تلقيت دعوة رقيقة من الاتحاد الاوربى لحضور الاحتفال باليوم العالمى لحرية الصحافة في الثالث من مايو، بوصفى أحد المشاركين فى المسابقة التى نظمها الاتحاد الأوربى واتحاد الصحفيين . ولما تلقيت الدعوة عبر الهاتف ظننت _ وليس كل الظن إثم _أننى أحد الفائزين ،فخاب الظن ،وطاش التقدير!.ذهبت وبنفسى آمال عريضة بالفوز بالجوائز القيمة التى أعلن عنها ،دون تحديد ماهيتها. وعندما أعلن الأستاذ أحمد الطيب مسؤول الاعلام بالاتحاد الأوربى المعايير التى استندت اليها اللجنة ،وعدد المشاركين فى المسابقة ،واسماء الفائزين ..لم أخف خيبة أملى ،واحباطى ،حتى خشيت على نفسى من الصدمة ،لكن ابنتى التى رافقتنى للاحتفال حاولت مواساتى ،وتخفيف وقع المفاجأتين على نفسى ،صدمة عدم فوزى ،وقيمة الجائزة ،فقالت لى :ماما انت ما محتاجة لى «لاب توب»،لأنو عندك جهاز فى البيت !..ليس على طريقة الثعلب والعنب ،لأن الجائزة أيضا تشكل دفعا معنويا كبيرا. لا أخفيكم خيبة أملى وانكسارى بقيمة الجائزة ،وماآخذه على منظمى المسابقة هو عدم تحديد قيمة الجائزة ،واكتفى اعلان المسابقة فقط بأنها جوائز قيمة دون تحديد ماهيتها ..وقيمة هذه لاشك يختلف الناس فى تقييمها ..لكن المال لايختلف اثنان فى قيمته!. ولم يدر بخلدى اطلاقا أن يمنح الفائزون الثلاثة أجهزة لاب توب.نظير جهود مضنية فى البحث والاستقصاء ،والابحار فى بطون الكتب والمراجع،واللهاث وراء المعلومة الصحيحة ،وملاحقة المصادر..والأدهى والأمر الشرط التعجيزى الذى أعلنته المسابقة ..وهو تقديم المقال في نسخة عربية ،وأخرى مترجمة الى الأنجليزية.. ما كان سببا لاحجام كثيرين عن المسابقة ،ومن شاركوا استعانوا بمترجمين طالبوهم بمبالغ فلكية ،عجزوا عن دفعها مستعينين بمحرك البحث «قوقل»،وآخرون دفعوا مضطرين على أمل تعويض الخسارة بمبلغ الجائزة الضخم فى حال الفوز!. وبحكم تجربتى اللصيقة ،ومعرفتى الوثيقة بمجتمع الصحافة أدرك أن أحوج مايحتاج اليه الصحفي هو المال ،وهو ماشجع كثيرا من الصحفيين للمشاركة فى المسابقة ..فى ظل أوضاع متردية للمؤسسات الصحفية ،وضعف الرواتب ،وتأخرها ،وبيئات عمل سيئة تفتقد لمعينات الحركة والاتصال ،وعدم الاستقرار ،مع تهديد مستمر بفقد الوظيفة ،وتوقف الصحيفة.أتحدث بكل الغبن والمرارة عن أوضاع كثير من المؤسسات الصحفية الخاصة ..الا ما رحم ربى . أقول ان فوز الصحفي المشارك فى المسابقة بجهاز لاب توب ،رغم اهميته ، لايمثل أولوية له،وأمامه أولويات أكثر الحاحا هى مرتبه وحوافزه ،ان كانت هناك حوافز ليستطيع الايفاء بسداد أقساط اسكان الصحفيين الذى حصل عليه بشق الأنفس ،والتقتير على نفسه وعياله!. أقول ان اللاب توب لم يكن حلما للصحفيين ،لأن كثيرين حصلوا عليه «لا فلقة لا طعنة!» أى دون جهد أو معاناة بالمشاركة فى دورة الصحفي الألكترونى التى نظمها اتحاد الصحفيين برعاية شركة ثابت للاتصالات . شارك فى المسابقة «29» صحفيا من جملة الصحف اليومية البالغة «55» صحيفة، كما أشار لذلك د.محى الدين تيتاوى خلال كلمته فى الاحتفال،وتصورت أن تعلن أسماؤهم جميعا ،كما تفعل كثير من الجهات ،ولأن العدد لم يكن كبيرا ،وتصورت وتمنيت أن تمنح جوائز تقديرية أو تشجيعية لبقية المشاركين الذين لم يحالفهم الحظ ، وفى تقديرى أنهم جميعا فائزون.. بحكم معرفتي اللصيقة لعدد مقدر منهم ،وادراكي التام لقدراتهم ومواهبهم الفذة فى الكتابة والبحث. ليس هذا نقدا ..ان هى الا ملاحظات وخواطر أردت اخراجها .. ولايفوتنى ختاما أن أزجى التحية والتقدير للشراكة الذكية بين الاتحاد الأوربى واتحادنا،وأشكر الاتحادين أن حرضونا على التفكير البحثى والنقدى. كما لايفوتنى أن أزجى التهانى والتبريكات لزملائى الفائزين ،وهم محمد صديق «الصحافة»، لينة يعقوب «الأخبار»،هيبات الأمين «ألوان». ولنفسى أقول معزية:كتير جايات ،أكان فاتنك الرايحات ، والجفلن خلهن أقرع الواقفات.