عميد الغناء السوداني الفنان الرائع نشأ وترعرع في منطقة جمال صوفي وفني في الدبيبات مع تجسيده لملامح الغناء السوداني المعطون هو في محرابه مع شعراء من المنطقة كان لهم قصب السبق في كتابته من امثال ود الرضي والجاغريو.. ومن الدبيبات خرج العميد ليغني لكل السودان ولام درمان العاصمة الوطنية وبقعة السودان وسجل في سفرها كلمات واغنيات خالدات هن للشاعر عبد العظيم عبد الحي: أنا ام درمان تأمل في نجوعي انا السودان تمثل في ربوعي انا ابن الشمال سكنته قلبي على ابن الجنوب ضميت ضلوعي.. انا ام درمان وهذه الاغنية اضاف لها الفنان أحمد المصطفى الكثير بملكاته الغنائية وبالحانه مما جعلها لوحة تمثل كل السودان في التنوع والتوحد والانصهار وهي قراءة رائعة للسودان نيلاً وناساً. وقد شكّل أحمد المصطفى علامة بارزة في تاريخ الغناء السوداني وكان بحق وحقيقة هو عميد الغناء السوداني الحديث بعد سرور وكرومة وكان امتداداً للغناء الرصين والطرب الجميل وهو صاحب الاجادة على عزف العود واغنياته زهور متفتحة في حديقة الغناء السوداني ومنها زاهي في خدره للشاعر محمود ابو بكر: زاهي في خدره ما تكلم الا يوم كلموا وتألم حن قلبه ودمعه سال هف بي الشوق قالوا قال ومن اغنياته الرائعات والتي تشكلت وشكلت وجدان الشعب السوداني هيام كلمات الشاعر أحمد ابراهيم فلاح: عيوني هم السبب في أزايا عشقت أزاهر عيوني وبقت تساهر عيوني تشاهد غرايب تتفقد حبايب سحروها وجفوني وقد شكل الفنان أحمد المصطفى ثنائية رائعة ذات منتوج فني ممتاز مع الشاعر حسن عوض ابو العلا ومن الدرر المشتركة بينهما : سفري: سفري السبب لي عنايا فرقة وفقدان هنايا ببكي حبيب أملي ومنايا وأبكي على هذى الجناية أبكي على تهديم بنايا ليه حبيبي على ناح وقد حرّك الفنان أحمد المصطفى بهذه الاغنية الوجدان ولامس العواطف الانسانية التي تعتمل داخل كل انسان صافي ورقيق وبها كثير من الشفافية في تناول البعد والاقتراب وكلماتها سهل ممتنع لكنه يحمل دلالات ومعاني عظيمة بذل الفنان أحمد المصطفى حياته وحركاته من اجل اسعاد مستمعيه وقد جسد ذلك في اغنية رائعة مع الشاعر عبد المنعم عبد الحي في فارق لا تلم من معجون كوامن النفس الانسانية التي بناها أحمد المصطفى غناء في فضاء عريض من تيم الخير والجمال: فارق لا تلم.. أنا أهوى الألم ما أول حبيب ولا آخر ظلم بعشق فيك عفاف وأبعد لا تخاف إن طال المطاف تحين للقاك ظروف القاك وانسجم واسكب دمعي دم قربك لي هلكني وبعدك فيهو سم وان تأملنا في النص الغنائي لدى الفنان أحمد المصطفى نجد ان ارق المحبوب والعاشقين هي الاسئلة التي تدور بخلد المحبوب ويبحث لها عن اجابات في صراعات نفسية تتجاذب دواخل العاشق والمعشوق لذلك نجد ان العشق سم قاتل كما يقول الدكتور عبد الله علي ابراهيم، وقد نسج الفنان أحمد المصطفى بديع الغناء السوداني لحناً موسيقياً وتطريبا ونموذجا لذلك السادة ألميين كلمات الشيخ أحمد محمد الجاغريو: يا حبيبة بي كل صراح من نظرتك انا عقلي راح فيك بعشق الانشراح وشفا قلبي بعد الجراح وقدرة الفنان المبدع أحمد المصطفى في اختيار الاغنيات قدرة تنم عن ثقافة ومعرفة ودراية في التنوع ونجد انه قد اختار ايضاً كلمات للجاغريو في اغنية طار قلبي: طار قلبي وقال ما هو عايد ما دام مفارق اللي ارواحنا سايد يا قلبي تعذيبك ما هو فايد واصبر عسى المحبوب يبقى جايد قال لي كيف اصبر وانا جمري قايد كيف انسى الغصن المن طبعه مايد وهذه الاغنية تجسد الاحساس الجميل والنبيل من الفنان أحمد المصطفى تجاه محبي غنائه، وطار قلبي ظلت علامة من علامات الغناء السوداني ويحفظها محبو فن الاستاذ العميد الفنان أحمد المصطفى وذلك لجمال ونداوة صوت الفنان وتغلغله في داخل النفوس. ومن الطرب الاصيل والنبيل غنى الفنان أحمد المصطفى اهواك للشاعر صلاح أحمد محمد صالح: يا غاير على وانا هايم في دنيا هواك لو تسأل عيني تنبيك كم أقاسي معاك وقد ردد الشعب السوداني اغنية الوسيم مع الفنان أحمد المصطفى من كلمات طه حمدتو وظل يرددها لجمال الغناء عند الفنان: الوسيم القلبي راده الجمال حاز انفراده مالو لو مرة افتكرني مالو لو انجز ميعاده ويا لروعة الاداء عندما يصل الفنان أحمد المصطفى قمة التطريب في: شفتو كان في توب حداده وكل حواسي عليه نادو استجاب لنداى جاوب وكان عواطف وكان تجاوب عزه من بعد التلاقي.. رغم قربه واشتياقي طرفي متزايد سهاده وجسمي جافي رقاد مهاده ان الفنان أحمد المصطفى دفق من الجمال وشلالات من الروعة والتميز وتناول للحياة في الغناء بابعاد جمالية جسدها من خلال الاداء في اغنية حياتي من كلمات الشاعر مبارك عبد الوهاب: حياتي حياتي احبك انتي كحبي لذاتي احبك انت معاني الحياة وتنقل أحمد المصطفى في الحياة ومدارج الكون زهوره وعطفه وحنانه مدنه وفرقانه في السودان الجميل كما يراه بروح الفنان المتطلع دوماً للتعبير والاجادة، غناء تنقل بنا من الصباح الى سكون الليل كما يغني من كلمات مهدي الامين: في سكون الليل دعنا نجتلي الصمت الرهيب ان في جنبي معنى فوق ادراكي عجيب لست اعني لست اعبأ طالما كنت الحبيب ومن سكون الليل دلف الفنان أحمد المصطفى للغروب وهذه سمات الفنان يتنقل بين مواطن الجمال، وما احلى ساعات اللقاء، مع الشاعر خالد ابو الروس كانت من الاغنيات الجميلة لتي غناها عميد الغناء السوداني أحمد المصطفى: ما احلى ساعات اللقا في الشاطئ قرب الملتقى انا والحبيب عند الغروب وغنى مع الشاعر محمد عوض الكريم القرشي يلاك يا عصفور: يلاك يا عصفور نغني ليهو انا لي حبيب مغرم به وبغير عليهو يلاك يا عصفور نغشى الخمايل وقد غنى أحمد المصطفى كثيراً وابدع ابداعاً كبيراً ورفد مكتبة الغناء السوداني بجيد الغناء وما ذكرناه من اغنيات هي نماذج، ولكن غناء أحمد المصطفى بحر من الجمال وهو الذي تغنى بنحن في السودان بنهوى اوطاننا وقد هوينا نحن وجمهرة من المستمعين غناءك الرصين الذي كنت تختاره بعناية وباجادة وبجمال وروعة تشبه روعة عميد غنائنا الرصين والجيد يا صحاب التاريخ والكلمات والدوزنة الموسيقية التي ظلت داخل وجداننا على مر السنوات سلام عليك في الخالدين وتحية لاسرتك وعارفي جمالك وسبقك في الغناء ولاسرتك الكريمة ولاحفادك وأحفاد شعرائك ولابنك الفنان عز الدين الذي سار على دربك.. وانك عميد ومرشد ودليل للغناء السوداني ورحماك يا ملاك والسلام.