من المهم ان تقرأ السلطة المركزية في الخرطوم المذكرة المرفوعة من نظارة قبائل الامرار منذ اغسطس 2010 ، من المهم ان تقرأها وتعيد قراءتها لانه في واقع الامر كل الدلائل تشير الى انها لم تقرأها بحسب الجولة الحكيمة التي يقوم بها هذه الأيام علي محمود احمد حمد ناظر عموم قبائل الأمرار والوفد الكريم المرافق له بهدف معرفة الرأي النهائي للحكومة المركزية بعد ان وضح رأي حكومة الولاية حول المذكرة ومطالب قواعده العريضة التي تملأ سواحل وجبال البحر الاحمر حيث تعتبر قبائل الامرار من أكبر المجموعات البجاوية التي تقطن في ولاية البحر الأحمر ولها فروع كبيرة في ولايتي كسلا ونهر النيل وتنقسم قبائل الامرار إلى قسمين : القسم الأول يتكون من أبناء عمار بن محمد الكاهل وهم اخوال القسم الثاني المتمثل في أبناء الشيخ عثمان عجيب المانجلك وهو القسم الذي آلت النظارة إليه التي يتربع الآن على كرسيها الموقر الناظر علي محمود احمد... وتتبع لهذه النظارة عدد 18 عمودية وعدد 3 عموديات مستقلة تتكون من عمودية الأشراف والكميلاب والشياياب وتجمع هذه العموديات كلها وشائج القربى والأنساب والمصاهرة بالإضافة إلى وحدة البيئات التاريخية والثقافية والاجتماعية والحضارية الحاضنة التي وفرت أجواءً نادرة من التمازج والوئام والطمأنينة على مر الحقب التاريخية المتوالية .. ويوجد الامرار بصفة عامة في المناطق الساحلية للبحر الأحمر من تخوم سواكن جنوباً إلى حدود قبائل البشاريين شمالاً إلى امتدادات ولاية نهر النيل في الشمال الغربي إلى حدود قبائل الهدندوة في تلال البحر الأحمر. نعم سبق للناظر علي محمود ان طرح مطالب الأمرار ولكن من الواضح أن السلطة أهملت النظر في تلك المطالب كما هي عادتها المجربة مع جميع أصحاب القضايا المطلبية مالم يحملوا السلاح، ومن غرائب الأمور ان كافة المجموعات السودانية التي تشكو من الاهمال والتهميش تقوم في مناطقها وأراضيها المشروعات التنموية القومية وتستخرج منها الموارد التي تعود على البلاد بالنفع والعملات الصعبة ولكن وبسبب سوء الإدارة وتفشي المحسوبية والفساد يستفيد أقوام آخرون من هذه المشروعات دون أصحاب الحق والسكان الأصليين في مفارقة للمنطق والعرف والقوانين الإنسانية والدولية التي تنظم عملية الانتفاع، وحول هذه الحيثية تعتبر مناطق الامرار مناطق زاخرة بالموارد الولائية والقومية وتوجد في مناطقهم وجوارها معظم الموانئ السودانية وأهمها ميناء بورتسودان وميناء بشائر للبترول وميناء دمادما والميناء الأخضر بالإضافة للمنطقة الحرة .. وميناء سواكن الذي يعتبر الامرار شركاء حقيقيين في صياغة تاريخه وملاحمه الماجدة المتوارثة على القرون وكذلك تتوافر في سواحل مناطق الامرار ثروات بحرية طائلة ومتعددة تعلمونها فخامتكم أكثر من أي شخص آخر. وتشتهر مناطق الامرار بوفرة المعادن النفيسة وأشهرها الذهب الذي كان متوافراً منذ أزمان بعيدة وحتى الآن في مناطقهم .. منذ مناجم جبيت الذهب المسجلة في أضابير التاريخ. مروراً بمناجم ارياب والمناطق الاخرى والتي تعتبر رافداً من روافد ثروتنا القومية هذا فضلاً عن عشرات الأنواع الأخرى من المعادن المصاحبة للذهب والمعادن الاخرى التي تكتنز في اعماق هذه التلال الغنية. كما توجد بمناطق الامرار والشيايات معظم موارد المياه التي تغذي موانئ ومناطق ولاية البحر الاحمر (اربعات، سلوم، هندوب ... الخ). كما توجد بها معظم الملاحات الرئيسة التي تغذي كل المدن السودانية بالملح. كما أن سواحل مناطق الامرار غنية بالبيئات البحرية الجاذبة ومستوطنات الاسماك النادرة (كالجمبري) وغيرها بالاضافة إلى المناطق الزراعية المهمة كاربعات وهوشيري وهندوب وسلوم وخور هبيب وتمالح وامور ووادي هبوب وغيرها من مناطق أخرى متعددة.