*تلاشى التفاؤل المريخى وتبخرت فرحت أنصاره وماتت النشوة التى عاشوها لثلاثة شهور متتالية أى منذ بداية بطولة الممتاز ففى اللحظة التى كانوا يتهيأون فيها لاستقبال انجاز جديد وهو الفوز فى ثلاث عشرة مباراة متتالية فاذا بالاهلى العاصمى يفاجئهم ويبدد أحلامهم بفوز مستحق له وقاتل بالنسبة للمريخ ومحبط لجماهيره. *وبداية لا بد أن نشيد بفريق الأهلى الخرطومى ونهنئ نجومه وادارته ومجتمعه على التفوق الذى حققوه على بطل المنافسة ونجاحهم دون الأخرين فى الحاق الهزيمة بالمريخ وسيحسب لهم التاريخ أنهم الوحيدون الذين أوقفوا الزحف المريخى ووضعوا حدا لانتصاراته وحطموا غرور نجومه وفلسفة مدربه وفازوا عليه وهذا فى حد ذاته انجاز كبير على اعتبار أن كل فرق الممتاز فشلت فيما نجح فيه هذا الفريق الشاب المنظم الذى يلعب الكرة الحديثة. *فاز الأهلى لأنه جاء للملعب ليفوز واجتهد فى تحقيق هذا الهدف ونجح فى الوصول اليه فقد لعب اولاد الأهلى بمسؤولية ورجولة وبدرجة تركيز عالية وأدوا بلياقة بدنية مكتملة وطبقوا كل أصول ومبادئ اللعب الحديث حيث « الضغط - الرقابة - الانتشار - الجماعية - التقدم عند الاستحواذ على الكرة والرجوع فى حالة فقدانها مع عزيمة قوية وارادة صلبة واصرار واستبسال وصمود أمام المرمى » ولهذا فقد حققوا ما أرادوا وخرجوا غانمين بثلاث نقاط غالية. *كيف و لماذا خسر المريخ ؟؟؟ لأن الغرور سيطر على مدربه ووضح ذلك من خلال التشكيلة التى بدأ بها المباراة حينما أجرى تعديلات « عديمة المعنى ولا داعى لها » حيث ابعد كلتشى أحد ركائز التشكيلة واشرك هنو وأدخل الدافي بديلا لطارق مختار بدلا من اشراك العجب أو كلتشى وكان المتوقع أن يحول نجم الدين للعمق الدفاعى ويستفيد من خدمات الباشا فى الوسط وتحويل قلق أو راجى للطرف الأيمن كما واصل البدرى اصراره على وضع العجب فى دكة البدلاء رغم أنه الوحيد الذى « يهدئ وينظم ويصنع اللعب والأهداف ويحرزها وينشط الهجوم ويقوى الوسط » ولكن يبقى كل هذا مجرد تنظير ورؤى فالقرار الأخير عند الكابتن حسام بحكم أنه المدير الفنى. *خسر المريخ لأن نجومه أرادوا له ذلك بأدائهم العقيم وغير المنظم والخالى من التركيز الملئ بكثرة التحضير واللف والدوران بالكرة وارجاعها للوراء أكثر من نقلها للأمام . صحيح أن المريخ كان الأكثر استحواذا على الكرة والمسيطر على الجزء الأكبر من الملعب والأوفر هجوما ونجح فى فرض حصار مكثف على الاهلى طوال زمن الشوط الثانى وصحيج أنه وجد أكثر من عشرين فرصة لاحراز هدف وضاعت له من السوانح لو ترجم « 10 % » مها لخرج فائزا بخمسة أهداف على أقل تقدير ولكن هذا ليس مبررا للخسارة التى لحقت به فى مباراة كان متوقع له أن يحسمها مبكرا على اعتبار أنها أشبه بمباريات البطولة بحكم أنها الأخيرة له فى الدورة الأولى وبالطبع فالفرق كبير ما بين انهاء الدورة الأولى وكل نقاطها فى « جيب المريخ » والخسارة وفى أخر مباراة فى الدورة الأولى وفى مواجهة كانت كل التوقعات تشير الى أن المريخ لن يجد صعوبة فى تحقيق الفوز فيها ولكن تبقى التوقعات شئ وما يقوله الواقع موضوع اخر. * المريخ لم يكن سيئا وقدم مباراة كبيرة ونشهد لنجومه بأنهم اجتهدوا وسعوا و بذلوا جهدا كبيرا وحاولوا الوصول لشباك منافسهم من كل الجهات ولكن لم يتوفقوا ويبدو أنهم لم يكونوا فى يومهم. *الواقع يقول ان المريخ خسر والأهلى كسب وهذه حقيقة لابد من قناعة المريخاب بها والتعامل معها. *فى سطور *نفس اللاعبين الذين هللنا لهم عندما حققوا الفوز فى اثنتي عشرة مباراة متتالية هم أنفسهم الذين خسروا بالأمس وهذا الحديث ينطبق علي الكابتن حسام البدرى. *من الخطأ أن نقلل من الانجاز الذى حققه الأهلى الخرطومى ونسرف فى عتاب المريخ فالأهلى اجتهد واستحق الفوز. *أخطأ البدرى فى تعديله للتشكيلة الثابتة التى وصل اليها. *الدافي كثير الحركة ولكن أداءه غير ايجابى. *الباشا فى الوسط أكثر فعالية . *ساكواها يلجأ كثيرا للفردية . *هزيمة المريخ حدث كبير وغير عادى ومفاجأة داوية وذلك لأن الفرق شاسع « جدا » بينه وكل فرق الممتاز. *التحضير الكثير وعدم التصويب من خارج المنطقة وانعدام التعاون بين نجوم خط الهجوم أبرز سلبيات أداء المريخ. *فعل نجوم المريخ كلما يمكن فعله ولكن « المجنونة قالت لا ». *وما النصر الا من عند الله.