تباطؤ وتيرة البيع بالسوق العربى واسواق امدرمان بما فيها سوق ليبيا الذى يعد المورد الرئيسى للملابس الى بقية اسواق العاصمة جعل الكثير من التجار يفكرون فى ترك مهنة بيع الملابس والاتجاه الى مهن اخرى مع الاحتفاظ بمواقعهم كتجار فى الاسواق. ويقول عدد من تجار سوق ليبيا انهم بدأوا التفكير بجدية فى ترك مسألة التجارة فى الملابس التى وصفوها بانها اضحت غير مجدية وازداد سعرها بعد الزيادات الجمركية الاخيرة واحجام المواطنين عن الشراء الا فى المناسبات المعروفة فان بعضا منهم اتجه الى التجارة فى المواشى واخرون بدأوا فى تجميع مدخراتهم والعمل فى مجال التنقيب عن الذهب واخرون يفكرون فى العمل كسماسرة فى العقارات التى قالوا انها تدر اموالا وتحفظها فى نفس الوقت مما شاع فى نفوس الكثيرين البدء فى تنفيذ هذه الخطة التى وصفوها بالثلاثية المنقذة لهم من شبح الركود الذى خيم على سوق الملابس، وهذه بعض من الاشياء التى خرجت بها الصحافة من سوق ليبيا الذى اتفق فيه كل العاملين فى مربعاته المختلفة ان الامر ليس محصورا على الملابس فقط وانما ينسحب ذلك ايضا على اسواق العطور والاحذية والثياب التى قالوا انها اضحت غير رائجة للنساء وحلت محل الثياب «العباءات» الخليجية ذات الاسعار المناسبة والتى لا تتعدى اسعارها ال50 جنيها وتصلح لكافة الاوقات والمناسبات دون ان يسبب الامر حرجا او مشكلة للمرأة التى تظهر بها ولذلك انتشرت بكثافة فى الاسواق . وبذات الوتيرة جلست «الصحافة» الى عدد من تجار القطاعى باسواق امدرمان والخرطوم واستمعت الى معاناة التجار فى التجارة عموما والتى قسموها الى الاحذية النسائية والرجالية وقالوا ان شبح السجون بات مهددا رئيسيا لهم باعتبار ان السوق غير متحرك وثابت فى ظل مطاردة تجار الجملة لهم من حين لاخر مطالبين باستحقاقاتهم المالية والا فان الامر سيذهب الى النيابة والتى بحسب قولهم تتحفظ على التاجر وتقول له وفقا للقانون «يبقى لحين السداد « ،واشتكى التجار من الوضع الراهن قائلين حتى لايقع بعضنا فى طائلة القانون فقد تشرد كثير منا ببيع منزله لسداد متأخراته او سيارته او مقتنيات منزله مؤكدين ان من تبقى منهم فى السوق ليسوا استثناء وربما يأتى يوم ويدخلون السجون كما حدث لغيرهم واندهش الكثير من التجار ان هنالك اخرين من امثالهم دخلوا السوق بدون سابق انذار ومستمرين فى التجارة دون ملل او كلل ويبيعون ويشترون وكأن شيئا لم يكن وقالوا من غرابة الامر انهم موردون مباشرة ومن دون وسطاء ويبيعون بالقطاعى وباسعار مخفضة لانهم يجدون تسهيلات قائلين بان هذا ايضا من الاسباب التى ادت بالكثيرين الى الهروب من الاسواق وترك المهنة واللجوء الى مهن اخرى تحفظ ما تبقى من اموال لهم صونا لها وقالوا ان انسب الاشياء هى تجارة العقارات بيعا واستئجارا والاستفادة منها مستقبلا، وقالوا انهم موجودون بالاسواق فقط دون الاستفادة منها وان «القعدة فى السوق افضل من القعدة فى البيت» ولكن اخرين لهم رأي مختلف قائلين بان القعدة فى البيت افضل من السوق لان كثيرا منهم عملوا على فتح دكاكين لهم الاحياء واحيلت الى مكاتب للعقارات يتجمع حولها المحالون من التجار الى الصالح العام وقالوا هكذا هو حال الاسواق التى تحولت الى دكاكين للونسة ومحلات للتخزين وخلافه ولكنها لن تصلح لكى تسمى اسواقا بدون متسوقين وان كل الذين تزدحم بهم الاسواق من المارة وليسوا مشترين، وقالوا ان عدم الشغلة التى انتشرت فى الاسر السودانية جعلتهم يخرجون الى الاسواق من اجل التنزه والتفرج فقط ليس الا . و ان سعر الاسكيرت يتفاوت من 25 الى 45 جنيها وفقا للجودة والخامة. والبلوزة من 15 جنيها إلى 30 جنيها والعباءة من 40 جنيها إلى 75جنيها والطرحة من 7 جنيهات الى 10جنيهات وسعر القميص الرجالى من 15 جنيها الى 35 جنيها وسعر البنطلون من 25 جنيها الى 35 جنيها . اما الاطفال تتراوح ما بين 7-40 جنيها للبسة الواحدة، الا ان هذه الاسعار لم تشفع للتجار وتحرك الاسواق .