*أختلف مع الذين أخذوا على الكابتن حسام البدرى المديرالفنى لفريق المريخ إعتماده على مبدأ الحذر فى مباراة أمس الأول وفى الوقت نفسه أنه ليس من المعقول أن يصل البعض درجة التدخل فى الإختصاصات الفنية له لدرجة إنتقاد التشكيلة التى بدأ بها ووصفها بالخاطئة، برغم أنه هو الأقرب للاعبين ويعرف قدراتهم ومن هو الجاهز والأنسب والأفضل والأحق بالمشاركة من واقع أنه مدربهم إضافة لتخصصه فى هذا المجال . فالمعروف أن أى مدرب فى الكون يختار أفضل العناصر للتشكيلة ( بفهمه هو ) وبعد أن يتشاور مع مساعديه كما أن إختياره للاعبين يجئ مرتبطا بتنفيذ الإستراتيجية التى وضعها بمعنى أنه يبنى خططه على إمكانيات نجومه وقدراتهم فضلا عن ذلك فإن المدرب الفاهم والناجح هو الذى يتعامل بواقعية وبلا إنفعال ويعتبر خصمه ويحترمه ويضع كافة المحاذير والإحتياطات تجنبا لأى مستجدات وهو الذى يحدد الطريقة المناسبة التى تجعله يصل إلى هدفه الموضوع سلفا وهو الفوز بنقاط المباراة إن كان ذلك بالتفوق بهدف أو بعشرين ولهذا كله نرى أنه ليس من حق الآخرين التدخل فى صلاحيات المدربين وسلبهم حقوقهم فى إدارة المباريات والتحضير لها ووضع الخطط وتنظيمات اللعب وتسمية التشكيلة . * كثير من اللاعبين يخذلون المدرب بظهورهم بمستوى مختلف فى المباراة عنه فى التدريبات ويظهر الخلل بوضوح إن حدث هذا ( الخذلان ) من أكثر من لاعب وهذه ليست مسئولية المدرب فالتدنى المفاجئ لمردود كل من ( كلتشى - مصعب - الدافي ) أمس الأول والذى جعل تفوق المريخ يتأخر وأداء الهجوم يأتى سلبيا يتحمل مسئوليته اللاعبان المعنيان ومن الخطأ أن يحمل البعض المسئولية للبدرى بالقول إنه كان عليه أن يبدأ ( بفلان وعلان بدلا من فرتكان وزيدان ) وبالطبع فإن أشرك المعنيين وأخفقوا فكانوا سيقولون العكس. *الهدف المحدد والمطلوب هو أن يفوز المريخ ويحصل على نقاط المباراة ويبقى الحديث عن عددية الأهداف وأن الهلال كان جاهزا للهزيمة وضعيفا وأن المريخ كان بإمكانه أو لزاما عليه أن يفوز بخمسة أهداف فهذا حديث للإستهلاك لا قيمة له ولا قيمة بعد إنتهاء المباراة ولا يعدو أن يكون مجرد ( أحلام وغرور وطمع ليس إلا ) وبدلا من إدعاء المعرفة والتطاول على المدربين ووصفهم ( بالجبن برغم أنهم حققوا المطلوب ) فعلى المعنيين بالأمر أن يركزوا على إستثمار الإنتصار بالطريقة الصحيحة التى تدعم إستقرار الفريق وتقود إلى النتائج الإيجابية فى التحديات القادمة. *الفوز الغالى الذى حققه المريخ أمس الأول وفى ذات التوقيت أضاف له العديد من المعانى خاصة وأنه تحقق فى وقت تهيأ فيه الكل على أن اللقاء سينتهى بالتعادل حيث جاء الهدف قبل دقيقتين من إنتهاء المواجهة وهنا لا بد من الإشارة إلى أن المريخ أصبح يستحق لقب فريق الثوانى وذلك لأن العديد من إنتصاراته تحققت فى آخر ثوانى المباراة ( أمام الموردة - الخرطوم بهدفى راجى ومع الهلال أربع مرات ( طمبل- كلتشى - راجى - ساكواها وكان الراحل المقيم سامى عزالدين يرحمه الله ويغفر إليه قد وضع حجر الأساس لهذه القاعدة ( وليست ظاهرة ) فى جوبا قبل أربعة وثلاثين عاما ) فإنتصار المريخ أمس الأول وضعه فى صدارة الممتاز ووضع حدا لحديث الهلالاب ( الممجوج وغرورهم) عندما يتباهون بأن النصر فى مباريات القمة ضمن الممتاز من نصيبهم كما أنه قلل الفارق وعزز النصر المريخى الأخير على الهلال فى نهائى كأس السودان، ومؤكد أن هذا الفوز الغالى سيكون له الأثر الكبير فى مسار البطولة ومن شأنه أن يجعل انصار الأحمر يعيشون نشوة ممتدة حتى موعد اللقاء القادم وسيدعم إستقرار النادى والفريق ويثبت الثقة فى دواخل اللاعبين وهو خطوة إيجابية لكابتن حسام البدرى وبداية طيبة للمحترفين الأجانب خاصة ( ساكواها وباسكال ) فضلا عن كونه إعداداً نفسياً ممتازاً للاعبين ومعنوياً للفريق وهو يتأهب لمباراته الأولى فى البطولة الأفريقية والتى ستقام بعد إسبوع واحد فقط . فالفوز فى لقاءات القمة له مذاق خاص و مختلف وقيمته تتضاعف لا سيما وأن البعض يسمى لقاءات القمة بالبطولة الخاصة. *أعود للحديث عن المباراة وكما قلنا بالأمس الأول وأمس ان كل المؤشرات والحسابات الخاصة كانت تشير إلى أن التفوق سيكون من نصيب المريخ وهذا ماوضح منذ بدايتها إذ كان أداء بعض نجوم الهلال يشير إلى أنهم يريدون التعادل خاصة الحارس المعز والذى كان يتعمد تعطيل الكرة كما أن الإحساس العام لمعظم نجوم الهلال ( من خلال تعاملهم مع الكرة ونجوم المريخ ) كان يكشف ( حذر وتخوف ولا أقول إحساساً بالدونية ) وهذا ما جعل نجوم المريخ يتدافعون نحو مرمى الهلال ويلعبون بثبات وإرتياح كامل الشئ الذى جعلهم يهاجمون حتى الدقيقة الأخيرة ويهددون مرمى الهلال بإستمرار حتى نالوا ما أرادوا فخرجوا فائزين بنقاط المباراة فى سطور *يستحق نصرالدين الشغيل نجومية المباراة منفردا فقد لعب بجدية ورجولة وطبق قاعدة العنف المشروع ونجح لوحده فى ( شل ) حركة لاعبى وسط الهلال ( الأربعة). *الدولى الفاضل أبوشنب أدار المباراة بدرجة الإمتياز وإستحق النمرة الكاملة *لاعبو الهلال إرتكبوا ثلاث عشرة مخالفة فى الشوط الاول فيما كان عدد المخالفات التى أحتسبت على المريخ( سبعة ). *بنهاية الإسبوع الثانى للممتاز يتصدر المريخ جدول البطولة ويليه كل من الموردة والخرطوم والنسور هلال كادقلى *كما هو معهود فيه فقد أوفى الأخ جمال الوالى بوعده وسلم اللاعبين حافز الفوز بعد إنتهاء المباراة مباشرة وبالدولار.