*يحسب للاتحاد السودانى لكرة القدم اجتهاده وسعيه والاهتمام الكبير الذى يوليه للمنتخبات الوطنية المختلفة « الكبير والأولمبى والشباب والناشئين » وجديته الملحوظة فى اعداد هذه المنتخبات وتجهيزها بالطرق العلمية المعروفة ووفق الرؤى الفنية المتبعة فى كل بلاد العالم . ولهذا فقد حدث التطور والتقدم الكبير فى المستوى العام للعبة والدليل هو النتائج الممتازة التى حققها المنتخبان الكبير والأولمبى فى مشوار التصفيات المؤهلة للنهائيات الأفريقية ولأولمبياد لندن. *فالمنتخب الوطنى الأول يقيم هذه الأيام معسكرا اعداديا فى العاصمة الاثيوبية ذات الطبيعة الساحرة والطقس الرائع تأهبا لمباراته الهامة « جدا » أمام منتخب سويزلاند يوم الأحد المقبل فى الجولة الرابعة لهما ، وجاء اختيار أديس أبابا لاقامة هذا المعسكر لتشابه طقسها وطبيعتها لسويزلاند، ومن « المفترض » أن يكون مردود هذه الفترة ايجابيا لا سيما والنجاح الملحوظ للمعسكر ذلك من خلال تواجدنا فى داخله حيث يقيم منتخبنا فى « فندق قيون » الفاخر ومن واقع مشاهدتنا ومتابعتنا لكافة الأوضاع داخل المعسكر فنشهد للبعثة بالانضباط حيث يتعامل الكل بجدية ومسؤولية وفهم عال وتتجه كافة أسهم التركيز نحو المهمة الأساسية والواجب الوطنى وليس هناك حديث سوى كيفية الاستفادة القصوى من هذا المعسكر وترجمة ثمرته من خلال اللقاء القادم . *أكثر ما يلفت الانتباه داخل المعسكر هو روح الجماعية والالفة والمودة التى تجمع بين صقور الجديان فهنا الولاء والانتماء للسودان ولا غيره ، الجميع يتفقون حول هدف واحد وهم كتلة وجسد متصل الحلقات، أما عن تفاصيل المعسكر فهى تتمثل فى محاضرات نظرية يقدمها الجهاز الفني للاعبين على المستوى الفردى والجماعى . برنامج ثابت وجاهزية وحماس من اللاعبين على تنفيذ فقراته . تدريبات منتظمة تستمر لأوقات طويلة تشتمل على كافة جوانب اللياقة والتكتيك . العلاقة متميزة بين الجهاز الفنى واللاعبين والجهاز الطبى والادارى . الكل يؤدى مهامه دون نقصان وبكل همة ومسؤولية . معسكر هادئ نموذجى متماسك ليس فيه أي خلل ولا توجد فيه ثغرة لأي خطأ. *الأجواء هنا فى أديس أبابا تشجع على الابداع فالأمطار تهطل بغزارة وعلى مدار اليوم _ الطقس بارد . الاتحاد الاثيوبى يتعامل معنا من منطلق أخوة حيث تجرى كافة التدريبات فى استاد أديس الرئيسى . ليس هناك نقص يمكن الاشارة اليه وهذا ما يجعلنا نصف المعسكر بالنجاح ونتوقع أن يجني المنتخب ثمرته . *المبارة التجريبية التى أداها منتخبنا أمام نظيره الاثيوبى « يتأهب لملاقاة نيجيريا يوم الأحد المقبل » وبرغم وديتها الا أنها أخذت الطابع الرسمى فى مجرياتها حيث تعامل معها الأشقاء الاثيوبيون بدرجة عالية من الرسمية لا سيما وأنها جرت على شرف احتفالات عيد الثورة الاثيوبية التى «خلعت نظام منقستو» وهذا ما جعل المواجهة تحظى بحضور مكثف من الرسميين اضافة للحضور الجماهيرى الغفير وحرصت كافة الأجهزة الاعلامية هنا على متابعتها وتغطيتها ونشر أخبارها قبل بدايتها وبعد نهايتها . *اللقاء جاء قويا ومثيرا وسريعا واتسم بالعنف من الجانبين وبرغم الأمطار الغزيرة التى هطلت قبل المبارة وفى أثنائها وبرغم عدم تعود نجومنا على اللعب فى مثل هذه الأجواء الا أنهم أبلوا بلاء حسنا و نجحوا بالدرجة الكاملة فى التعامل مع واقع ومجريات المباراة حيث فرضوا كلمتهم على الملعب مستغلين خبراتهم الطويلة ومهاراتهم العالية وترجموا ذلك بسيطرتهم على الكرة وطبقوا نظام الضغط واجبار منافسهم على التراجع وسدوا كافة الثغرات وهذا ما جعل حماس المنتخب الاثيوبى يضعف. *منتخبنا كان الأفضل تنظيما بحسب اعتراف المدير الفنى للمنتخب الاثيوبى بلجيكى الجنسية حيث وصف منتخبنا بالقوة وتغزل فى نجومه وقال انهم يجيدون التحكم فى الكرة وتمريرها وتنويع اللعب وتوقع لمنتخبا أن يخرج فائزا فى اللقاء القادم، وأشار فى تعليقه على المباراة أنه لم يتوقع أن المنتخب السودانى بهذه القوة وأبدى اعجابه بالاستراتيجية التى يلعب بها صقور الجديان. *أكثر ما كان لافتا فى المباراة هو الحضور السودانى المكثف فى الاستاد « من رسميين وجالية وسفارة ورجال أعمال » وقد جاءت مساندتهم كبيرة وكان لها الأثر الواضح فى تفوق منتخبنا وكم كان رائعا وجميلا ذاك الهتاف الذى كان عاليا « فوق فوق سودانا فوق ». *لا أود الحديث عن النقص الكبير الذى يعانيه المنتخب بسبب فقدانه لعدد كبير ومؤثر من ركائزه « كابتن هيثم مصطفى - كابتن العجب - ثنائى الدفاع سفارى ومساوي _ بلة جابر - مدثر كاريكا » وما أقوله هو أن الموجودين هنا هم على قدر المهمة والمسؤولية وسيكونون عند حسن الظن بهم ولابد من أن نشيد بالكابتن مازدا على جرأته وشجاعته وهو يدفع بنجوم جدد سيكون لهم شأن على رأسهم « أسامة التعايشة « يل الحصاحيصا »- أمير ربيع « الأهلى الخرطوم » - النور التيجانى « أهلى شندى » - الطاهر حماد « الأمل عطبرة ». *كل الأمنيات للمنتخب بتحقيق النتيجة المرجوة فى لقاء الأحد المرتقب أمام سويزلاند *مجذوب - أديس أبابا *