شكا عدد من تجار سوق «6» بالحاج يوسف من تدني الخدمات المقدمة من قبل السلطات، وكشفوا عن افتقاد السوق للعديد من المطلوبات الضرورية، معتبرين عدم تنظيم السوق من الأسباب المباشرة التي أدت لتدهوره وتردي بئيته، وشكا الجزار حسن صادق من المحلية التي تحرص علي جباية الرسوم دون ان تقدم خدمات نظيرها. واكد تردي اصحاح البيئة بالسوق، كاشفا عن وجود مصرف مليء بالنفايات والاوساخ لا تعيره المحلية ادنى اهتمام، وقال ان هذا التجاهل لا يوجد له مبرر مقنع، وذلك لأن واجب الدولة الاشراف على تنظيم ونظافة الاسواق، وقال إن الروائح النتنة المنبعثة من كراتين النفايات تسبب لهم مضايقات لا حصر لها، وتخصم كثيرا من الشكل العام للسوق، بل تسهم في ضعف تردد الزبائن، وقال إن الضرورة هي التي تفرض عليهم العمل بالسوق الذي اعتبره واحداً من أسوأ أسواق العاصمة على صعيدي النظافة والنظام، وقال إن تردي البيئة وغياب إصحاحها يتسبب في كثير من الامراض بداعي التلوث. ومن جانبه نفى التاجر آدم ابراهيم عبد الله رفضهم لتنظيم السوق، وأكد حرصهم التام على المساهمة في هذا الأمر ان أرادت السلطات تنفيذه على أرض الواقع، بيد أنه شكا من تعامل ادارة الصحة بمحلية شرق النيل المسؤولة عن السوق، وقال إن تعاملهم القاسي والفظ وغراماتهم العالية وغير المبررة أصابت التجار بالاستياء، وذلك لأنه لا يعقل أن يدفع تاجر صغير غرامة قدرها مائة جنيه وربحه في اسبوع كامل لا يوازي نصف هذا المبلغ. وقال إن الغرامات يجب أن تتوقف وذلك مراعاةً لظروف التجار. اما التاجر آدم النور محمد، فقد شكا من تراكم النفايات في السوق، وقال إنه لا توجد أماكن مخصصة «لرميها»، ولا تحضر عربات المحلية لأخذها، وقال إن التخطيط بات ضرورة ملحة، وذلك لأن معظم التجار يعملون تحت هجير الشمس، وكذا الخضروات والمأكولات تباع على قارعة الطريق، وهي معرضة للتلوث بداعي الغبار والأوساخ، وطالب الجهات الرسمية بحكومة ولاية الخرطوم بتسجيل زيارة للسوق، وذلك للوقوف على حقيقة تردي خدماته على أرض الواقع ، وقال انه ليس من المنطق أن يفي التجار بما هو مفروض عليهم من ضرائب ورسوم، فيما تعجز السلطات عن أداء مهامها. والتقت «الصحافة» من خلال جولتها بالترزي عبد الكريم علي أبو حبيب الذي وجدناه يجلس خلف ماكينة الخياطة في الشارع في مشهد بدا لنا غريباً وغير مألوف، لجهة أن كل الترزية في الاسواق المختلفة يعملون من داخل متاجر ومبانٍ، وقال انه يعمل في هذه المهنة منذ عام 1984م، ولم يتسنَ له الحصول على مكان يقيه حرارة الشمس والبرد، وقال انه يقضي كل يومه في عملية نقل ماكينته من مكان إلى آخر، وطالب الجهات المسؤولة بإقامة دكاكين لهم. وفي ذات السياق قال الترزي عثمان إن موظفي المحلية يظهرون لتحصيل الجبايات، ويتوارون عند تردي الخدمات في السوق، واختصر حديثه قائلاً: «حقنا بنلقاه يوم القيامة».