (خالة احدى الطالبات) بالمدرسة ابت نفسها الا ان تشوه الحكمة وترمي بها خلف الشمس في (عملية درامية) وجهت فيها (ضرباتها الساخنة) باتجاه وجوه المعلمات داخل حرم المدرسة المذكورة التي استنجدت ب (الامن الشامل) رغبة في بسط الامان داخل جدرانها وحماية من تزايد (الصفعات الموجعة) التي (مزّقت) وجه احدى المعلمات داخل المدرسة مما أدى لتدافع الدم من وجهها (سيلا) بدلا من (سيل) آيات الشكر والتقدير في حق المدرسة التي وهبت ابنة اختها التميز والتفوق بنيلها وحصولها على (المرتبة الثانية). ٭ تصرف غير مسبوق في حق المعلمة والمدرسة والطالبات جميعهن فمثل هذا (الاختراق) لساحات الدراسة ودور العلم (عنوة) وارتكاب جريمة (الضرب) والتسبب في (الأذى الواضح) دخيل على مجتمعنا السوداني الذي يتبادل فيه الجميع الاحترام على اختلاف أعمارهم، ويكسو فيه الجميع ايضا المعلمة بثوب الاعزاز وكل التقدير ولكن ان تبادر احداهن وداخل الحرم المدرسي بهزيمة (القيمة الجمالية والاجتماعية والمهنية) للعلم والمعلمة فهذا قطعاً سلوك مرفوض ينم عن تصرف جانبه الصواب.. لذلك يجب ان تنتهي معه كل الاسباب التي بدأت به حتى لا يتكرر الاسلوب في مدارس اخرى وحتى لا تصير المدرسة ساحة مفتوحة (للملاكمة) و(الضرب العلني). واخيراً ما هو رأي وزارة التربية والتعليم؟ ٭ همسة: تمنحني سيدتي الدفء والوصال.. تهب لي خطوط ميلادي السعيد.. تبارك أيامي وعداً قادماً.. فتهل فرحاً المواسم القديمة..