٭ برغم أن كرة القدم لا كبير فيها على الخسارة وأن أى فريق ومهما تكن قوته أو شهرته وتاريخه لابد أن يتعرض لها ولا يوجد فى الكون فريق معصوم منها الا أن الوضع هنا مختلف خاصة وضعية المريخ والغريب أن أعداءه هم الذين رسخوا هذا المفهوم حيث يستبعدون أن يتعرض المريخ لخسارة أو تعادل ويظهر ذلك بجلاء من خلال تناولهم لأى تعثر للمريخ حيث يرون فى ذلك حدثا عظيما وأمرا غير طبيعي وغريبا وجديدا وغير مألوف وقد تكون رؤيتهم صحيحة من زاوية أن المريخ هو الأكبر والأقوى والأشهر والأفضل من بين كل الفرق فى السودان وأن الفوارق بينه وبينها شاسعة ، ولكن هذا أيضا لا يجعل المريخ فى مأمن من الهزيمة والتى فى بعض الأحايين تأتى لأسباب لا علاقة لها بالمنطق ومثال لذلك الهزيمة الأخيرة بل والوحيدة التى تعرض لها المريخ خلال هذا الموسم . فالمريخ خسر أمام الأهلى ليس لأنه كان سيئا أو لأن منافسه كان أفضل منه بل انهزم لسوء الطالع والدليل أن ما قدمه المريخ من عرض وما ظهر به من مستوى ومابذله نجومه من مجهود أمام الأهلى لم يقدمه طوال مبارياته فى الممتاز هذا الموسم ويكفى أنه جعل المباراة من جانب واحد وحصر الأهلى فى منطقته معظم زمن الشوط الأول وكل وقت الثانى وصوب رماته أكثر من 25 تصويبة نحو مرمى منافسه وحصل على 12 ضربة ركنية ووجد من السوانح ما كان كفيلا بخروجه فائزا بأكثر من 10 أهداف ولكن برغم ذلك خرج خاسرا بهدف وبالطبع فهذا أمرلاعلاقة له بالمنطق ولا بالواقع أنه سوء الطالع بعينه. ٭ أعود للحديث حول تعليقات أعداء المريخ وخصومه وما كتبوه بعد خسارته من « شماتة واستفزاز وسخرية » ولا نرى تفسيرا له الا اعتراف هؤلاء الأعداء بقوة المريخ وأنه فريق فوق الهزيمة وان تعرض لها فان ذلك هو حدث فريد و غير مألوف ومفاجأة ضخمة وأمر مخالف للقاعدة بالتالى هو شاذ ونرى أن كل ذلك يؤكد على عظمة المريخ والمكانة الكبيرة التى يجلس عليها فى دواخل أعدائه. ٭ لا نود أن نقلل من قيمة الفوز الأهلاوى الغالى على المريخ ومن المهم أن نؤكد على احترامنا لهذا الفريق الشاب والمتطور ونهنئ مجتمعه بهذا النصر ومع وافر احترامنا له ولكافة الفرق الأخرى فى السودان كله فنقول انه لا يوجد فريق فى قامة المريخ وقوته وان حدث وتعثر المريخ كما « حدث » فان ذلك لا يعنى أن الفريق الذى يفوز على المريخ هو أفضل منه لأن الحقيقة تقول أنه لا يوجد فى السودان ما هو أفضل من المريخ على الاطلاق . ٭ لن تقوم « القيامة » لمجرد أن المريخ خسر مباراة وربما يخسر مرة أخرى وثالثة فكرة القدم لها قواعدها وحالاتها وهناك أسباب غير فنية قد تقود الفريق للهزيمة ومنها عدم التوفيق و سوء الطالع والذى قد يلازم أعتى وأقوى وأشهر فرق العالم. ٭ أحدهم قال بعد خسارة المريخ « بعد كدا لو فاز بالممتاز ما مشكلة مادام أنه خسر وبرر حديثه بأنه كان يستبعد أن يخسر المريخ هذا الموسم وكان يخشى من أن يكرر اعجازه السابق عندما فاز بالدورى دون هزيمة أو تعادل » ، ويبدو لى أن حديثه صحيح وفى « محلو » اذ أن كل الشواهد كانت تقول ما قاله هذا « المشجع الأزرق والذى ينظر للمريخ وكأنه أرفع من أن يخسر من أى فريق » فما قدمه المريخ من عروض هذا الموسم وما سجله من انتصارات وقياسا على جودة نجومه يجعل كل متابع لا يتوقع أن يتعثر المريخ من أى فريق فى الممتاز . ٭ الهزيمة قاسية ومحبطة خاصة عندما تأتى بصورة غير متوقعة « مفاجئة » ولكن عندما تحدث فلا مناص من تقبلها والتعايش معها والتعامل على أساس أنها أصبحت واقعا وهى لا تعنى نهاية المطاف ومازال الدورى مستمرا وحتى الأن يقف المريخ فى الصدارة بكل جدارة ويعتبر هو الافضل بحكم أنه الحائز على أكثر النقاط وتعرض لخسارة واحدة ولم يتعادل وهو الفريق الذى حقق أكثر الانتصارات « 12 فوزا » وهذا ما لم يحققه غيره وبالضرورة أن يتعامل المريخاب مع عثرة فريقهم بعقولهم ويتجاوزونها بصفويتهم التى تميزهم على الأخرين ونرى أن فى خسارة المريخ لأخر مباراة فى الدورة الأولى فرصة للمراجعة وتقوية الفريق والاستفادة من هذه العثرة فى الدورة الثانية وان كانت الأقدار قد فرضت على المريخ أن لا يحصل على كل نقاط مبارياته فى النصف الأول فأمامه مشوار جديد ليؤكد على قوته وتفوقه على كل أندية الممتاز ولا نرى هناك فريقا يمكن أن يقف فى وجهه وقد شهدنا كل الفرق كيف تلعب مع المريخ وكيف يحرص المدربون على اللعب بالطرق الدفاعية وجميع لاعبي الخصوم كانوا يأتون للملعب بهدف الخروج بأقل الخسائر ويمارسون كل أساليب التحايل « التأخر فى تنفيذ حتى ضربات المرمى وابعاد الكرة لخارج الملعب ، ادعاء الاصابة بطريقة مكشوفة، اللجوء للعنف، الاحتجاج على قرارت الحكام » كل ذلك من أجل اضاعة الوقت حتى لا ينهزموا بالستات والسبعات . ٭ الأكثر أهمية وخطورة هو ترصد الحكام للمريخ بطريقة مفضوحة وسعيهم لمساعدة ومجاملة منافسه فهم يترصدون المريخ ويسرقون جهد نجومه وبالمقابل يحتسبون ضربات الجزاء الوهمية للهلال ولهذا ننبه كل المريخاب من هذا الخطر الداهم ونقول لهم استعدوا للتضحية من أجل حقوق ناديكم ولا تنتظروا انصافا من أحد وما أخذ بالقوة لا يسترد الا بها .