تحالف "صمود": استمرار الحرب أدى إلى كارثة حقيقية    شاهد بالفيديو.. لاعب المريخ السابق بلة جابر: (أكلت اللاعب العالمي ريبيري مع الكورة وقلت ليهو اتخارج وشك المشرط دا)    شاهد بالفيديو.. بأزياء مثيرة وعلى أنغام "ولا يا ولا".. الفنانة عشة الجبل تظهر حافية القدمين في "كليب" جديد من شاطئ البحر وساخرون: (جواهر برو ماكس)    شاهد بالفيديو.. حسناء الفن السوداني "مونيكا" تدعم الفنان عثمان بشة بالترويج لأغنيته الجديدة بفاصل من الرقص المثير    "صمود" يدعو لتصنيف حزب المؤتمر الوطني "المحلول"، والحركة الإسلامية وواجهاتهما ك "منظومة إرهابية"    صحة الخرطوم تبحث خطة لإعادة إعمار المرافق الصحية بالتعاون مع الهيئة الشبابية    ميسي يستعد لحسم مستقبله مع إنتر ميامي    امرأة على رأس قيادة بنك الخرطوم..!!    كمين في جنوب السودان    كوليبَالِي.. "شَدولو وركب"!!    دبابيس ودالشريف    إتحاد الكرة يكمل التحضيرات لمهرجان ختام الموسم الرياضي بالقضارف    تقرير يكشف كواليس انهيار الرباعية وفشل اجتماع "إنقاذ" السودان؟    محمد عبدالقادر يكتب: بالتفصيل.. أسرار طريقة اختيار وزراء "حكومة الأمل"..    ارتفاع احتياطيات نيجيريا من النقد الأجنبي بأكثر من ملياري دولار في يوليو    وحدة الانقاذ البري بالدفاع المدني تنجح في إنتشال طفل حديث الولادة من داخل مرحاض في بالإسكان الثورة 75 بولاية الخرطوم    "تشات جي بي تي" يتلاعب بالبشر .. اجتاز اختبار "أنا لست روبوتا" بنجاح !    أول أزمة بين ريال مدريد ورابطة الدوري الإسباني    "الحبيبة الافتراضية".. دراسة تكشف مخاطر اعتماد المراهقين على الذكاء الاصطناعي    الخرطوم تحت رحمة السلاح.. فوضى أمنية تهدد حياة المدنيين    المصرف المركزي في الإمارات يلغي ترخيص "النهدي للصرافة"    أنقذ المئات.. تفاصيل "الوفاة البطولية" لضحية حفل محمد رمضان    بزشكيان يحذِّر من أزمة مياه وشيكة في إيران    شهادة من أهل الصندوق الأسود عن كيكل    لجنة أمن ولاية الخرطوم تقرر حصر وتصنيف المضبوطات تمهيداً لإعادتها لأصحابها    اكتمال عملية التسليم والتسلم بين رئيس مجلس الإدارة السابق والمدير العام للنادي    انتظام النوم أهم من عدد ساعاته.. دراسة تكشف المخاطر    ترامب يعلق على عزم كندا الاعتراف بدولة فلسطين    مصانع أدوية تبدأ العمل في الخرطوم    خبر صادم في أمدرمان    اقتسام السلطة واحتساب الشعب    شاهد بالصورة والفيديو.. ماذا قالت السلطانة هدى عربي عن "الدولة"؟    شاهد بالصورة والفيديو.. الفنان والممثل أحمد الجقر "يعوس" القراصة ويجهز "الملوحة" ببورتسودان وساخرون: (موهبة جديدة تضاف لقائمة مواهبك الغير موجودة)    شاهد بالفيديو.. منها صور زواجه وأخرى مع رئيس أركان الجيش.. العثور على إلبوم صور تذكارية لقائد الدعم السريع "حميدتي" داخل منزله بالخرطوم    إلى بُرمة المهدية ودقلو التيجانية وابراهيم الختمية    رحيل "رجل الظلّ" في الدراما المصرية... لطفي لبيب يودّع مسرح الحياة    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    بنك أمدرمان الوطني .. استئناف العمل في 80% من الفروع بالخرطوم    زيادة راس المال الاسمي لبنك امدرمان الوطني الي 50 مليار جنيه سوداني    وفاة 18 مهاجرًا وفقدان 50 بعد غرق قارب شرق ليبيا    احتجاجات لمرضى الكٌلى ببورتسودان    السيسي لترامب: ضع كل جهدك لإنهاء حرب غزة    تقرير يسلّط الضوء على تفاصيل جديدة بشأن حظر واتساب في السودان    استعانت بصورة حسناء مغربية وأدعت أنها قبطية أمدرمانية.. "منيرة مجدي" قصة فتاة سودانية خدعت نشطاء بارزين وعدد كبير من الشباب ووجدت دعم غير مسبوق ونالت شهرة واسعة    «ملكة القطن» للمخرجة السودانية سوزانا ميرغني يشارك في مهرجان فينيسيا    وزارة المالية توقع عقد خدمة إلكترونية مع بنك النيل الأزرق المشرق    مقتل شاب ب 4 رصاصات على يد فرد من الجيش بالدويم    السودان..الإعلان عن إنزال البارجة"زمزم"    دقة ضوابط استخراج أو تجديد رخصة القيادة مفخرة لكل سوداني    أفريقيا ومحلها في خارطة الأمن السيبراني العالمي    الشمالية ونهر النيل أوضاع إنسانية مقلقة.. جرائم وقطوعات كهرباء وطرد نازحين    شرطة البحر الأحمر توضح ملابسات حادثة إطلاق نار أمام مستشفى عثمان دقنة ببورتسودان    السودان.. مجمّع الفقه الإسلامي ينعي"العلامة"    ترامب: "كوكاكولا" وافقت .. منذ اليوم سيصنعون مشروبهم حسب "وصفتي" !    بتوجيه من وزير الدفاع.. فريق طبي سعودي يجري عملية دقيقة لطفلة سودانية    نمط حياة يقلل من خطر الوفاة المبكرة بنسبة 40%    عَودة شريف    لماذا نستغفر 3 مرات بعد التسليم من الصلاة .. احرص عليه باستمرار    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بطل من دارفور ... أبو القاسم الحاج محمد(1-2)
نشر في الصحافة يوم 18 - 05 - 2011

قال تعالي: (ولنبلونكم بشئٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (صدق الله العظيم ? وبلغ رسوله الكريم)
فقد شاءت إرادة الله تعالي.. أن يرحل من الدنيا الفانية، إلى رحاب الله الواسعة.. الباقية.. الأستاذ/ المناضل/ أبو القاسم الحاج محمد.
وأبو القاسم هو من مواليد منتصف العشرينات.. تلك الفترة الي كان السودان فيها على تداعيات مقتل حاكم السودان العام، السير لى إستاك Sir Lee Stack.
وعند عودته من انجلترا حيث قضى إجازته السنوية.. وفي القاهرة اغتالته الوطنية المصرية.. التي كانت قد قتلت رئيس الوزراء المصري (بطرس غالي).. على يد جماعة عنايات.. وجماعة الورداني اغتالت استاك.
فانتهزت انجلتري الظروف.. وفرضت شروطها.. بإجلاء الجيش المصري عن السودان، ومد يدها في كل شئ.. زيادة الأراضي الزراعية. ابتداع قانون 1925م المتجاوز لكل القيم والأعراف السودانية النبيلة.
وجاء الحاكم العام الجديد (سير جوفرى آرثر). والحاكم العام البديل له (سير جون مافي عام 1927م). والذي قام بزيارة الي مدينة الفاشر (عاصمة دارفور الكبرى) في عام 1930م.
وأستقبله طلاب المدرسة الأولية الوحيدة يومها.. بالأناشيد ومنها:
أيها الضيف الوفي يا جون مفي يا جون مفي
ومن أولئك التلاميذ (مؤدى النشيد): مصطفي أحمد موسي (أبو صبرنج) ومحجوب بابكر كرم الله.
وهناك تلاميذ كثر يومئذ بالمدرسة:
التلميذ/ رحمة الله محمود (الفاشر) التلميذ/ منصور عبد القادر أبو منصور (كاس) التلميذ/ أحمد الطيب إبراهيم (رهيد البردي) التلميذ/ سعد محمود موسي مادبو (الضعين) التلميذ/ أحمد السماني البشر أبو الحميرة (تلس) التلميذ/ أحمد ابراهيم السناري (أبو حميرة) الفاشر. وآخرون معهم في نفس المدرسة: عمر الحاج محمد- الطيب محمد نور عالم ? أحمد محمد محمود منى (العسيل) آدم عيسي اسحق (الفاشر).
وكان المناضل أبو القاسم يومها.. يدرس مع أقرانه.. في خلوة الفكي سليمان أحمد يوسف.
وهو السائح على مسلك الطريقة الصوفية السمانية.. من منطقة نهر النيل (الجيلي).. جاء ثائراً.. ليلحق بثورة الإمام عبد الله السحينى في نيالا عام 1921م ولكنه وجد الثورة قد خمدت جذوتها.. بالسلاح الناري.. وإجهاضها.. واستشهاد قائدها ورفاقه في نهاية أكتوبر 1921م.
وقد ناصح أهل الفاشر يومها (من نهر النيل) الشيخ سليمان أحمد يوسف، بأن ينشئ خلوة لتعليم القرآن الكريم بمدينة الفاشر. (لأنه حافظ.. ومجوِّد.. وماهر بالقرآن. فاستجاب لذلك .. من أولى الفضل يومها.
الشيخ/ عباس ود صالح.. والد الكرام: صالح عباس.. وعثمان عباس.. وناصر عباس.. من الداعمين.. السيخ/ إبراهيم عبد الله (البطحاني) والد الميامين: حسن إبراهيم عبد الله.. وزكريا إبراهيم عبد الله.. والصديق إبراهيم عبد الله.. وسليمان والطيب إبراهيم عبد الله.
وتوافد على تلك الخلوة .. أبرار كثيرون:
التجاني ومحمد عبد الماجد (أبناء الإمام عبد الماجد لتعلم التجويد.. إسماعيل سراج وأبنه عبد الماجد إسماعيل.. حسن إبراهيم عبد الله (وهو أول تلميذ يختم القرآن بالخلوة تلك).. حامد عوض الكريم. محمد علي فضيل .. وصالح فضيل محمد (وقد أسمى ابنه (سليمان صالح فضيل) على الفكي سليمان.. وقد صار بحمد الله وتوفيقه.. ذلك الطبيب.. الدكتور/ البروفيسور/ والذي تم اختياره أحد أحسن ثمانية أطباء في العالم في الطب الباطني والمناظير). وتم اختياره رئيساً لمنظمات عالمية وأفريقية أخرى في مجال الطب. فالدعاء له إن شاء الله بالصحة والعافية ومزيد من التوفيق والسداد.
ومن تلاميذ القرآن.. عمر الحاج محمد.. محمداى إبراهيم أبو.. يوسف محكر.. إبراهيم عبد القادر.. الطاهر عبد الله عبد الرافع.. خليل عبد الله عبد الرافع.. وتدافع قرآني حاشد على خلوة ذلك الشيخ الموفق.
وقد مرت على الأستاذ/ أبى القاسم.. وأقرانه.. صيحات الحرب العالمية الثانية وهم لا زالوا صبياناً.. فاشتركت قوات دارفور من 3جى بلك الفاشر.. و4جى بلك الجنينه .. و6جى بلك نيالا.. البيادة الراكبة في (قوة دفاع السودان) التي ناصرت الحلفاء (انجلترا .. فرنسا.. روسيا.. الولايات المتحدة) ضد معسكر (المحور) .. الذي ضم: ألمانيا.. النمسا.. إيطاليا.. واليابان.
شاركت القوة السودانية.. لأن وعداً قد قطع من قيادة: الحلفاء.. دول ميثاق (الأطلنطي.. الأطلسي).. بمنح الدول المشاركة.. حق تقرير المصير (الاستقلال) بعد نهاية الحرب. وقد وافق مؤتمر الخريجين العام.. حامل لواء الحركة الوطنية على المشاركة.. وقدم بيانات من الإذاعة السودانية التي أنشئت عام 1940م للدعاية لتلك الحرب.. وابراز انتصارات الحلفاء على أعدائهم.. كذلك قدم الزعماء الدينيون في بياناتهم.. مناشدات لقوة دفاع السودان.. بمساندة الحلفاء.. (وهم السيد/ عبد الرحمن المهدي والسيد/ علي الميرغني والسيد/ الشريف يوسف الهندي). وقد عبرت عن تلك الحرب الفنانة الوطنية عائشة موسي محمد (الفلاتية) بقولها:
يا هتلر الألماني موسيلينى يا الطلياني
كان تضربوا (أم درمانى) يصبح جنيه براني
ما يسيد هنا
يا هتلر الدبوسه موسيلينى يا الناموسة
الانجليز بفلوسه تهجم عليك بجيوشه
ما تخلي شئ
موسليني بوصيك سيب هتلر الغاشيك
كوس ليك زول يهديك وبكرة السلاح راجيك
في العاصمة
طياره جاء بتحوم من ناحية الخرطوم
شايله القنابل كوم كتلت حمار كلتوم
ست اللبن والتوم
والغرض من تلك الغارات الجوية.. فتح الطريق للمشاة الإيطاليين للتقدم نحو الخرطوم.. ثم مواجهة مصير من جنوبها.. في حين روميل الألماني كان متقدماً نحوها في شمال أفريقيا.
وفي هذه الظروف.. كان أبو القاسم محمد.. ورفاقه.. عائشين شعورياً وذهنياً تلك الأجواء.. المزدحمة..
ولكنهم.. صحوا.. صحوة واعية.. بانتمائهم لمعهد الفاشر العلمي.. الذي تم إنشاؤه عام 1944م. (في حين أن معهد أم درمان العلمي تأسس عام 1912م!!. كان إنشاء معهد الفاشر العلمي.. قد جاء برغبة شعبية.. تحرك بها نفر أخيار مدينة الفاشر..
الحاج بدوي زين العابدين.. الشيخ/ دلدوم أبو سم.. الحاج/ بابكر كرم الله.. الشيخ/ أحمد مهاجر.. الشيخ/ إبراهيم محمد إبراهيم (الرزيقي.. والد الصحفي الصادق الرزيقي) الشيخ/ يعقوب حسن.. (والد الداعية محمد يعقوب حسن) الشيخ/ إبراهيم عبد القادر عبد الرحمن.. الشيخ/ أحمد مدني السيد.. الشيخ/ مسعود عبد المجيد (وهو الذى بعث من الفاشر.. وسحب التلغراف لقضائي القضاة بالخرطوم) من الأبيض.
وعلي هذه الجهود.. العامل القضائي يومئذ.. والقاضي لاحقاً: الشيخ/ يحي محمد عمر.. من حلة حمد بالخرطوم بحري.
وافق قاضي القضاة.. وأفاد بقيام المعهد..
وتم اختيار المدير له.. الشيخ/ محمد أحمد سوار.. وهو من قرية أزقرفا وقد تخرج بشهادة العالمية. ومن معهد أم درمان العلمي.. بامتياز.
وتكاملت كل المستلزمات لافتتاح المعهد.. بالمعلمين.. الشيخ/ الدوش.. الشيخ/ جادين.. الشيخ/ الشايقي/ الشيخ/ البشير مالك، الشيخ/ محمد عليش عووضه. وتلاحق المشائخ. الطاهر النذير، محمد الأمين الشعراني، مستمهل ماكن/ التجاني جبريل وآخرون. (جزاهم الله خيراً).
وكانت طلائع المعهد الأول من الطلاب..
محمد نصر محمد .. محمد بدوي زين العابدين (التوم) الطاهر بدوي زين العابدين .. الصديق صالح أبو اليمن.. الأمين صالح أبو اليمن .. مهدي محمد أبو اليمن.. أبو القاسم الحاج محمد.. مصطفي أحمد التجاني (منقه) سليمان نور الدين.. عبد الرحمن محمد حسن الطويل.. محمد أحمد آدم (كنين) آدم أحمد أبو زيد.. عبد الحميد ضو البيت.. عبد المطلب على الساعاتي.. يوسف محمد نور عالم.. أحمد مدني السيد.. إبراهيم عبد القادر.. مبارك إسماعيل سراج.. إبراهيم عبد الرحمن جابر.. احمد زكريا عبد الله.. محمد آدم تيراب.. يوسف آدم تيراب.. وأرتال متدافقة نحو المعهد العلمي.
فكان أبو القاسم وزملاؤه.. قد باشروا تلقي العلم الديني الأصيل.. في مقررات.. العزية.. والأجرومية.. وابن عاشر.. والصفتى.. والخريده.. والبخاري ومسلم.. وسيرة ابن هاشم.. ومختصر الخليل.. والأخضري.. ومهارات الجمعية الأدبية.. بالإلقاء.. والخطابة.. وتنوع الأداء.. فكانوا مدرسة.. علمية.. أدبية.. بلاغية.. وطنية.. على تنوع وإبداع.
وعندما قضوا أربعة أعوام (1944-1948م). شعروا بخطورة تمكن المستعمر الثنائي في إدارة السودان. وكانت الجمعية التشريعية من مخططاته. امتداداً.. للمجلس الاستشاري (لشمال السودان) الذى أقاموه عام 1944م. فقام طلاب المعهد العلمي.. وآزرهم طلاب المدرسة الأهلية الوسطي التي قامت عام 1945م فتصدياً.. في انتفاضة وطنية.. بمظاهرات عارمة في مدينة الفاشر.. في يوم 15/12/1948م.. يوم افتتاح الجمعية التشريعية.. بهتافات داوية:
يسقط يسقط الاستعمار .. لا استعمار بعد اليوم..
واصطدموا بالبولس .. وتمت عليهم .. اعتقالات .. ومحاكمات.. شملت 42 من شباب الفاشر يومذاك. نالوا شهراً بالسجن.. وجلد بالسياط.. وإقرارات بحسن السير والسلوك.. ومن أولئك المدانين:
أبو القاسم الحاج محمد.. محمد علي الصديق.. محمد تيغره (عمدة) محمد علي عنقال.. محمد آدم حماد.. محمود التجاني عبد الماجد.. عبد الله محمود بريمه.. محمد معروف شايب.. بشر سعيد مهدي.. حسن محمد صالح.. إبراهيم بابكر فضل الله.. وغيرهم من المناضلين الأخيار.
تداخلت الأحداث بعد عام 1948م ? ووجد طلاب معهد الفاشر العلمي المتوسط طريقهم إلي مصر لدراسة المرحلة الثانوية وما بعدها (لأنه ليس هنالك قسم ثانوي للمعهد بالفاشر..
وكان أبناء دارفور.. بالجامع الأزهر ودار العلوم وغيرها.. يتابعون أخبار دارفور.ز وبرزت قرارات خطيرة.. من أهملها..
أن رئيس الوزراء المصري، مصطفي النحاس باشا.. زعيم حزب الوفد. قد اتخذ قراراً خطيراً.. وهو: إلغاء معاهدتي 1899 ? و1936م. وهي الاتفاقية التي تم بموجبها الحكم الثنائي للسودان. فالقرار يعني: عدم اعتراف بوجود حكم لانجلترى على وادي النيل (مصر والسودان). فاندلعت المظاهرات في كل الوطن العربي.. تأييداً لتلك الخطوة الشجاعة. وكان أهل دارفور.. متابعين لتلك التطورات.. وسرعان ما نمي إليهم أن هنالك مؤامرة على دارفور.. يتم طبخها في زفة (زالنجي).. معرض زالنجي القبلي.. ويريد منه الانجليز ضم دارفور.. لجنوب السودان. ودارفور والجنوب وكينيا ويوغندا.. يؤلف منهم: كمونولث شرق أفريقيا.. بجانب شائعات أخرى.. بأن شخصاً بعينه سيكون ملكاً على دارفور وأقوال عديدة عن دارفور..
في هذا الجو.. اجتمع أبناء دارفور بمصر في شكل جمعية عمومية. وتدارسوا أمرهم.. وأقروا ابعاث وفد إلى دارفور.. الفاشر خاصة لمعرفة الموقف. والإفادة.
رتب للوفد من مصر.. قطب حزب الأشقاء يومها السيد/ إبراهيم جبريل. وفي الخرطوم، التقي الوفد بقيادة حزب الأشقاء/ إسماعيل الأزهري ? مبارك زروق- يحي الفضلي. وتم تسهيل أمر سفرهم إلي الفاشر.
وفي الفاشر.. بدأ الوفد اتصالاته.. بقادة الرأى.. والحكمة.. والوطنية الصادقة.. الشيخ/ الفكي سليمان أحمد يوسف- الشيخ/ محمد سيدي الفا- الشيخ/ الحاج بدوي زين العابدين ? الشيخ/ خليفة الخلفاء/ بابكر كرم الله ? الشيخ/ علي كاكوم ? الشيخ/ حسن سالم ? الشيخ/ عوض بلال ? الشيخ/ عبد الله عبد المحمود .. ووجدوا تأيداً من أغلبهم ? وتردداً للشورى من بعضهم.
وتكونت لجنة تساعية من (9 أشخاص) لإدارة العمل الوطني ذلك.. وهم:
الأربعة الذين قدموا من مصر: أبو القاسم الحاج محمد ? عبد الرحمن محمد حسن طويل ? يوسف محمد نور عالم- محمد أحمد آدم كنين وخمسة محليين..هم: الأستاذ/ عبد الله زكريا إدريس (القاضي إدريس) ? الأستاذ/ موسي عوض بلال الأستاذ/ محمد بشار أحمد الأستاذ/ عبد الرحمن محمد عبد الرحمن الأستاذ/ عبد القادر عبد الله حسن فضيل.
ثم كونوا لجان بالأحياء.. عن طريق المناديب:
1- حى الكفوت: إمام علي زين العابدين ? التجاني الشيخ حمودة ? محمد علي الصديق.
2- حى الهوارة: عبد القادر عثمان ابو العلا.
3- حي الطريفية: محمود زين العابدين.
حي ? الحاج حسن شمالاً ? أحمد محمود بريمة.
حي التكارير والواحية: محمود أوشو
حي أولاد الريف: محمود سلطان.
حي تمباسي: التجاني عمر علي
حي القاضي ? حسن النور حامد
حي الجوامعة ? محمد الحاج آدم
ولجان بالأسواق .. ولجان للموظفين.. بالمصالح المتعددة منهم: توفيق محمد فضل .
وبدأت التعبئة.. والترتيب.. لأسبوع كامل.. حتى اليوم المحدد.. يوم خروج المظاهرات الكبرى.. يوم الأربعاء/4/2/1952م. لأن هذا اليوم.. يصادف يوم وصول الحاكم العام ليذهب إلي مؤتمر زالنجي.. حيث تعد (لفصل دارفور.. وضمها للجنوب) كما ورد لأسماع أبناء دارفور بمصر.
تحركت المظاهرات.. من معهد الفاشر العلمي.. وغرباً بطريق السوق الرئيسي .. حتى دكان الخواجة مما مما كوس قرقورى.. ثم شمالاً.. عبر الدكاكين.. وسوق النسوان.. وآبار حجر قدو.. حتى المدرسة الأهلية المتوسطة.. وكان طلبها داخل فصولهم في الحصص الثلاثة الأولي. وناظرهم يومها (الأستاذ/ محمد فضل المولي (فريجون) قد أغلق الأبواب..لئلا يخرج طلبته.
صعد يوسف محمد نور- على سور الأهلية (الجنوبي) وخاطب طلاب المظاهرة.. وكان منهم: 16 طالباً هم:
محمد على دقل دقل ? محمد عبد الله إبراهيم (كمدو) محمود حسن طويل- عامر آدم توب الحرير- علي إبراهيم أندفه ? محمد أبو صلاح (أبو شيبه) مصطفي أحمد أو سته ? أندشومة (آدم) خليل تبين ? عبد المجيد الحاج آدم ? التجاني عثمان محمود ? محمد الفكي عبد المجيد (فكي) مكي نصر محمد ? عبد الله بريمة فضل ? إبراهيم حسب الله ? محمد عبد الله جانو ? عباس علي دقل دقل.
تحركوا نحو آبار حجر قدوه ? حيث قابلوا المناضل/هاشم الخليفة محمد نور ? والمعتمد عليه في مصادمة البوليس.
حوالي الساعة 11 ? 12- 1 - ظهراً .. تكاملت عناصر المظاهرة.. بشراً.. رجال.. نساء.. طلاب .. أطفال- وصارت أرض سوق الفاشر بكل أطرافهاً. ميداناً ملتهباً.. أصوات.. هتافات.. تماوجات.. هنا وهنالك.. واتجهت الجموع نحو مركز الفاشر.. مكان المفتش (رمز الاستعمار) وتصدي البوليس لها في جوار آبار العمدة صالح.. غرب بئر (حسن شطة).. وانهالوا ضرباً على المناضل/ عباس محمد نور عالم.. والد الشاعر عالم عباس.. وتدافع الثوار نحو المركز.. وكان به السيد/ الفاتح البدوي.. مساعد المفتش.. وضباط الشرطة.. مدني مهدي سبيل ? عبد الله بدر- عثمان الزين.. وقطعوا سلك التلفون ? وفي داخل مكتب المفتش.. كان ينادي الطالب البطل حسن حسب الرسول.ز يقول للخواجه: Get out of my country (أخرجوا من بلادي) وهنالك شهود على هذه الواقعة: المهندس/ الأخ/ آدم عبد المؤمن ? وقد كان طالباً بالمدرسة الوسطي. ومعه أخوه/ أبوالقاسم كرم الدين.. والسيد/ أبوبكر آدم محمد.. ومحمد أحمد الحسن التاى.. وآخرون شاهدوا ذلك الموقف.
وشملت الاعتقالات في ذلك اليوم.. البطل/ أبا القاسم الحاج محمد.. وأخاه المناضل/ يوسف محمد نور عالم وآخرين.
وفي اليوم الثاني الخميس/5/2/1952م تعبأت المظاهرات عصراً واقتحمت ساحة المديرية وأنزلت العلم الانجليزي.. دون المصري .. وتم إحراق العلم الانجليزي وسط هتافات العزة والبسالة- يسقط يسقط الاستعمار.. ولا استعمار بعد اليوم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.