قال تعالي: (ولنبلونكم بشئٍ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين. الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون. أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (صدق الله العظيم ? وبلغ رسوله الكريم) فقد شاءت إرادة الله تعالي.. أن يرحل من الدنيا الفانية، إلى رحاب الله الواسعة.. الباقية.. الأستاذ/ المناضل/ أبو القاسم الحاج محمد. وأبو القاسم هو من مواليد منتصف العشرينات.. تلك الفترة الي كان السودان فيها على تداعيات مقتل حاكم السودان العام، السير لى إستاك Sir Lee Stack. وعند عودته من انجلترا حيث قضى إجازته السنوية.. وفي القاهرة اغتالته الوطنية المصرية.. التي كانت قد قتلت رئيس الوزراء المصري (بطرس غالي).. على يد جماعة عنايات.. وجماعة الورداني اغتالت استاك. فانتهزت انجلتري الظروف.. وفرضت شروطها.. بإجلاء الجيش المصري عن السودان، ومد يدها في كل شئ.. زيادة الأراضي الزراعية. ابتداع قانون 1925م المتجاوز لكل القيم والأعراف السودانية النبيلة. وجاء الحاكم العام الجديد (سير جوفرى آرثر). والحاكم العام البديل له (سير جون مافي عام 1927م). والذي قام بزيارة الي مدينة الفاشر (عاصمة دارفور الكبرى) في عام 1930م. وأستقبله طلاب المدرسة الأولية الوحيدة يومها.. بالأناشيد ومنها: أيها الضيف الوفي يا جون مفي يا جون مفي ومن أولئك التلاميذ (مؤدى النشيد): مصطفي أحمد موسي (أبو صبرنج) ومحجوب بابكر كرم الله. ولأن هذه المشاهد كانت كبيرة وواسعة.. وأي مواطن شارك فيها رآها من زاوية خاصة.. لذا صار الجميع ُرواة مشهد وتاريخ.. وصفاً وحصراً للأشخاص والجهود التي بذلت.. وخير من يدلي بتفاصيل هذه المواقع البطولية في تاريخ دارفور.. الأبطال الذين قادوا التعبئة (السرية) ثم العلنية.. ودخلوا السجون محاكمين ومنهم الثلاثة والثلاثين الذين حوكموا ووزعوا على سجون ألبان جديد.. بالأبيض .. بكردفان. وشالا ? الفاشر وحلوف ? الفاشر وسجن نيالا. وأولئك الأبطال الي 33 هم: 1/ أبو القاسم الحاج محمد 3 سنوات ? سجن ألبان جديد 2/ عبد الرحمن محمد حسن طويل 3 سنوات ? سجن ألبان جديد 3/ يوسف محمد نور عالم 3 سنوات ? سجن ألبان جديد 4/محمد محمود محمد (ودالريف) 2 سنة سجن ? وقيد (جنازير) في الرجل والأشغال الشاقة و25 جلدة (لأنه المتهم بإنزال العلم البريطاني وحرقه) - سجن حلوف 5/ عباس محمد نور عالم سجن نيالا 6/ حسن محمد صالح إدريس سجن نيالا 7/ ادريس محمد البناني سجن شالا 8/ محمد أبو اليمن سجن شالا 9/ محمد عزة ادريس سجن شالا 10/ هاشم الخليفة محمد نور 11/ مصطفي الخليفة محمد نور 12/ محمد (للي) الحاج حسين 13/ يوسف محمد يوسف (يوسفو- حبل التيل) 14/ جبريل أحمد موسي 15/ عبد الرحمن محمد آدم الجزولي 16/ أمين حسب الله 17/ محمد عثمان البشير 18/ أحمد عيسي طه 19/ أبكر عبد الحكيم 20/ محمد إبراهيم محمد (حلفته) 21/ محمد الفكي خالد 22/ سليمان كرامه (ودمور) 23/ محمد الدومه سليمان 24/ إبراهيم كيو كيو 25/ أحمد آدم عبد الرحمن 26/ أحمد شمين 27/ محمد شريف جبريل 28/ محمد عبد الله فضل السيد 29/ أحمد شمنو 30/ محمد أحمد آدم كنين 31/ عيسي إبراهيم الضي 32/ الطيب أحمد يحي (سكس) 33/ عبد الله يوسفو وهنالك إجماع بأن بعض الوطنين كانوا مشاركين لدرجة دخول السجن .. وهم: 1/ عثمان أحمد زيدان 2/ أحمد أبيض أبو اليمن 3/ آدم كديك 4/ عثمان ود إزيرق. وبعد هذه المحاكمات.. أرسل الوطني أبو القاسم وزملاءه (عبد الرحمن محمد حسن طويل، ويوسف محمد نور عالم) في جنح الليل.. والناس نيام. بالعربة الكومر.. عبر أم كدادة.. جبل الحلة.. الشريف كباشي- الدم جمد- ود بنده.. النهود.. الأبيض ? حيث سجن ألبان جديد. وكان به من السجناء السياسيين (المحاكمون من المشاركين في إضراب بوليس السودان عام 1951م، والمناضل العمالي.. الشاعر/ حميدة أبو عشر. وبدءوا حياتهم السجنية.. بالأشغال الشاقة.. كسر الحجر من أعالي الجبال.. إنزال الخرسانة من أعالي الجبال.. الشراب من الماء الساخن عند العطش من الصفيحة المودعة في الشمس.. وعدم السوق إلي المستشفي مهما كانت حدة المرض. هكذا كان كل الأبطال المسجونين.. في شالا .. وحلوف.. ونيالا وألبان جديد. وأطلت بقدرة الله تعالي.. ثورة 23 يوليو 1952م في مصر.. بقيادة اللواء أركان حرب محمد نجيب وزملاؤه من الضباط الأحرار - البكباشي جمال عبد الناصر.. والرائد/ أنور السادت.. صلاح سالم، جمال سالم.. حسن ابراهيم حسن.. حسين الشافعي- عبد الحكيم عامر.. حسين ذو الفقار صبري.. حسني مبارك. ثورة وطنية كبري على (الملك فاروق) المفدى ? ملك مصر والسودان كما يلقبونه.. ووجدت الثورة تأييداً شعبياً كاملاً ? وثبت أركانها.. وأخرج فاروق.. منفياً إلي إيطاليا. ومات في ذلك المنفي. تلك الثورة الوطنية المصرية.. كانت خيراً وبركة على السودان. حيث جعلت من قضية السودان أمراً حاسماً، حيث جعلت الشريك الثنائي (انجلتري) يوافق على منح السودان حق تقرير مصيره.. بفترة زمنية مؤقتة بثلاثة سنوات.. ويستكمل فيها السودان.. السودنة.. والجلاء.. والاستقلال.. باستفتاء.. إما باستقلال تام.. أو اتحاد مع مصر. لذا وقعت اتفاقية 12 فبراير 1953 ? بموافقة الأحزاب السودانية.. الاتحادية التي تجمعت في اسم (الوطني الاتحادي) والاستقلالية بقيادة (حزب الأمة) ومن ناصروه. ودخلت البلاد في معركة انتخابية حادة ? في 15-11- بداية التصويت للانتخابات و 15-12-1953 ? إعلان نتيجة الانتخابات. فكان إخراج وطنيِّ دارفور من السجون- ومارس أبو القاسم وزملاؤه أمرهم السياسي مع الحزب الوطني الإتحادي.. وكانت أول حملة انتخابية اتحادية.. حضور الأستاذ/ أبو القاسم مع القائد الاتحادي المرموق (مبارك زروق).. حيث استقبلتهم جماهيرهم.. بلقاء أوله وصل نقعة الخليفة محمد نور.. شرق حجر قدو.. مكان مباني الرعاية الاجتماعية الآن. وأخر الموكب.. بالعربات.. لم يتحرك من المطار بعد.. وعلت الهتافات: زروق زروق .. يعيش زروق بطل الكفاح .. يعيش زروق قايد الأحرار .. يعيش زروق وقد أبدع أبو القاسم في حديثه الوطني.. مع القائد مبارك زروق.. في تلك الليلة ذات المضامين الوطنية الغالية. وتوالت زيارة أبي القاسم.. مع كل الوفود الاتحادية القومية.. وقدم لياليها.. بالمدرسة الاتحادية كلها.. من وفود: 1- السيد/ إسماعيل الأزهري. 2- السيد/ يحي الفضلي. 3- السيد/ حسن عوض الله 4- السيد/ محمد أحمد المرضي. 5- السيد/ إبراهيم المفتي 6- السيد/ حماد توفيق 7- السيد/ ميرغني حمزة 8- السيد/ محمد نور الدين 9- السيد/ خلف الله خالد 10- السيد/ أحمد جلي 11- السيد/ مدثر البوشي 12- السيد/ عبد الماجد أبو حسبو 13- السيد/ محمد أمين السيد 14- السيد/ حسن عبد القادر الحاج 15- السيد لاحقاً: نصر الدين السيد 16- السيد/ الشريف حسين الهندي 17- السيد/ أحمد زين العابدين عمر ? المحامي 18- السيد/ أحمد محمد فضل المحامي 19- السيد/ عماد الدين عثمان خاطر المحامي وغيرهم من القادة الكرام. وقد كسب الاتحاديون تلك الانتخابات الأولي.. بأغلبية (51) مقعداً مقابل (22) مقعداً.. لحزب الأمة والاستقلاليين.. وهنالك (17) مقعداً للجنوبيين (حزب الأحرار الجنوبي) ومقاعد للمستقلين ? والحزب الجمهوري الاشتراكي. وعند افتتاح البرلمان السوداني في أول يناير 1954م. وأستمع الي خطاب الحاكم العام? سير روبرت هاو .. الذي لا يزال رأساً للدولة .. حسب اتفاقية الحكم الذاتي.. وفي جلسة يوم 7-1-1954م تم انتخاب السيد/ إسماعيل الأزهري رئيساً للوزراء بأغلبية 56 صوتاً. مقابل 37 صوتاً لزعيم المعارضة السيد/ محمد أحمد محجوب. هكذا ? كان الوطني أبو القاسم الحاج محمد ? شريكاً أصيلاً في ذلك النصر.. بالحديث الوطني القوي.. والقدرة التنظيمية النشطة والحضور مع القادة: آدم الخليفة محمد نور ? أول رئيس للوطني الاتحادي ثم: الطاهر محمد إبراهيم ? ثاني رئيس للوطني الاتحادي، ثم: محمد الحاج أدم ? ثالث رئيس للوطني الاتحادي وأول للاتحاد الديمقراطي. وتوالت مواقفه مع تلك المسيرة الاتحادية حتي عام 1955م ? في شهر أبريل حيث سافر الرئيس إسماعيل الأزهري .. ووفده إلي مؤتمر باندونق- في اندونيسيا.. مؤتمر دول عدم الانحياز. ولم يكن للسودان يومها (علم) فطلب الرئيس المصري جمال عبد الناصر.. أن يأتمر السودان تحت ظل العلم المصري.. ولكن الأزهري رفض.. واحتج لدى رئاسة المؤتمر.. فكان رئيس المؤتمر.. جواهرلال نهرو.. قد أتي بقماش أبيض (كتبوا عليه.. السودان) وبرز في كل الصحف والمجلات التي غطت جلسات ذلك المؤتمر. ومن هذه الواقعة.. عاد الرئيس الأزهري ووفده عن طريق (بيروت) وقد شنت القاهرة .. إعلاناً عدائياً على الأزهري.. وعلى السودان (بالإذاعة والصحف والمجلات) .. وأوقفت سفر الطلاب السودانيين إلي مصر.. لإكمال دراستهم.. فدفعوا بذلك ثمن وطنيتهم.. ومنهم: الوطني: أبو القاسم الحاج محمد ? ويوسف محمد نور- وعبد الرحمن محمد حسن طويل. ولم تنصف الحكومات الوطنية- جراء أولئك الأبطال الوطنيين- بالمواقع المناسبة التي يستحقونها.. فوقع عليهم ضرر كبير في مسيرة حياتهم.. وتحملوا كذلك بصبر عظيم.. وإرادة جياشة. عبر الحكومات الوطنية كلها.. ووجد أبوالقاسم نفسه في مجال الصحافة.. عبر مكتبته (مكتبة كردفان مع مؤسسها الأول ? المرحوم/ حسين عبود) حيث راجت بالكتب لطلاب المدارس ? والمثقفين عامة. وصارت المنتدى العامر.. لإتحاد طلاب دارفور.. بالجامعات والمعاهد العليا.. برئاسة المرحوم/ الباشمهندس مامون محمدى ? والدكتور المرحوم/ حسن حسب الرسول حسن ? وزملاؤه القادة يومئذٍ: المرحوم/ محمد المهدي يعقوب الخولاني- بله عمر حامد.. مصطفي خليفة بابكر.. السر خليفة بابكر.. مكي نصر محمد.. صالح عبد الله آدم.. الأمين علي مكي.. محمود موسي محمود.. علي محمد أحمد مني.. صديق إبراهيم محمد نور.. صالح محمد محمود.. معاوية حسن حمو.. رمضان حمو.. محمد الطيب سيف الدولة.. الفاضل محمد آدم الجزولي.. محمود محمد آدم الجزولي.. حسن محمد الغاية.. عبد الله بريمة فضل.. أحمد محمد نور.. إبراهيم محمد أحمد سوار.. مصطفي محمد صالح حاج كويس.. وجموع غفيرة من الطلاب.. كانوا يجعلون من أخيهم.. أبي القاسم.. موجهاً.. ومرشداً.. ومثقفاً وطنياً مميزاً. ومن تلك المكتبة.. وجد الوطني أبو القاسم الحاج محمد ? نفسه في أجهزة الإعلام. كتابة.. ونشراً.. وإذاعة.. وخطابة.. وإبداعاً ثقافياً متنوعاً. 1- كانت له مشاهد في ليالي الوطني الإتحادي.. والإتحادي الديمقراطي.. وقبلها في حزب الأشقاء .. حاضرة وآخاذة. 2- في حالة الوطني الإتحادي في المعارضة .. كانت تقديماته.. أرادوا أن يعيش الشعب عبداً يستضام وأردنا أن يعيش الشعب حراً لا يضام ولذا كان لنا الضرب جزاءاً وانتقام ويورد.. أبيات الشاعر المصري كمال نشأت: هذى أرضي أنا وأبي مات هنا وأبي قال لنا: مزقوا أعداءنا وقدم شعراء.. اتحاديين كثر يومها.. عبر لياليهم.. الشاعر/ بابكر حامد الأهدلي. والشاعر/ مولانا حسب النبي يوسف والشاعر/ محمود ابن عوف والشاعر/ علي ابن عوف والشاعر/ أحمد محمد الشيخ (الجاغريو) والشاعر/ سعد الدين إبراهيم والشاعر/ مصطفي أحمد زيدان والشاعر/ عباس محمد نور عالم والشاعر/ طيفور محمد شريف وكان أبو القاسم: في مجاله الإعلامي.. قد زامل أبناء السودان الميامين.. حيث عمل معهم .. مع مهنية راقية.. منهم: 1- الإعلامي/ خاطر أبوبكر 2- الإعلامي/ دوليب محمد الأمير 3- الإعلامي/ مكي الشيخ قريب الله 4- الإعلامي/ سيف الدين الزبير حمد الملك 5- الإعلامي/ السنجكاوي.. وكوادر دارفورية.. متآخية.. الطيب إبراهيم عيسي ? آدم النور محمد. إبراهيم أبكر سعد- سعد أبو زيد علي- عثمان محمد عثمان ? أحمد أبو عشرة- عبد الماجد هارون.. محمد صالح عبد الله يسن.. أحمد محمد صالح سيدنا- ياسر أبو ورقة وطاقم من المبدعين من أبناء الولاية.. بنين وبنات بارعات.. متجردات باذلات اتقاناً ومسئولية. فالوطني أبو القاسم الحاج محمد.. حراك متواصل.. عبر حديثة الدعوى بمسجد الفاشر الكبير عقب صلاة الجمعة.. وحلقاته الإذاعية المتجددة.. عن عالم الكتب ودورها.. بإسم (سمسار بضاعة العلماء). فقد أثرى معارف المواطنين برصيد جذاب .. في عصريات كل يوم.. عبر الأثير.. في نداوة وحلاوة. ولذا.. فالوطني أبو القاسم الحاج محمد.. كوكب مضئ في سماء دارفور.. وفي مصر.. والخرطوم.. والفاشر خاصة. فالأهل في الحركة الاستقلالية (حزب الأمة خاصة) يعرفونه تماماً.. منذ وصول أميز وفودهم: 1- وفد السيد/ الصديق عبد الرحمن محمد احمد المهدي. 2- وفد السيد/ عبد الله خليل. 3- وفد السيد/ عبد الله الفاضل المهدى. 4- وفد السيد/ عبد الرحمن علي طه ? والمحامي/ كمال الدين عباس. 5- وفد السادة/ محمد أحمد محجوب ? عبد الله ميرغني ? عثمان جاد الله النذير ? أمين التوم ساتي- عبد الله عبد الرحمن نقد الله ? زيادة عثمان أرباب ? عبد الرحمن الطاهر الخليفة- عبد الله التعايشي ? حسن محجوب مصطفي- عبد الرحيم الأمين- محمد الحاج الأمين- فضل موسي أحمد- الملك رحمة الله محمود- أحمد أمين عبد الحميد- علي بدين ابوه- بحر الدين علي دينار- الفكي شريف- عبد الله إبراهيم- آدم خميس ? إسماعيل اسحق- رحمة الله وزين- محمود كدك- آدم علي سبيل- عمر الحاج محمد- أبوبكر آدم محمد- احمد محمد محمود (العسيل) فضل أبو شوك.. محمد أحمد محكر.. إبراهيم نمير عطيه- محمد الدومه عمر- عباس نيل- أحمد محمد نمر- حسن الدومه عبد الله- عوض علي إبراهيم- د. محمد آدم عبد الكريم- مهندس/ الربيع بحر الدين علي دينار- الأستاذ/ أحمد مصطفي عبد المطلب- د. أحمد بابكر أحمد نهار. أما أبو القاسم الحاج محمد- الفاشرى.. فهو موضع معرفة تامة.. في الأحياء.. القديمة والجديدة.. علم على رأسه نور.. ونار.. علي سماحة وتواضع وحسن خطاب.. مع الرياضيين- مع الفنانين بكل ضروبهم.. مع العلماء ? مع أهل القرآن- مع العاملين جميعاً في إلفه وخفض جناح.. وابتسامة دائمة محمودة. من الإنصاف أن نختم الحديث: ما قاله عنه زميل كفاحه- سفير السودان.. الشاذلي الشيخ الريح الأمين السنهوري.. في كتابه (مذكرات وذكريات) صفحة 145- وهذا الكتاب موجود الآن الفاشر تحت إشراف وزارة الرعاية الاجتماعية.. ليباع.. ويعود ربحه.. لليتامى والمساكين. وكل.. نفاذ له.. تعاد طباعته.. ليكون العائد لليتامى بالفاشر.. ويقول السيد الشاذلي في كتابه (مذكرات وذكريات)صفحة (145) (العمل السري ضد المستعمر) بالفاشر (وهنا أذكر بالفخر والامتنان، إخوة وزملاء من أبناء الفاشر- كانوا يقومون بتوزيع المنشورات السرية وإلصاقها ليلاً على الأماكن الهامة، ومن العجب والتقدير.. كان (الخفر) الذي يحرس السوق ليلاً استطعنا أن نجندهم بإلصاق المنشورات على أبواب الدكاكين، وأبواب المرافق العامة ? مثل: المجلس البلدي- والمركز- والمديرية والمدارس- كما وزعنا الإخوة بالنسبة (للأحياء) الثمانية التي كانت تشمل مدينة الفاشر في ذلك التاريخ- وأذكر منهم عدداً قليلاً.. وليعذرني من سقط اسمه من الذاكرة - لأن الزمن طال أمده. ومنهم أذكر الإخوان: بشر سعيد- التجاني سراج النور- حسن محمد صالح- أبو القاسم الحاج محمد- محمد علي الصديق (دقاش) آدم محمد صالح كويس (الفارس) أبناء عمنا أحمد حامد أبناء الناظر محمد فضل ? الحاج الريح- أبناء عمنا القاضي إدريس ? سراج الدين أحمد جابر ? حسن النور حامد ? وأخينا الكبير عمر الحاج محمد- وكنا نسلمه المنشورات ليسلمها لمن يثق فيه من أبناء (حي الزيّادية) ليقوم بتوزيعها. كثيرون غيرهم.. هذه النخبة الممتازة من الأخوان كانوا لأول مرة يقومون بالعمل السياسي السري ? الشئ الذى بث فيهم الروح الوطنية والبذل والعطاء.