بالرغم من أن مدينة الدامر تعد إحدى أعرق المدن السودانية، غير أن تاريخها الضارب بجذوره في الأعماق البعيدة لم يشفع لها لنيل حظها من الحداثة والتطور أسوة بالمدن الأخرى، وزيارة واحدة لسوق الدامر تكفي للتعرف على أن المدينة لم تبارح محطة عقد الخمسينيات، فكل جزء من السوق يعود بكبار السن إلى الماضي، أما صغار السن وأولئك الذين لم يشهدوا أنضر وأزهى عصور المدينة، فقد ظلوا يتطلعون إلى واقع أفضل يجعلهم يفخرون بمدينتهم وسوقها الذي يرفد خزانة الولاية والمحلية بأموال طائلة لو تم توجيه ربعها فقط لتغير شكل السوق، ولتحول إلى واحد من أفضل الأسواق بالسودان. ولعل قضية أصحاب الأكشاك بموقف شندي توضح الحقائق سالفة الذكر، فهذه الأكشاك تحولت لأوكار للشماسة ومتعاطي المخدرات ومسرحاً للجريمة، ويطالبون السلطات المحلية بتوفير الخدمات الضرورية من كهرباء ومياه ودورات مياه، فالسوق يفتقر لهذه الخدمات الضرورية. ومعظم أصحاب الأكشاك هجروها بسبب انعدام ضروريات البقاء رغم أنهم يدفعون للمحلية ما عليهم من التزامات مالية بصورة منتظمة حسبما أكدوا، وتعتبر الأكشاك مصدر رزقهم، فمعظمهم من المعاشيين وأصحاب الحاجات الخاصة. «الصحافة» التقت بالمواطن عمر أحمد يوسف صاحب كشك، فقال: «نعاني من انعدام الخدمات الأساسية بالسوق، واعتقد أن وجود الشماسة في السوق يشكل خطراً كبيراً خاصة فى أيام العطلات الرسمية، فنحن لا نسرف فى التفاؤل ولا نريد غير الخدمات الضرورية، فالخريف على الأبواب». وتحدث أيضا ل «الصحافة» المواطن يسن صلاح الدين قائلا: «نعاني من انعدام الخدمات الأساسية في السوق، وبعض أصحاب الأكشاك هجروها، وأصبحت بعض الأكشاك أوكاراً للشماسة ومتعاطي المخدرات. ونحن نطالب السلطات المحلية بالإسراع في إعادة الحياة إلى السوق مثلما تفعل المحليات التي تهتم بمتطلبات مواطنيها».