1/ الشُغل شُغل .. آه كم أحبُّ الاحترافية، على ضوء هذه الإضاءة قررت أن أشرع في بناء منزلي. على حافة الرصيف التقيته، قال بأنه كهربائي يجيد البناء، وعليّ أن اسلمه الأرض خالية، وخلال شهر شهرين يسلمني مفتاح البيت، وعليّ أن أشتري خروف الكرامة من بدري. 2/ لا يساورني الشك في تعدد مهاراتنا، فالكلمة عندنا ما زالت هي الكلمة، لذا بأريحية تامة ناولت الكهربائي من طرف الجيب الدفعة الأولى لحفر الساس، ما أصلو أنا عارف إنو نحنا الساس ونحنا الرأس. 3/ أربع سنوات لم اترك فيها عمود كهرباء دون ان أسأله عن الكهربائي، اكتشفتُ أنه لا ينتمي لأيّ سلك من الأسلاك، وبأريحية أيضا جعلتُ من الدفعة الأولى التي خرجت من طرف جيبي ثمنا لتعلم مزيد من التجارب. 4/ من شكله يبدو عليه انه مُعلم ابن مُعلم، لا يثرثر كثيرا، وتشطيب البيوت كما قال مهنة متوارثة، هكذا يجب أن يعلم الجميع، والموضوع في الأساس موضوع ثقة، وعليه ناولته من منتصف جيبي الدفعة الثانية لحفر الساس، ما أصلو أنا عارف إنو في الساس نحنا الأساس. 5/ الحمد لله تعددية المهارات مازالت متوفرة وبكثرة وكذلك المصداقية. قلت لابن المعلم: بدل الكلمة التي كانت كحد السيف نخليها يا مُعلم تكون بوصل أمانة، يعني أكتب لي هنا من باب ليطمئن جيبي قبل قلبي. 6/ ثلاث سنوات وأنا أمضغ سندوتشات الشاورما من يدٍ واحدة، البارحة فقط لم يعجبني ما اتناوله، رفعت عيني في عين معلم الشاورما .. تذكرته، ذات المعلم ابن المعلم، فتشتُ عن وصل الأمانة الذي ضاع مني بين أدراج التجارب دون دراسة جدوى ولم أجده. 7/ الدفعة التي تسللت من منتصف جيبي واستقرت في جيب المعلم ابن المعلم، نبهتني بأنني لن أتعلم مجانا، وعليّ أن احفظ دروسي جيدا حتى استطيع التخرج من هذه الجامعة في أسرع وقت ممكن. 8/ ذات مساء ملتهب قلت لنفسي: لماذا أذهب بعيدا وخالي لزم مقاول محترم وبارع أيضا، وفي الصباح ناولت الخال المقاول من عمق جيبي الدفعة الثالثة لحفر الساس، ما أصلو الخال شقيق الوالد .. شقيق شنو، ده الوالد بعينه وأنفه. 9/ لم نترك شركة من شركات الاتصال وإلا استفدنا من خدماتها أنا وخالي، الخط مفتوح بيني وبينه وبيننا البحر الأحمر، وفي آخر مكالمة بشرني وفق طريقته في البشرى: أبشر يا ابن أختي الساس أكتمل، أرسل دفعة الأعمدة، السقف .. مبروك بيتك طلع لوحة. 10/ بعد خمس سنوات وجدت خالي ولم أجد البيت، والخال لا يفتر من المحاولات في اقناعي بأن بناء البيوت وهم كبير، وهو السبب الرئيسي في تعطيل البلد دي، وإنتَ يا ابن أختي زول محترم وعارفك إنسان سوي ودغري وما بتحب الوهم يا وهم.