رائحة زفرة وأخرى تزكم الأنوف، أوساخ وقاذورات تحيط بالمكان فتحيله إلى «كوشة» كبيرة وذلك بأمدرمان منطقة السوق وموقف «الشهداء» يضاف إليها التصرفات التي تتنافى مع أبسط مقومات الحضارة والمدنية والتي تصدر من قبل بعض المواطنين مثل «التبول» وسط السوق والموقف بلا مراعاة لوجود المارة خاصة السيدات والفتيات اللائي يخدش حياءهن ما يحدث.. أيضاً «الشماسة» الذين أضحوا مصدر رعب دائم للعاملين بالسوق والمواطنين حيث النهب وخطف حقائب السيدات والفتيات، وايضاً الموبايلات نهاراً جهاراً ، أما اذا شعرت بالجوع أو العطش وساقتك قدماك لبعض أماكن الأكل والشرب في هذه المنطقة فسوف يشاركك الذباب فيه واذكر في هذا السياق انه عند جلوسنا «المصور» يحيى شالكا وشخصي مع بعض المتضررين العاملين بالسوق قدم لنا «عصيراً» دليلاً على حسن الضيافة غير أننا كنا نصارع جيوش «الذباب» التي كانت تريد الاستحواذ على العصير! كل ما سقناه آنفاً يخلف وراءه أسئلة كثيرة تحتاج لإجابة عليها من قبل المسؤولين عن أمر السوق والموقف بهدف إيجاد الحلول الناجعة التي من شأنها الإرتقاء ببيئته ذلك ان النظافة من الإيمان، وحاولنا لقاء مسؤولي الصحة بمحلية حي العرب وبمساعد ملاحظ الصحة الموجود بالمنطقة غير أننا لم نتمكن من مقابلتهما فآثرنا نقل صورة حية لما يجري في المنطقة «الموبوءة» من خلال هذا التحقيق. ------ «كمال محمد النور» صاحب محل خضر وفواكه وعضو في لجنة سوق الشهداء يرى أن النظافة لا تجرى كما يفترض على مدار الأربع وعشرين ساعة اذا أنها تتم في أوقات غير محددة فتارة صباحاً وأخرى عصراً وهكذا. وما ترينه من كمية الذباب الموجودة في الموقف والسوق انما هو من مياه الصرف الصحي والمجاري وهناك «برميل» يستخدم كمكب للنفايات احضرته هيئة النظافة منذ أكثر من «عشر» سنوات، غير أنه أصبح مكاناً «لقضاء حاجات» المواطنين من مرتادي الموقف وقد كانت هناك حمامات في منتصفه، غير أنها أغلقت بواسطة وزارة الصحة منذ أشهر مما أثر سلباً ودفع الناس لاستعمال البرميل، وواصل: نحن نعاني من الفوضى وعدم التنظيم الذي نحتاجه بشدة، من هنا أناشد بوضع «لافتات» من قبل المحلية ُيمنع من خلالها المواطنون من قضاء حاجتهم بالبرميل أو الأرض، إذ انها تذوب مع المياه وتسيل في أرض الموقف. ويرى «طارق محمد حسن السماني» صاحب حافلة أن منظر البرميل غير إنساني ويخدش حياء طالبات الجامعات والمدارس اللائي يرتدن الموقف صباحاً حيث نجد مشهد المواطنين وهم يقضون حاجاتهم أمامهن دون مراعاة، بالإضافة إلى إنبعاث الروائح الكريهة التي يخلفها، علماً بأننا نقوم بالدفع يومياً لإدارة البترول قيمة «جنيه» لكي يكون الموقف نظيفاً وجميلاً، ولو وجدنا النظافة لما اهتممنا بالجمال. وقال طارق ان ما يزيد الموقف سوءاً ان كل نفايات المطاعم والسوق تصب في البرميل بإعتباره انه الوحيد الموجود و«العذر» الوحيد للجميع ان الحمامات «مغلقة» وابدى طارق إستعداده للمساهمة في حل المشكلة «مادياً». أما النذير ادريس ويعمل بناء فقد شكا من بعض المواطنين الذين يقضون حاجاتهم في زجاجات «الكريستال» دون مراعاة لوجود المارة والعاملين في المنطقة. نهاراً جهاراً وشكا «محمد عثمان» ويعمل في منطقة السوق من وجود «الشماسة» بشكل مجموعات مع المشردين مما يسهل إرتكاب الجرائم من سرقة وتعدٍ على المواطنين وتهديد أمنهم وتمنى ان تصبح «المدرجات» نظيفة ومنظمة وفي بيئة صحية متعافية ومهيأة جيداً حتى نستطيع ان نؤدي عملنا براحة وسهولة وأيضاً تقديم الخدمات للمواطنين من مرتادي السوق والمستقلين للمواصلات. ولم يسلم الباعة الجائلون من نهب بضاعتهم، والسيدات أيضاً من إعتداءات الشماسة المتكررة فقد تعرضت إحدى السيدات هي وابنتها للسرقة في وضح النهار من قبل الشماسة الموجودين بأعداد كبيرة في السوق حيث تم نهب «11» ألف جنيه وجهاز موبايل من داخل الحقيبة على الرغم من الجهد الذي يبذله رجال الشرطة بالقسم الموجود بالسوق للحفاظ على الأمن فيه إلا ان عددهم قليل، علماً بأن هؤلاء الشماسة يتخذون من «السينما الوطنية» و«سينما امدرمان» وكراً دائماً لهم ونقطة تجمعهم سوق الشهداء. كذلك فان بائعات الشاي طالبن بضرورة تنظيم عملهن وكذلك حمايتهن من الشماسة، كما يحلمن بأن تكون منطقة السوق التي يعملن بها منطقة مثالية ويحتذى بها من حيث النظافة واستتباب الأمن والأمان. سمك.. سمك أما الأستاذ «هاشم مطر» ممثل المدرجات بالشهداء فقد خصص حديثه للبرميل ومدى المعاناة التي يعانيها المواطنون من جراء وجوده قائلاً: نحن نعاني من وجود هذا البرميل منذ فترة طويلة جداً «01» سنوات، وقد قمنا بتقديم «شكوى مرتين» بخصوصه ولكن لم تجد شكوتنا أي ردود علماً بأن هذا البرميل قد «ضيق» مساحة المكان إضافة الى ان عدد اللصوص قد إزداد، فاذا كنت ترغب في شراء شيء من السوق فلا محالة أنك ستتعرض للنهب والسرقة من قبل الشماسة الموجودين في كل الأوقات، ومن المفارقات التي تتعلق بالبرميل أنه يوجد بين الشرطة ومكتب الصحة، ومما يضاعف من قذارة المكان ان تجار «السمك» و«الفراخ» يقومون بدلق المياه «الزفرة» فتختلط هذه المياه مع «البول والبراز» وتتجمع فتجرى وتسيل بالقرب من مكتب الصحة وعندما نأتي صباحاً نجد المياه غزيرة جداً تزكم الأنوف. ونشير هنا إلى ان معتمد ام درمان السابق «الفاتح عزالدين» كان قد وقف على حال ذلك البرميل وأمر بإزالته فوراً، كما طلب أحد أعضاء المجلس التشريعي في زيارة رسمية للوقوف على الميدان بالنظر في أمر هذا البرميل ومعالجة موضوعه فوراً، ويضاف لكل ذلك والحديث لهاشم ان هناك فوضى «مرورية» بكل أشكالها مع إنعدام تنظيم سير العربات وقد كان بالميدان «4» خطوط للمواصلات أصبحت الآن «01» ونحن كأصحاب مدرجات نطالب أولاً بإزالة ذلك البرميل، لما ينتج عنه من روائح كريهة إضافة لما سبق الاشارة اليه من قضاء حاجات الناس به، كما نطالب أيضاً بتنظيم الميدان والنظر في أمر الحمامات.