قطعت وزارة الخارجية ،بأن السودان ليس مهرولاً نحو تطبيع العلاقات مع الولاياتالمتحدةالامريكية على حساب المصلحة القومية، داعية الولاياتالمتحدة الى الوفاء بالتزاماتها تجاه خارطة الطريق حسب التفاهمات المشتركة بين الطرفين. وجدد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية خالد موسى ،رداً على تحذيرات اطلقها مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص للسودان، برينستون ليمان،بأن الخرطوم تغامر بفقد برنامج مقترح لتخفيف الديون بقيمة 38 مليار دولار وحوافز أخرى باحتفاظها بمنطقة أبيي،مجددا التأكيد على ايفاء الخرطوم بكافة التزامات السلام حسب الاتفاقية وفق ارادتها الحرة سواء استخدمت الولاياتالمتحدة جزرة التطبيع او عصا العقوبات ، وقال موسي في تصريحات صحفية ان التلويح بعصى العقوبات او وقف مسيرة التطبيع في هذه المرحلة لن يصنع سلاما في السودان بل يوفر وقودا سياسيا جديدا للحركة الشعبية للتمادي في الخروقات، واضاف « نأمل ان تستمر الولاياتالمتحدة في استثمار رأسمالها السياسي ونفوذها الدولي لحل الازمة سلميا « ،وأكد على ضرورة قيام التفاهمات المشتركة لتحسين العلاقات بين البلدين واستثمار روح التفاهمات السياسية بين الجانبين . وكان مبعوث الولاياتالمتحدة الخاص للسودان، برينستون ليمان، قال محذراً ان الخرطوم تغامر بفقد برنامج مقترح لتخفيف الديون بقيمة 38 مليار دولار وحوافز أخرى باحتفاظها بمنطقة أبيي ،ودعاها الى الموافقة على استئناف المحادثات المتعلقة بالمنطقة المتنازع عليها بسرعة. وكشف ليمان في مقابلة مع رويترز، انه سيعود الى السودان هذا الاسبوع وسط مساع دبلوماسية مكثفة لانهاء الازمة حول منطقة أبيي ،والتي دفعت الشمال والجنوب الى شفا حرب قبل أسابيع من الموعد المقرر أن يعلن فيه جنوب السودان انفصاله في التاسع من يوليو ،واضاف «الضغوط تنصب بشكل مفهوم ومحق عليهم الآن لينسحبوا من المنطقة تماما.» ورأى المبعوث الاميركي أن دخول منطقة أبيي جعل من المستحيل على الولاياتالمتحدة مواصلة العمل لتقديم حوافز رئيسية عرضتها على الخرطوم ومنها اتخاذ خطوات تدريجية لتطبيع العلاقات الدبلوماسية ورفع السودان من القائمة الامريكية للدول الراعية للارهاب، وابرام اتفاق دولي بشأن تخفيف الديون. وقال ليمان «ن النزاع حول أبيي قد يعطل كل هذه الحوافز ،مشيرا الى أن كلا منها يتطلب سلسلة من الخطوات تتطلب بدورها التحقق مما هو حادث على أرض الواقع». وأكد ليمان ان السودان ربما يواجه بالفعل عواقب وخيمة ما لم ينفض عنه العقوبات الدولية في وقت قد يفقد فيه اقتصاده ايرادات نفط الجنوب ويواجه زيادة في التضخم. وأضاف «هم بحاجة لان يكونوا جزءًا من المجتمع المالي الدولي وهذا هو الحافز، لكن ليس بمقدورهم عمل هذا بهذه الطريقة.»،ومضى قائلا انه سينقل هذه الرسالة للمسؤولين في الخرطوم خلال زيارته المنطقة هذا الاسبوع والتي ستشمل أيضا عقد لقاءات بجنوب السودان في محاولة لاقناع الطرفين بالعودة الى مائدة التفاوض. وقال ليمان ان الهدف الحالي هو انسحاب القوات من أبيي وتعزيز مهمة الاممالمتحدة لحفظ السلام على أن تتبع ذلك مقترحات ملموسة بشأن كيفية تسوية القضايا العالقة بين الشمال والجنوب، والتي تشمل أيضا كيفية اقتسام عائدات النفط في المستقبل. من ناحيتها، اعلنت الاممالمتحدة أمس ان أكثر من 15 ألفا على الاقل فروا من منطقة أبيي الى أجوك بعد ان سيطرت القوات المسلحة على المنطقة. وذكرت هوا جيانغ المتحدثة باسم الاممالمتحدة في بلدة جوباالجنوبية أن نحو 20 الفا وصلوا الى اجوك أو حولها، وقدر مسؤولون اخرون في الاممالمتحدة الرقم بأكثر من 15 الفا،وتابعت «لا نعرف الارقام بالتحديد» مضيفة ان فريقا من المنظمة الدولية يقيِّم الموقف. وكشفت الاممالمتحدة ان فريقا من خبرائها زار اجوك أمس الاول لتقييم الوضع وتقدير عدد النازحين، ولكن وقع تبادل لاطلاق النار في البلدة اثناء اجتماع الفريق مع مسؤولين محليين وقطعت الزيارة. وفي السياق ذاته، دعت مفوضة الاممالمتحدة السامية لحقوق الانسان نافي بيلاي أمس، طرفي الصراع في أبيي ،الى وقف القتال فورا واحترام حقوق الإنسان وقانون الانسان الدولي. وأدانت المفوضة السامية في بيان صادر عن مكتبها «الهجمات الأخيرة والهجمات المضادة في منطقة ابيي من كلا الجانبين» مؤكدة ان الهجمات ليست وسيلة لتحقيق التعايش السلمي بين شمال السودان وجنوبه،واعربت عن «الانزعاج بصورة خاصة لقصف مناطق مدنية في أبيي فضلا عن تقارير من القصف الجوي في مواقع أخرى مثل (توداش) و(تجلي) على مقربة من جسر نهر (كير)،» مطالبة «جميع الأطراف باستكشاف حل تفاوضي للأزمة وتجنب الانزلاق الى مزيد من الصراع والفوضى». واوضحت بيلاي أن بعثة الأممالمتحدة في السودان أكدت في تقارير القصف في أبيي وحولها من القوات المسلحة وقيام مليشيات بأعمال نهب وحرق المنازل ونزوح آلاف المدنيين من المنطقة ،»اذ وضعت القوات المسلحة والحركة الشعبية على حد سواء دبابات على جانبي جسر (بانتون) الذي يؤدي الى الجنوب من أبيي إلى أجوك»، وشددت على «ضرورة حماية المدنيين المتبقين في ابيي والبلدات والقرى المحيطة بها وحماية وضمان المرور الآمن بينها تمشيا مع حقوق الانسان والقانون الإنساني الدولي». ودعت بيلاي الخرطوم إلى التكفل بحماية المناطق الخاضعة لسيطرتها ومراقبة الممتلكات لمنع نهبها او حرقها مع ضرورة تقديم المسؤولين عن هذه الأعمال الإجرامية الى العدالة. وأكدت اهمية قيام حكومتي الشمال والجنوب بالتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الانسان وقانون الانسان الدولي وضمان تقديم مرتكبي الانتهاكات الى العدالة. وفي الشأن ذاته، بحث وكيل وزارة الخارجية رحمة الله محمد عثمان أمس،مع القائم بالاعمال الامريكي في الخرطوم ، التطورات الخاصة بتطبيق اتفاقية السلام الشامل، إضافة الي سير تدفق الدعم الانساني الذي تقدمه هيئة الغوث الامريكية الدولية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق . ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية خالد موسى، عدم تدهور الاوضاع الانسانية في ابيي عقب الاحداث الاخيرة ،وقال ان السكان اخلوا المدينة عقب خروقات الحركة الشعبية الاخيرة « والمتكررة» مبيناً ان الجيش الشعبي يتحمل مسؤولية النازحين جنوب بحر العرب ، باعتبار انه يفرض سيطرته على تلك المنطقة ،وان الحكومة ستتحمل مسؤوليتها كاملة في حماية المدنيين واغاثتهم في مناطق سيطرتها الراهنة متي ما استدعى الامر» . وجدد موسى في تصريحات صحافية،رغبة الحكومة في الحل السلمي عبر التفاوض السياسي وشدد على ان ابيي لن تؤدي إلى انهيار اتفاقية السلام . الى ذلك، شرعت وزارة الخارجية في عقد لقاءات مع سفراء جميع المجموعات الدبلوماسية في الخرطوم لاطلاعهم بتطورات الاوضاع في أبيي ،وشرح وجهة النظر الحكومية حيث ستلتقي قيادات الوزارة منتصف اليوم بسفراء المجموعة الاوربية والافريقية، اضافة الي المجموعة الاسيوية ،الى جانب لقاء مع المجموعة العربية .