تعتبر جامعة الزعيم الازهرى واحده من أبرز الجامعات السودانية التي انضمت للمؤسسات التعليمية خلال ما يسمى بثورة التعليم العالي التي انطلقت مع بداية تسعينيات القرن الماضي، وباتت الجامعة تشكل ثقلا، ويعتبر مجمع العباسيهة بام درمان احد اهم فروع الجامعة، اذ يضم كليات الهندسة بفروعها والعلوم السياسية، اضافة الى اقسام الدبلومات. والزائر لمباني فرع العباسية يلاحظ تواضع قاعات المحاضرات التي تعتبر مجرد فصول لا غير، ولا تصلح أن تكون مقرا لروضة اطفال بسبب ضيقها، كما تفتقر معامل الحاسوب للأجهزة التي تمكن الطلاب من الإلمام بأبجديات علم الحاسوب، وعندما يعيد الزائر النظر مرة اخرى الى الجامعة يجدها لا ترقى لمستوى الجامعات فى العصر الحديث، كما تفتقر مباني الفرع للبيئة المساعدة في التحصيل، ولا اثر للخضرة والحدائق دعك من النجيلة والتشجير. «الصحافة» التقت بالطلاب الذين شكوا من الوضع الراهن. ويقول أحد طلاب الهندسة انهم يعانون بسبب اعمال الترحيل المتواصل، فهم يتنقلون بين مقار الجامعة في كافوري والعباسية وود نوباوي والخرطوم بحري. فهذا التنقل اثر سلبا علي مستواهم الاكاديمي، وضاعف من ذلك عدم وجود بيئة مواتية للتحصيل، كما يعاني الطلاب بسبب القرارات التي تحكم العملية التعليمية مثل الفصل وغيره، اذ تصدر متأخرة، ففي حالات كثيرة يفاجأ الطلاب بقرارات الفصل وقد صدرت بعد الامتحانات، وهو توجه غير صحيح، اذ كان على الادارة تحديد الملاحق ومتى يخضع الطالب للفصل، وذلك حتى يتمكن الطلاب من تفادي هذه المشكلات. وأحد الطلاب انتقد وضع كلية الهندسة بالجامعة، قائلا إن مبنى كلية الهندسة قسم الحاسوب التابع للجامعة تم تشييده بمنطقة كافوري بالخرطوم بحري، غير ان ادارة الكلية لم تلتزم بالانتقال للمقر الجديد لعدم اكتمال المنشآت وافتقار الموقع الجديد للخدمات، مشيرا الى ان الطلاب يفضلون الانتقال للمقر الجديد بالرغم من عدم توفر الخدمات بالموقع. وطلاب قسم هندسة الحاسوب تقدموا بمذكرات للادارة، كما أقاموا مظاهرة سلمية طالبوا خلالها باصلاح الاوضاع، غير أنها لم تأتِ بشيء، وقد تضمنت مطالب الطلاب إنشاء معامل تليق بالكلية. وطلاب كلية هندسة الحاسوب انتقدوا قيام الجامعة بتغيير ادارة الكلية في فترات وجيزة يكون فيها المسؤولون قد بدأوا تلمس المشكلات، ليفاجأ الاداريون والطلاب بنقل الادارة، وهذا التوجه ابقى الاوضاع على ما كانت عليه، ويعتبر ذلك من أسباب مشكلات الكلية. ومن كلية العلوم السياسية تحدث إلينا احد الطلاب منتقدا بيئة الجامعة، واصفا اياها بأنها ليست بيئة جامعية مثلى، فالكلية عبارة عن مدرسة، كما تفتقر الجامعة للتقويم الاكاديمي الذي يحدد مواقيت الامتحانات الفصلية والاجازات وامتحانات الملاحق وغيرها شأن اية مؤسسة جامعية. وبالنسبة لقاعات الدرس فهي لا تكفي وضيقة وكذلك المقاعد. وتقول إحدى الطالبات بكلية العلوم السياسية إن هناك مشكلة في القاعات والاجلاس، ولا توجد اية خدمات، وحتى الاساتذة اغلبهم من غير المؤهلين. وعن بيئة الكلية قالت إنها طاردة للطلاب، ويكفي أن الكلية تفتقر للبوفيه الذي يقدم أبسط الخدمات الاساسية، مما يضطر الطلاب الى الخروج بحثا عن الخدمات الاساسية كالفطور وغيره. و «الصحافة» من جانبها وضعت انتقادات الطلاب أمام آدم محمد أحمد عبد الله عميد كلية العلوم السياسية والدراسات الاستراتيجية، فعلق عليها قائلاً إن الجامعة قد برزت ضمن جامعات ثورة التعليم العالي، وبدأت بصفتها جامعة أهلية، غير أنها غدت جامعة حكومية، وتعتمد الجامعة على مواردها الذاتية، وتعاني مشكلات عديدة أهمها عجز المرتبات مما يتطلب الدعم. وبشأن المقر قال إنه مؤجر، واعمال الصيانة الدائمة تتطلب توفير الموارد، اضافة إلى ان ادارة الكلية لا تستطيع التوسع في المباني. وأشار الى وجود أربع بنايات ببحري، وقال إنه سيتم نقل الكلية عقب اكتمال المنشآت، منوِّهاً إلى أن الكلية قد عُرفت بتميزها الأكاديمي.