اجتاحت السيول والفيضانات العديد من مدن وقرى ولاية سنار، ومسحت بعض القرى من تضاريس الجغرافيا مثل قرية العزازة «القديمة» فى السنوات الماضية.. ونفقت أعداد كثيرة من الثروة الحيوانية بمحلية الدندر، وتعرضت أكثر من «15» الف فدان من القطاع البستانى للتلف جراء الفيضانات، هذا بخلاف الأضرار فى المأوى فتشردت العديد من الأسر وافترشت العراء والتحفت السماء وتقول المواطنة سلوى علي إنها لم تلمس اى تحرك من قبل سلطات المحلية بمدينة سنجة والإستعداد لفصل الخريف، وتشير الى أن الأمطار التى هطلت فى الأيام السابقة كشفت سوء التصريف وخلفت واقعاً بيئياً متردياً فى مدن الولاية الكبرى: « سنجة، سنار، الدندر»، ومازالت مياه الأمطار الآسنة تحاصر المدن، وأصبحت البيئة مرتعاً خصباً لتوالد البعوض، وتضيف أن جيوش البعوض الآن تفتك بالجميع، وليست هنالك محاولات جادة من وزارة الصحة الولائية. وقال محمد سليمان ل «الصحافة» إن هنالك العديد من مناطق الهشاشة قبالة النيل التى جرفها الفيضان فى الأعوام السابقة وهدد عدداً من المناطق على طول الشريط النيلى: «سنار، سنجة، ام بنين، ابو حجار، ود النيل، السوكى، الدندر»، ولم يستبعد حدوث كارثة إنسانية، مضيفاً أن المناطق السابقة التى تأثرت بموجات السيول والفيضانات التى تم إخلاء مواطنيها تنقصها العديد من الخدمات، ومازال المواطنون يتمترسون فى مواقعهم فى العزازة القديمة والصابونابى رغم انخفاض هذه المناطق التى اجتاحتها السيول والفيضانات. وتقول مها لطفي إن محليات الولاية انصرفت عن ترقية الخدمة الى ملاحقة المواطنين بفرض الرسوم ومحاصرتهم فى الأسواق والتضييق على الخلق. وتضيف أنه طوال السنوات الخمس الماضية لم تلحظ أى جهد يذكر فى جانب إصحاح البيئة بمدينة سنجة حاضرة الولاية، وإزالة الصورة الكالحة للمدينة بتحسين وجهها، وتشير إلى أنه رغم التردى الواضح فى إصحاح البيئة من تكدس النفايات وتراكم للمياه وغزارة الحشائش الإ ان المدينة تمتاز بتخطيط جيد وسليم. وفى حديثه ل «الصحافة» أوضح مدير عام وزارة التخطيط العمرانى والمرافق العامة بسنار على المدنى حمد النيل، أن أكثر من «27» قرية بولاية سنار على طول الشريط النيلى بمختلف محليات الولاية تتعرض لخطر السيول الخلوية، منها «25» قرية فى ريفى السوكي، وقرية ود ديان شرق الدندر، وحى القادسية والسنجراب بمحلية ابو حجار، لافتاً الى أن موجات السيول الخلوية فى سنار تأتى من جبل موية وابو حجار ومن جبال الدالى والمزموم. واشار الى أن أكثر منطقة تأثرت بالفيضانات فى الأعوام السابقة مدينة سنجة، حيث أن الولاية بذلت جهداً كبيراً فى إنشاء الجسر الواقى للمدينة بطول «180» متراً، وتبقت «200» متر قبالة المشتل، ولضعف الموارد المالية هذا العام لم يتم الاستمرار فى بناء الجسر وعن المناطق التى تأثرت بالفيضانات فى الأعوام السابقة كشف المدنى ل «الصحافة» أنه تم ترحيل كل الاسر المتأثرة ومن بينهم مواطنو قرية العزازة القديمة الى قرية جديدة تم تأسيسها ودعمها بالخدمات، الا أنه اشار أن حوالى «25» اسرة فضلت البقاء فى موقعها، وأضاف أن حياً من أحياء مدينة الصابونابى ضمن الأحياء التى تأثرت بالفيضانات، وتم إنشاء موقع بديل للحى وحفر بئر جديدة، إلا أن المواطنين رفضوا مغادرة موقعهم القديم، وأكد التزام الوزارة بقرار مجلس الوزراء السابق بإلغاء المواقع القديمة، لافتاً إلى أنه رغم المناشدات المتكررة الا أن المواطنين مازالوا فى مواقعهم غير مبالين ما ينتظرهم من أخطار. اللجنة الفنية للطوارئ وبالتعاون مع وزارة الزراعة قامت بزيارات تفقدية للطلمبات الزراعية وتأمينها من خطر الفيضانات، وقال إن مجمع كساب الذى يضم «14» طلمبة تم تجميعها فى موقع واحد أسهم الى حد كبير فى تأمين هذه الطلمبات، مضيفاً أنه في عام 2007م تعرضت بيارة الليونة الى هذا الخطر وجرفتها المياه. وأكد أن وزارته قامت بتطهير أكثر من «60» كيلومتراً داخل المدن، وأن تصريف المياه مسؤولية المحليات، وواجب الوزارة مدها بالآليات والمشورة الفنية، لافتاً الى أن لديهم خطوطاً مفتوحة مع كل المحليات لتلقى أى طارئ، وأن الوزارة سارعت إلى صيانة جسر القادسية بأبو حجار فور تلقيها النبأ من المحلية.