٭ لشدة ما اخترق آذاننا الحديث عن هذا المؤتمر الذي تنوي وزارة التربية والتعليم عقده في الايام القادمة رغم انه قد جرى الحديث عنه في الصحف والجلسات والندوات و«شمارات الحلة كمان» منذ العام الماضي، الامر الذي جعلني اعتقد انه تم عقده وانا نايمة على «وداني» كما يقول اهلنا المصريون. ٭ أمام المؤتمر العام تحديات كبيرة اتمنى ان يكون المؤتمر مستعداً لها فالتعليم والتربية معاً في وطني أصابهما ما أصاب «الخدمة المدنية من «خلخلة وزلزلة» فكيان التعليم لم يعد يفي بالمطلوب من أجل الطالب الذي بلغ استياؤه من تفريغ المادة وهي التي لا تفيد ولا تقدم الجديد داخل عقله الصغير ما بلغ امام الجلوس لامتحان المدرسة الدوري او الامتحان النهائي فكلاهما لا يمد العقل بمادة دسمة تمنح الطالب الفرصة في التفكير والتجلي واستخلاص النتائج بل هي مادة مكرورة عقيمة قديمة بلا طعم ولا رائحة.. ٭ لم يعد المعلم يقبل نحو الدراسة ب «روح» دافعة لارتياد الابداع والابتكار فهو كلما يتحسس جيبه يجد ان جنيهاته القليلة لن تكفيه «حق المواصلات» لاطراف المدينة التي تنعدم فيها الخدمات الاساسية وتتردى فيها البيئة فهو اذاً وكفرد في منظومة الحياة في المجتمع السوداني عليه من المسؤوليات ما هو جسيم واستحق الاستعداد لها بمال معلوم. ٭ انعكس ذلك في اداء المعلم لواجبه الدراسي فهو في الغالب يجتبي المال من هذه المدرسة ومن تلك كذلك حتى تخاله في ذهابه وتنقله يداعبه التمنى لو يصبح «سوبرمان» يؤدي هنا ويصحح هناك ويمر على اخرى في الوسط. ٭ كان قديماً فتى احلام البنات عندما جرت على لسانهن يوماً «يا الماشي لباريس جيب لي معاك عريس شرطاً يكون لبيس من هيئة التدريس».. اليوم المعلم يتمنى لو يعيد التاريخ نفسه ويصبح فعلاً «فارس احلام البنات» ولكن ذلك مشروطاً بعدة شروط ربما احداها عودة السلم القديم وقيمة المعلم الحقيقية الذي طاف مع طلابه العالم وهم على «كنبات خشبية» داخل الفصل.. ٭ مؤتمر التعليم الذي ننتظره اتمنى ان يأتي بجديد في «المنهج» للطالب والمعلم معاً فهما ركنان مهمان في البيئة المدرسية التي يجب ان تأخذ حقها كذلك كركن ثالث تقوم عليه مرتكزات تربوية وتعليمية واخلاقية للمهنة التي ذابت مثل غيرها من المهن في وطني الذي توجه حكومته المال نحو «تأمين نفسها» بخلق مزيد من القنوات الأمنية، فيضيع التعليم وتتبعه الصحة والإثنان معاً يمثل نصيبهما في ميزانية الدولة ما لا يزيد عن «8%» وتنتظر رغم ذلك حكومتنا الموقرة من الجيل القادم الدفع بالانتاج والابداع والمعرفة.. انها ترمي بجيل كامل وراء الشمس.. ٭ على وزارة التربية ان تجعل من مؤتمرها القادم ثورة ومشعل ثورة على القديم العقيم والحشو بكل سلبياته، ومشعل من أجل مستقبل قادم يضيء طريق التعليم الذي يصاحبه التخطيط السليم والجاذب للطالب والمعلم معاً برعاية حقيقية وجادة من الحكومة التي يجب ان تطلق يدها من أجل بناة الغد حاملي راية التغيير القادم في وطني. ٭ يذخر الوطن بالكفاءات والخبرات التي يمكن ان ترسم طريقاً آمناً لنيل مكتسبات ايجابية للتعليم الذي يجب ان يكون مبرأ من كل عيب فهو عنوان الأمة وطلابه رسل الأمة الى كل دار ومحفل. ٭ الأمية والفاقد التربوي والتسرب المدرسي كلها تنتشر في بلدي بل وتتغلغل فيه وهذه من مساوئ المنهج الموجود حالياً والذي يعد «طارداً» ولا يوجد أبلغ من وصف مغادرة الطالب لكرسي المذاكرة والدرس أكثر من هذه الكلمة. ٭ اننا نحتاج لبرنامج توعوي متكامل من أجل تعليم كامل لجيل شامل يعطي في المستقبل للحياة والمجتمع الزاد لبناء أمة تتدثر بالثقة والعلم الذي لا يشيخ... همسة: أسرجت خيلي اليك يا امرأة الشموخ الذي اشتهي... يا امرأة العطاء والكرم الحفي... يا امرأة تغير وجه الدنيا... لوجه جديد بهي...