*المعسكر الاعدادى الذى أقامه منتخبنا الوطنى بأديس أبابا وبرغم قصر مدته « لم تتجاوز الستة أيام فقط » الا أنه حقق كافة أغراضه الفنية والبدنية والمعنوية حيث اكتسب خلاله اللاعبون جرعات اللياقة المطلوبة وأصبحوا فى كامل الجاهزية لا سيما وطبيعة اثيوبيا الجغرافية والمناخية أما من الناحية الفنية فقد وجد الجهاز الفنى الفرصة الكاملة فى تطبيق بنود الاستراتيجية التى سيخوض بها لقاء الأحد المقبل أمام منتخب سويزلاند خصوصا وأنه أدى مباراتين اعداديتين مع المنتخب الاثيوبى الذى يتأهب هو الأخر لمنازلة المنتخب النيحيرى بالأحد ، ومؤكد أن مردود هاتين التجربتين سيكون كبيرا على المستوى العام للمنتخب، كما أسهم المعسكر بقدر كبير فى تعزيز عنصرى التفاهم والانسجام بين اللاعبين، وخلق الفة بينهم وأصبحوا كتلة واحدة ،فضلا عن ذلك فقد كانت الفترة بمثابة تغيير للاعبين اكتسبوا فيها الاستقرار النفسى بعد أن ابتعدوا عن الأجواء « المسمومة » و المليئة بالضغوط « النفسية والعصبية » لا سيما وفترة التسجيلات والتى يعيش خلالها اللاعبون حالة « اللا استقرار » بسبب التناول اليومى لها وأخبار « الأجندة » التى تنشر يوميا الشئ الذى « يشتت » تفكير اللاعب بالتالى يضعف تركيزه ولهذا أرى أن ابعاد اللاعبين من هذا « الجو الخانق » هو فى حد ذاته واحد من أكبر ايجابيات المعسكر والذى اتسم بالهدوء والجدية والانضباط التام من كل أفراد البعثة حيث كانوا يتحركون « مع بعض » والكل ملتزم تماما بالضوابط التى وضعها الثنائى أسامة عطا المنان رئيس البعثة و الكابتن مازدا ، ولم يحدث أى تجاوز طوال أيام المعسكر والذى بدأ بفندق « قيون وانتهى بفندق ايبكس » . *نحسب للأخ أسامة عطا المنان اصراره على قيام المعسكر وجهوده الكبيرة التى بذلها والاتصالات المستمرة التى أجراها مع الاتحاد الاثيوبى حتي تكللت بالنجاح ووجد المنتخب سانحة طيبة حينما وافق الاخوة الاثيوبيون على ملاقاة منتخبهم الشاب لمنتخبنا اعداديا « المواجهة الأولى » والتى جرت وسط أجواء رسمية خصوصا وأنها أقيمت على شرف احتفالات بلادهم بأعياد الثورة ولهذا فقد حظيت باهتمام كبير من الشارع العام فى أديس أبابا ،ونالت حظها من التشريف العالى ، وأفردت لها الأجهزة الاعلامية بمختلف أنواعها مساحات واسعة، فضلا عن حرص عدد كبير من الوزراء وجمع غفير من الجمهور ضاقت به جنبات الاستاد على حضورها الشئ الذى جعل طابعها يأتى جادا برغم أنها اعدادية وتجرى فى الاطار الودى. *صقور الجديان يعيشون أوضاعا مستقرة وجميعهم يشهد بجودة ونجاح المعسكر، وأكدوا على استفادتهم منه ويظهر ذلك من خلال أدائهم للتدريبات وارتفاع لياقتهم بشكل واضح. *لفتت بعثة المنتخب أنظار الشارع العام فى أديس أبابا من خلال الشكل المتميز لأفرادها حيث ارتداؤهم لأزياء موحدة اضافة لتحركاتهم الجماعية وتواجدهم داخل المطعم السودانى وهدوئهم واستقبالهم « ببشاشة » لأبناء الجالية السودانية هنا الأثر الكبير فى صناعة انطباع جيد لدى الأخرين، وقد ضاعف الفوز الذى حققه صقور الجديان على المنتخب الاثيوبى من حجم الاهتمام بتواجدهم فى العاصمة الاثيوبية الساحرة ذات الطقس الرائع والطبيعة البديعة ويزيد من روعتها وجمالها هطول الأمطار باستمرار، ونشير هنا الى أن أديس أبابا تشهد طفرة عمرانية هائلة. *وان كان هناك من يستحق الشكر والاشادة فهو السودانى الأصيل « ود البلد » مصعب الجريفاوى صاحب « المطعم السودانى » والذى يبذل مجهودا كبيرا فى توفير الأغذية وصناعتها على الطريقة السودانية وتقديمها بمستوى عالٍ من الخدمة الراقية حيث يقف هذا الشاب بنفسه على اكرام أفراد البعثة ووجه كل العاملين فى المطعم السودانى الشهير بأديس أبابا بأن تكون بعثة المنتخب هى صاحبة الأولوية ونشهد لهم جميعا بأنهم « لم يقصروا وقاموا بالواجب وبالزيادة » وتعاملوا « معنا » بقدر كبير من الاحترام والتقدير. *وأخيرا كل ما نتمناه أن يجنى منتخبنا ثمار هذا المعسكر ويترجم نجاحه على أرضية ملعب سويزلاند ويحقق النتيجة الايجابية فى لقاء الأحد. *مجذوب - أديس أبابا