قال الخليفة العادل عمر بن الخطاب:- «اللهم أعوذ بك من عجز الثقة وجَلَدْ الفاجر».. ولما كانت الأسئلة أو بعضها التي صمتت حيالها إدارة سوداتل تبدو أسئلة مشروعة يستند بعض منها على تقرير الأداء المالي المنشور على موقع سوداتل أو النسخ الورقية الموزعة على أعضاء الجمعية العمومية للشركة.. أو تلك التي تستند على معايير محاسبية ومالية عفى عليها الزمن وطواها النسيان.. أو تلك الأسئلة المثارة بسبب مواقف شخصية أو أساليب كيدية.. إلا أنها في معظمها أسئلة مشروعة ومن حق كل مساهم أن يسأل ما بدا له.. ولست من أنصار نظرية المؤامرة ولا من محبي المغامرة.. وأنا لا بخاف لا مكري ، فقد حضرت الجمعية العمومية لسوداتل «وكيلاً عن مساهم» وبهذه الصفة يحق لي الكلام والتصويت والتعقيب، أما وقد أجازت الجمعية العمومية بالأغلبية التقرير والتوصيات، فان الإدارة قد برد جلدها وانتظمت أنفاسها، لكن الأسئلة ظلت معلقة بلا جواب. * وأبرز الأسئلة هي: لماذا بيعت موبيتل؟ أو الدجاجة التي تبيض ذهباً وفضة!! * وما هو موقف استثمارات سوداتل في أفريقيا؟ ولماذا هو خاسر؟. * ومن هو المالك لشركة لاري كوم؟ وهل ان المالك لها هو رئيس مجلس إدارة سوداتل المهندس عبد العزيز عثمان؟!! * ومن هو الشخص الذي استدان من سوداتل خمسة عشر مليون دولار ولم يردّها حتى الآن بعد مرور ثلاث سنوات؟. * وما هي حقيقة مكافآت منسوبي سوداتل وإدارتها العليا التي قاربت حسب التقرير الثلاثين مليون دولار؟. * ولماذا تضمن التقرير صورة المدير المالي المستقيل وهل هناك مدير مالي جديد؟!. وغير ذلك من الأسئلة التي تقفز مباشرة إلى اتهام الإدارة بالفساد وأكل أموال العباد!! وقبل أن أتطوع ببعض الإجابات ، ولأن ما كل ما يُعرف يقال ،فسأطرح بعض الأسئلة:- * هل تملك إدارة سوداتل «وحدها» حق بيع موبتيل بدون علم أو توجيه أو مباركة قيادة الدولة؟ * وهل الاستثمارات في أفريقيا أو أي استثمارات أخرى كبيرة تؤتى أُكلها بمجرد تأسيسها؟. * وهل اختيار هذه الدول جاء إعتباطاً؟ * وهل بيعت لشركة زين الأسهم فقط أم الأسهم والرخصة؟. * وهل بلغ الاستهتار برئيس مجلس إدارة سوداتل أن يستحوذ على أسهم سوداتل لصالح شركة تخصه، هي لاري كوم؟ * وهل كلف الذين يكيلون الاتهامات أنفسهم بالتوجه الى المسجل التجاري ليسألوه «وهذا حق مكفول» ، من هو مالك شركة لاري كوم؟ أو شركة اكسيم سو؟. * وهل سوداتل من الشركات الواقعة تحت الحظر الأمريكي؟ وهذا ما يحتم عليها إتخاذ وسائل أخرى تخرج بها من قبضة العقوبات الأمريكية والمقاطعة الدولية!! * وهل وزارة المالية، وهي المساهم الأكبر، على علم بمجريات الأحداث في سوداتل؟. * وهل عبَّر مندوب وزارة المالية في الجمعية العمومية عن رأيه الشخصي أم عن رأي الوزارة؟ وهل وافق سيادته على إجازة التقرير والتوصيات؟ * وهل المستثمر السعودي يمثل نفسه أم الشركة العربية للاستثمار؟ وما هو موقف شركته المالي؟ وهل جاء لحصاد الأرباح بعد أن واجهت شركته خسائر متلاحقة؟ * وهل وزعت سوداتل أرباحاً في سني إنشائها الأولى حتى نستنكر عدم توزيع الأرباح لهذا العام؟ * وهل مبلغ الخمسة عشر مليون دولار قد استدانته شخصية طبيعية أم شخصية اعتبارية؟؟ * وهل معايير المراجعة والمحاسبة والتحليل المالي التي تضبط أعمال سوداتل هي ذات المعايير التي كانت قائمة منذ عهد المرحوم مأمون بحيري؟ * وهل تقاضت الإدارة العليا لسوداتل المكافآت التي ظهرت في التقرير بذات المسمى، أم ان الأمر يحتاج لشرح؟ * ثمّ .. هل قامت الهيئة القومية للاتصالات بدور الرقيب لمنع الاحتكار بين شركات الاتصالات حسب ما هو معمول به في جميع أنحاء العالم؟ * ولماذا جمّدت هيئة الاتصالات قرارها بعدما احتجت عليه شركة واحدة هي المهيمنة على سوق الاتصالات؟ * وهل كل شركات الاتصالات العاملة بالبلاد مدرجة في سوق الخرطوم للأوراق المالية أم ان سوداتل وحدها هي الملزمة بالتعامل في سوق الخرطوم للأوراق المالية؟ * وما هي علاقة بعض الأشخاص الناقمين على سوداتل مع أعضاء مجلس الإدارة الحالي؟ وهل سبب نقمة بعضهم أنه استبعد من مجلس الإدارة أو من الإدارة التنفيذية؟ * وهل ممثلو وزارة المالية في مجلس الإدارة على علم تام بما يدور من إجراءات داخلياً وخارجياً؟ * وأخيراً هل بالإمكان مقاضاة مجلس الإدارة بتهمة الاحتيال والاختلاس وتبديد المال العام على يد الذين يزعمون بأن لديهم وثائق ومستندات «تثبت أمام المحاكم وتصلح كدليل إدانة؟ بدلاً عن الاكتفاء بالنشر والتشكيك؟؟ الإجابة على هذه الأسئلة وتلك في الحلقة القادمة!! بإذن الله ومع مراعاة المصلحة العليا للبلاد وللعباد وللشركة التي قادت التنمية والانفتاح. ٭ حُوكم رجلٌ بالإعدام شنقاً حتى الموت لاعترافه بقتله زوجته.. واطلع رئيس القضاء الأسبق المرحوم مولانا محمدأحمد أبورنات على أوراق القضية قبل أن يضع عليها توقيعه بالتصديق النهائي بإزهاق روح المتهم «المدان».. لكن أبورنات توقف عند اعتراف المتهم طيلة إجراءات محاكمته دون إبداء الأسباب التي دعته لقتلها!! فطلب مثول المدان أمامه وجئ به يرسف في الأغلال مخفوراً بثلة من الجنود ، فطلب مولانا خروج الحراس ليبقى مع المدان وحده.. وسأله وأوضح له بأنه هو الذي سيؤيد إعدامه، لكنه يريد معرفة السبب!! فقال المدان بعد طول تردد :«عاوزني أفضح بت عمي وهي ميتة!!» ثم شرح لمولانا أبورنات الواقعة.. فقد كان الرجل يعاشر زوجته فسقطت من العنقريب المخرطة العالي ودقت عنقها وماتت. وبعد إعادة التحري ثبت صدق الواقعة، فألغى أبورنات الحكم وأخلى سبيله.. فقد كان الرجل نبيلاً وحيياً ، وكانت المحاكم مفتوحة للجمهور فخجل ان يقول للقاضي علناً ما قاله لمولانا أبورنات سراً .. وسجلت القضية كسابقة قضائية إلى يوم الناس هذا.