الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطل من دارفور ... أبو القاسم الحاج محمد(1-2)
نشر في الصحافة يوم 18 - 05 - 2011

قال تعالي: (ولنبلونكم بشئٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (صدق الله العظيم ? وبلغ رسوله الكريم)
فقد شاءت إرادة الله تعالي.. أن يرحل من الدنيا الفانية، إلى رحاب الله الواسعة.. الباقية.. الأستاذ/ المناضل/ أبو القاسم الحاج محمد.
وأبو القاسم هو من مواليد منتصف العشرينات.. تلك الفترة الي كان السودان فيها على تداعيات مقتل حاكم السودان العام، السير لى إستاك Sir Lee Stack.
وعند عودته من انجلترا حيث قضى إجازته السنوية.. وفي القاهرة اغتالته الوطنية المصرية.. التي كانت قد قتلت رئيس الوزراء المصري (بطرس غالي).. على يد جماعة عنايات.. وجماعة الورداني اغتالت استاك.
فانتهزت انجلتري الظروف.. وفرضت شروطها.. بإجلاء الجيش المصري عن السودان، ومد يدها في كل شئ.. زيادة الأراضي الزراعية. ابتداع قانون 1925م المتجاوز لكل القيم والأعراف السودانية النبيلة.
وجاء الحاكم العام الجديد (سير جوفرى آرثر). والحاكم العام البديل له (سير جون مافي عام 1927م). والذي قام بزيارة الي مدينة الفاشر (عاصمة دارفور الكبرى) في عام 1930م.
وأستقبله طلاب المدرسة الأولية الوحيدة يومها.. بالأناشيد ومنها:
أيها الضيف الوفي يا جون مفي يا جون مفي
ومن أولئك التلاميذ (مؤدى النشيد): مصطفي أحمد موسي (أبو صبرنج) ومحجوب بابكر كرم الله.
وهناك تلاميذ كثر يومئذ بالمدرسة:
التلميذ/ رحمة الله محمود (الفاشر) التلميذ/ منصور عبد القادر أبو منصور (كاس) التلميذ/ أحمد الطيب إبراهيم (رهيد البردي) التلميذ/ سعد محمود موسي مادبو (الضعين) التلميذ/ أحمد السماني البشر أبو الحميرة (تلس) التلميذ/ أحمد ابراهيم السناري (أبو حميرة) الفاشر. وآخرون معهم في نفس المدرسة: عمر الحاج محمد- الطيب محمد نور عالم ? أحمد محمد محمود منى (العسيل) آدم عيسي اسحق (الفاشر).
وكان المناضل أبو القاسم يومها.. يدرس مع أقرانه.. في خلوة الفكي سليمان أحمد يوسف.
وهو السائح على مسلك الطريقة الصوفية السمانية.. من منطقة نهر النيل (الجيلي).. جاء ثائراً.. ليلحق بثورة الإمام عبد الله السحينى في نيالا عام 1921م ولكنه وجد الثورة قد خمدت جذوتها.. بالسلاح الناري.. وإجهاضها.. واستشهاد قائدها ورفاقه في نهاية أكتوبر 1921م.
وقد ناصح أهل الفاشر يومها (من نهر النيل) الشيخ سليمان أحمد يوسف، بأن ينشئ خلوة لتعليم القرآن الكريم بمدينة الفاشر. (لأنه حافظ.. ومجوِّد.. وماهر بالقرآن. فاستجاب لذلك .. من أولى الفضل يومها.
الشيخ/ عباس ود صالح.. والد الكرام: صالح عباس.. وعثمان عباس.. وناصر عباس.. من الداعمين.. السيخ/ إبراهيم عبد الله (البطحاني) والد الميامين: حسن إبراهيم عبد الله.. وزكريا إبراهيم عبد الله.. والصديق إبراهيم عبد الله.. وسليمان والطيب إبراهيم عبد الله.
وتوافد على تلك الخلوة .. أبرار كثيرون:
التجاني ومحمد عبد الماجد (أبناء الإمام عبد الماجد لتعلم التجويد.. إسماعيل سراج وأبنه عبد الماجد إسماعيل.. حسن إبراهيم عبد الله (وهو أول تلميذ يختم القرآن بالخلوة تلك).. حامد عوض الكريم. محمد علي فضيل .. وصالح فضيل محمد (وقد أسمى ابنه (سليمان صالح فضيل) على الفكي سليمان.. وقد صار بحمد الله وتوفيقه.. ذلك الطبيب.. الدكتور/ البروفيسور/ والذي تم اختياره أحد أحسن ثمانية أطباء في العالم في الطب الباطني والمناظير). وتم اختياره رئيساً لمنظمات عالمية وأفريقية أخرى في مجال الطب. فالدعاء له إن شاء الله بالصحة والعافية ومزيد من التوفيق والسداد.
ومن تلاميذ القرآن.. عمر الحاج محمد.. محمداى إبراهيم أبو.. يوسف محكر.. إبراهيم عبد القادر.. الطاهر عبد الله عبد الرافع.. خليل عبد الله عبد الرافع.. وتدافع قرآني حاشد على خلوة ذلك الشيخ الموفق.
وقد مرت على الأستاذ/ أبى القاسم.. وأقرانه.. صيحات الحرب العالمية الثانية وهم لا زالوا صبياناً.. فاشتركت قوات دارفور من 3جى بلك الفاشر.. و4جى بلك الجنينه .. و6جى بلك نيالا.. البيادة الراكبة في (قوة دفاع السودان) التي ناصرت الحلفاء (انجلترا .. فرنسا.. روسيا.. الولايات المتحدة) ضد معسكر (المحور) .. الذي ضم: ألمانيا.. النمسا.. إيطاليا.. واليابان.
شاركت القوة السودانية.. لأن وعداً قد قطع من قيادة: الحلفاء.. دول ميثاق (الأطلنطي.. الأطلسي).. بمنح الدول المشاركة.. حق تقرير المصير (الاستقلال) بعد نهاية الحرب. وقد وافق مؤتمر الخريجين العام.. حامل لواء الحركة الوطنية على المشاركة.. وقدم بيانات من الإذاعة السودانية التي أنشئت عام 1940م للدعاية لتلك الحرب.. وابراز انتصارات الحلفاء على أعدائهم.. كذلك قدم الزعماء الدينيون في بياناتهم.. مناشدات لقوة دفاع السودان.. بمساندة الحلفاء.. (وهم السيد/ عبد الرحمن المهدي والسيد/ علي الميرغني والسيد/ الشريف يوسف الهندي). وقد عبرت عن تلك الحرب الفنانة الوطنية عائشة موسي محمد (الفلاتية) بقولها:
يا هتلر الألماني موسيلينى يا الطلياني
كان تضربوا (أم درمانى) يصبح جنيه براني
ما يسيد هنا
يا هتلر الدبوسه موسيلينى يا الناموسة
الانجليز بفلوسه تهجم عليك بجيوشه
ما تخلي شئ
موسليني بوصيك سيب هتلر الغاشيك
كوس ليك زول يهديك وبكرة السلاح راجيك
في العاصمة
طياره جاء بتحوم من ناحية الخرطوم
شايله القنابل كوم كتلت حمار كلتوم
ست اللبن والتوم
والغرض من تلك الغارات الجوية.. فتح الطريق للمشاة الإيطاليين للتقدم نحو الخرطوم.. ثم مواجهة مصير من جنوبها.. في حين روميل الألماني كان متقدماً نحوها في شمال أفريقيا.
وفي هذه الظروف.. كان أبو القاسم محمد.. ورفاقه.. عائشين شعورياً وذهنياً تلك الأجواء.. المزدحمة..
ولكنهم.. صحوا.. صحوة واعية.. بانتمائهم لمعهد الفاشر العلمي.. الذي تم إنشاؤه عام 1944م. (في حين أن معهد أم درمان العلمي تأسس عام 1912م!!. كان إنشاء معهد الفاشر العلمي.. قد جاء برغبة شعبية.. تحرك بها نفر أخيار مدينة الفاشر..
الحاج بدوي زين العابدين.. الشيخ/ دلدوم أبو سم.. الحاج/ بابكر كرم الله.. الشيخ/ أحمد مهاجر.. الشيخ/ إبراهيم محمد إبراهيم (الرزيقي.. والد الصحفي الصادق الرزيقي) الشيخ/ يعقوب حسن.. (والد الداعية محمد يعقوب حسن) الشيخ/ إبراهيم عبد القادر عبد الرحمن.. الشيخ/ أحمد مدني السيد.. الشيخ/ مسعود عبد المجيد (وهو الذى بعث من الفاشر.. وسحب التلغراف لقضائي القضاة بالخرطوم) من الأبيض.
وعلي هذه الجهود.. العامل القضائي يومئذ.. والقاضي لاحقاً: الشيخ/ يحي محمد عمر.. من حلة حمد بالخرطوم بحري.
وافق قاضي القضاة.. وأفاد بقيام المعهد..
وتم اختيار المدير له.. الشيخ/ محمد أحمد سوار.. وهو من قرية أزقرفا وقد تخرج بشهادة العالمية. ومن معهد أم درمان العلمي.. بامتياز.
وتكاملت كل المستلزمات لافتتاح المعهد.. بالمعلمين.. الشيخ/ الدوش.. الشيخ/ جادين.. الشيخ/ الشايقي/ الشيخ/ البشير مالك، الشيخ/ محمد عليش عووضه. وتلاحق المشائخ. الطاهر النذير، محمد الأمين الشعراني، مستمهل ماكن/ التجاني جبريل وآخرون. (جزاهم الله خيراً).
وكانت طلائع المعهد الأول من الطلاب..
محمد نصر محمد .. محمد بدوي زين العابدين (التوم) الطاهر بدوي زين العابدين .. الصديق صالح أبو اليمن.. الأمين صالح أبو اليمن .. مهدي محمد أبو اليمن.. أبو القاسم الحاج محمد.. مصطفي أحمد التجاني (منقه) سليمان نور الدين.. عبد الرحمن محمد حسن الطويل.. محمد أحمد آدم (كنين) آدم أحمد أبو زيد.. عبد الحميد ضو البيت.. عبد المطلب على الساعاتي.. يوسف محمد نور عالم.. أحمد مدني السيد.. إبراهيم عبد القادر.. مبارك إسماعيل سراج.. إبراهيم عبد الرحمن جابر.. احمد زكريا عبد الله.. محمد آدم تيراب.. يوسف آدم تيراب.. وأرتال متدافقة نحو المعهد العلمي.
فكان أبو القاسم وزملاؤه.. قد باشروا تلقي العلم الديني الأصيل.. في مقررات.. العزية.. والأجرومية.. وابن عاشر.. والصفتى.. والخريده.. والبخاري ومسلم.. وسيرة ابن هاشم.. ومختصر الخليل.. والأخضري.. ومهارات الجمعية الأدبية.. بالإلقاء.. والخطابة.. وتنوع الأداء.. فكانوا مدرسة.. علمية.. أدبية.. بلاغية.. وطنية.. على تنوع وإبداع.
وعندما قضوا أربعة أعوام (1944-1948م). شعروا بخطورة تمكن المستعمر الثنائي في إدارة السودان. وكانت الجمعية التشريعية من مخططاته. امتداداً.. للمجلس الاستشاري (لشمال السودان) الذى أقاموه عام 1944م. فقام طلاب المعهد العلمي.. وآزرهم طلاب المدرسة الأهلية الوسطي التي قامت عام 1945م فتصدياً.. في انتفاضة وطنية.. بمظاهرات عارمة في مدينة الفاشر.. في يوم 15/12/1948م.. يوم افتتاح الجمعية التشريعية.. بهتافات داوية:
يسقط يسقط الاستعمار .. لا استعمار بعد اليوم..
واصطدموا بالبولس .. وتمت عليهم .. اعتقالات .. ومحاكمات.. شملت 42 من شباب الفاشر يومذاك. نالوا شهراً بالسجن.. وجلد بالسياط.. وإقرارات بحسن السير والسلوك.. ومن أولئك المدانين:
أبو القاسم الحاج محمد.. محمد علي الصديق.. محمد تيغره (عمدة) محمد علي عنقال.. محمد آدم حماد.. محمود التجاني عبد الماجد.. عبد الله محمود بريمه.. محمد معروف شايب.. بشر سعيد مهدي.. حسن محمد صالح.. إبراهيم بابكر فضل الله.. وغيرهم من المناضلين الأخيار.
تداخلت الأحداث بعد عام 1948م ? ووجد طلاب معهد الفاشر العلمي المتوسط طريقهم إلي مصر لدراسة المرحلة الثانوية وما بعدها (لأنه ليس هنالك قسم ثانوي للمعهد بالفاشر..
وكان أبناء دارفور.. بالجامع الأزهر ودار العلوم وغيرها.. يتابعون أخبار دارفور.ز وبرزت قرارات خطيرة.. من أهملها..
أن رئيس الوزراء المصري، مصطفي النحاس باشا.. زعيم حزب الوفد. قد اتخذ قراراً خطيراً.. وهو: إلغاء معاهدتي 1899 ? و1936م. وهي الاتفاقية التي تم بموجبها الحكم الثنائي للسودان. فالقرار يعني: عدم اعتراف بوجود حكم لانجلترى على وادي النيل (مصر والسودان). فاندلعت المظاهرات في كل الوطن العربي.. تأييداً لتلك الخطوة الشجاعة. وكان أهل دارفور.. متابعين لتلك التطورات.. وسرعان ما نمي إليهم أن هنالك مؤامرة على دارفور.. يتم طبخها في زفة (زالنجي).. معرض زالنجي القبلي.. ويريد منه الانجليز ضم دارفور.. لجنوب السودان. ودارفور والجنوب وكينيا ويوغندا.. يؤلف منهم: كمونولث شرق أفريقيا.. بجانب شائعات أخرى.. بأن شخصاً بعينه سيكون ملكاً على دارفور وأقوال عديدة عن دارفور..
في هذا الجو.. اجتمع أبناء دارفور بمصر في شكل جمعية عمومية. وتدارسوا أمرهم.. وأقروا ابعاث وفد إلى دارفور.. الفاشر خاصة لمعرفة الموقف. والإفادة.
رتب للوفد من مصر.. قطب حزب الأشقاء يومها السيد/ إبراهيم جبريل. وفي الخرطوم، التقي الوفد بقيادة حزب الأشقاء/ إسماعيل الأزهري ? مبارك زروق- يحي الفضلي. وتم تسهيل أمر سفرهم إلي الفاشر.
وفي الفاشر.. بدأ الوفد اتصالاته.. بقادة الرأى.. والحكمة.. والوطنية الصادقة.. الشيخ/ الفكي سليمان أحمد يوسف- الشيخ/ محمد سيدي الفا- الشيخ/ الحاج بدوي زين العابدين ? الشيخ/ خليفة الخلفاء/ بابكر كرم الله ? الشيخ/ علي كاكوم ? الشيخ/ حسن سالم ? الشيخ/ عوض بلال ? الشيخ/ عبد الله عبد المحمود .. ووجدوا تأيداً من أغلبهم ? وتردداً للشورى من بعضهم.
وتكونت لجنة تساعية من (9 أشخاص) لإدارة العمل الوطني ذلك.. وهم:
الأربعة الذين قدموا من مصر: أبو القاسم الحاج محمد ? عبد الرحمن محمد حسن طويل ? يوسف محمد نور عالم- محمد أحمد آدم كنين وخمسة محليين..هم: الأستاذ/ عبد الله زكريا إدريس (القاضي إدريس) ? الأستاذ/ موسي عوض بلال الأستاذ/ محمد بشار أحمد الأستاذ/ عبد الرحمن محمد عبد الرحمن الأستاذ/ عبد القادر عبد الله حسن فضيل.
ثم كونوا لجان بالأحياء.. عن طريق المناديب:
1- حى الكفوت: إمام علي زين العابدين ? التجاني الشيخ حمودة ? محمد علي الصديق.
2- حى الهوارة: عبد القادر عثمان ابو العلا.
3- حي الطريفية: محمود زين العابدين.
حي ? الحاج حسن شمالاً ? أحمد محمود بريمة.
حي التكارير والواحية: محمود أوشو
حي أولاد الريف: محمود سلطان.
حي تمباسي: التجاني عمر علي
حي القاضي ? حسن النور حامد
حي الجوامعة ? محمد الحاج آدم
ولجان بالأسواق .. ولجان للموظفين.. بالمصالح المتعددة منهم: توفيق محمد فضل .
وبدأت التعبئة.. والترتيب.. لأسبوع كامل.. حتى اليوم المحدد.. يوم خروج المظاهرات الكبرى.. يوم الأربعاء/4/2/1952م. لأن هذا اليوم.. يصادف يوم وصول الحاكم العام ليذهب إلي مؤتمر زالنجي.. حيث تعد (لفصل دارفور.. وضمها للجنوب) كما ورد لأسماع أبناء دارفور بمصر.
تحركت المظاهرات.. من معهد الفاشر العلمي.. وغرباً بطريق السوق الرئيسي .. حتى دكان الخواجة مما مما كوس قرقورى.. ثم شمالاً.. عبر الدكاكين.. وسوق النسوان.. وآبار حجر قدو.. حتى المدرسة الأهلية المتوسطة.. وكان طلبها داخل فصولهم في الحصص الثلاثة الأولي. وناظرهم يومها (الأستاذ/ محمد فضل المولي (فريجون) قد أغلق الأبواب..لئلا يخرج طلبته.
صعد يوسف محمد نور- على سور الأهلية (الجنوبي) وخاطب طلاب المظاهرة.. وكان منهم: 16 طالباً هم:
محمد على دقل دقل ? محمد عبد الله إبراهيم (كمدو) محمود حسن طويل- عامر آدم توب الحرير- علي إبراهيم أندفه ? محمد أبو صلاح (أبو شيبه) مصطفي أحمد أو سته ? أندشومة (آدم) خليل تبين ? عبد المجيد الحاج آدم ? التجاني عثمان محمود ? محمد الفكي عبد المجيد (فكي) مكي نصر محمد ? عبد الله بريمة فضل ? إبراهيم حسب الله ? محمد عبد الله جانو ? عباس علي دقل دقل.
تحركوا نحو آبار حجر قدوه ? حيث قابلوا المناضل/هاشم الخليفة محمد نور ? والمعتمد عليه في مصادمة البوليس.
حوالي الساعة 11 ? 12- 1 - ظهراً .. تكاملت عناصر المظاهرة.. بشراً.. رجال.. نساء.. طلاب .. أطفال- وصارت أرض سوق الفاشر بكل أطرافهاً. ميداناً ملتهباً.. أصوات.. هتافات.. تماوجات.. هنا وهنالك.. واتجهت الجموع نحو مركز الفاشر.. مكان المفتش (رمز الاستعمار) وتصدي البوليس لها في جوار آبار العمدة صالح.. غرب بئر (حسن شطة).. وانهالوا ضرباً على المناضل/ عباس محمد نور عالم.. والد الشاعر عالم عباس.. وتدافع الثوار نحو المركز.. وكان به السيد/ الفاتح البدوي.. مساعد المفتش.. وضباط الشرطة.. مدني مهدي سبيل ? عبد الله بدر- عثمان الزين.. وقطعوا سلك التلفون ? وفي داخل مكتب المفتش.. كان ينادي الطالب البطل حسن حسب الرسول.ز يقول للخواجه: Get out of my country (أخرجوا من بلادي) وهنالك شهود على هذه الواقعة: المهندس/ الأخ/ آدم عبد المؤمن ? وقد كان طالباً بالمدرسة الوسطي. ومعه أخوه/ أبوالقاسم كرم الدين.. والسيد/ أبوبكر آدم محمد.. ومحمد أحمد الحسن التاى.. وآخرون شاهدوا ذلك الموقف.
وشملت الاعتقالات في ذلك اليوم.. البطل/ أبا القاسم الحاج محمد.. وأخاه المناضل/ يوسف محمد نور عالم وآخرين.
وفي اليوم الثاني الخميس/5/2/1952م تعبأت المظاهرات عصراً واقتحمت ساحة المديرية وأنزلت العلم الانجليزي.. دون المصري .. وتم إحراق العلم الانجليزي وسط هتافات العزة والبسالة- يسقط يسقط الاستعمار.. ولا استعمار بعد اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.