ظلت مشكلة الهدام تشكل خطراً حقيقياً على انسان مدينة سنجه وذلك بحلول الخريف وفيضان النيل الأزرق والذى اجتاح فى الأعوام السابقة عدداً كبيرا من المنازل والحق أضراراً بالغة بأحياء : «الشرقى ،العشره ، العزازه » عطفا علي اضرار لحقت بسوق الملجه ومبانى القضائية القديمة وانهارت بعض المبانى بصورة جزئية والأخر بصورة كلية وغمرت مياه الفيضانات القطاع البستانى وأتلفت العديد من المزارع قبالة النيل بمدينة سنجه . وفى سعيها لاحتواء مشكلة الهدام وتأمين الجسر الواقى من خطر الفيضان بمدينة سنجه قامت وزارة التخطيط العمرانى والمرافق العامة بولاية سنار ولاول مرة بالعمل على انشاء كورنيش النيل بطول «200» متر كحزام أمان من خطر الفيضان يجرى العمل فيه بتكلفة مالية تفوق ال«4» مليارات جنيه وبمشاركة أكثر من «432» آلية تعمل صباح مساء وذلك للفراغ من هذا العمل فى وقت قياسى وقبل هطول الأمطار . وأكد مدير عام وزارة التخطيط العمرانى والمرافق العامة بسنار - المدنى حمد النيل «للصحافة» أن الوزارة استنفرت كافة آلياتها وتواصل عملها بانشاء الجسر بمواد ثابتة من الحجارة والأسمنت والسيخ تحت اشراف فريق من المهندسين وذلك لوضع حد لمشكلة الهدام المزمنة والتى ظل يعانى منها مواطنو مدينة سنجه لسنوات طويلة. فيما أكد وزير التخطيط العمرانى والمرافق العامة المهندس الامام عبد اللطيف الامام ان العمل فى الجسر يمضي بخطي متسارعة ،مؤكدا اهتمام حكومة الولاية بقضايا المواطنين،مشيرا الي انه تم تفريغ اسطول كامل من الآليات لانجاز المهمة قبل فيضان النيل. وفى ذات السياق يقود الاتحاد الوطنى للشباب السودانى بولاية سنار ملحمة وطنية حيث ظل يرابط بالجسر تحت شعار : شباب ضد الفيضان - يتقدمهم رئيس اتحاد شباب الولاية قريب الله يعقوب، وأعد الاتحاد أكثر من «14» كتيبة جاهزة على طول النيل لتلقى البلاغات وذلك بعد انتظامهم فى دورة تدريبية متقدمة لدرء مخاطر الفيضان، وأكد حبيب الله أن اتحاد الولاية يشارك بأكثر من «200» شاب فى ملحمة بناء الجسر بمدينة سنجه، بحضور فاعل لرئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة بالولاية عبد الرحمن باسيس وقيادات وزارة التخطيط بالولاية فى اطار مساهمة الشباب لدرء خطر فيضان النيل الأزرق ،ويعول مواطنو مدينة سنجه على هذه الجهود لايقاف خطر الهدام وفي ذاكرتهم مشاهد فيضانات أعوام «1988م- 1996- 2006» والتى تسببت فى ضياع وتلف الملفات القضائية بمبنى رئاسة الجهاز القضائى القديم مما دفع الهيئة القضائية الى انشاء مبنى جديد بعيداً عن مجرى النيل هذا بخلاف الأضرار التى لحقت بالمواطنين الذين فقدوا الملاذ والمأوى ،ولا زال مزارعو القطاع البستانى وملاك جنائن الجوافة والموز والليمون يتذكرون جيداً كيف أن المياه غمرت مزارعهم واغرقتها ولا يزال البعض من صغار المزارعين يتحسرون على خروجهم من موسم الانتاج الماضي دون أن تشملهم تعويضات المتأثرين .