*حلق صقور الجديان فى سماء مملكة سوازيلاند ورسموا لوحة بطولية رائعة الجمال وجعلوا علم السودان يرفرف فى أقصى الجنوب الأفريقى عندما فرضوا وجودهم وكسبوا التحدى وحققوا نصرا مبينا متجاوزين خصمهم بعد أن سكبوا العرق وفرضوا كلمتهم داخل المستطيل الأخضر، لينالوا بذلك ثمرة جهدهم الكبير وعطائهم الثر ليتفوقوا على منافسهم ويكسبوا الجولة وينالوا نقاطها الثلاث ليتقدموا بكل ثقة وإقتدار نحو المقدمة ويعتلوا صدارة المجموعة ومواصلين مطاردتهم للمنتخب الغانى و ( راكبين معه فى سرج واحد ولكل منهما عشر نقاط) *لقد كان أولادنا أبطالا لعبوا بجدية وشراسة وقوة وجسدوا المسؤولية والرجولة فى أسمى معانيها، وإستحقوا الفوز الغالى الذى حققوه أمس عن جدارة وإستحقاق فقد تفوقوا على أنفسهم وقدموا جهدا كبيرا ووافرا ملأوا الملعب حركة وحيوية وكانوا على قدرالوعد والعهد وعند حسن الظن بهم فرسانا لا يشق لهم غبار *بالفوز الذى حققه منتخبنا أمس يكون قد حافظ على سجله نظيفا من الخسارة خلال مشوار التصفيات الأفريقية فقد لعب أربع مباريات كسب منها ثلاثا وتعادل فى واحدة أمام المنتخب الغانى فى بلاده ( وهذه النتيجة فى حسابات البطولة ونظام اللعب بالذهاب والإياب تعتبر نصرا ) *أعود لمجريات اللقاء وأتفق مع ماقاله كابتن مازدا فالنتيجة التى إنتهت عليها المباراة لا تعبر عن واقع تفاصيلها إذ أن منتخبنا كان بإمكانه أن يحسمها منذ الشوط الأول قياسا على سيطرته على الملعب والسوانح السهلة التى وجدها ( أولادنا ) ولكنهم أضاعوها بالتسرع والشفقة وضعف التركيز *يحسب للجهاز الفنى أنه تعامل بواقعية مع مباراة الأمس حيث وضع التشكيلة الصحيحة والإستراتيجية التى تناسب اللقاء وأهميته كما يحسب لصقور الجديان تنفيذهم لتوجيهات المدرب وأداؤهم للمواجهة بقوة وبروح قتالية عالية وعزيمة وإصرار والدليل أنهم وبعد هدف التعادل لم ييأسوا أو يحبطوا ولم تلين عزيمتهم أو يقل جهدهمم أو يتأثروا، بل شنوا هجوما مكثفا على جبهة خصمهم وأجبروه على التراجع وحاصروه إلى أن أحرزوا الهدف الثانى بضربة رأسية من علاء الدين يوسف قبل ثماني دقائق من نهاية اللقاء *أكثر ماكان لافتا فى مباراة الأمس هو التواجد السودانى والذى كان له الأثر الكبير فى دعم اللاعبين معنويا عبر التشجيع المتواصل والدواى و ( الزغاريد ) حيث حرص كل أعضاء سفارة السودان فى بريتوريا والجالية السودانية بجنوب أفريقيا ومعهم أسرهم على الحضور لمملكة سوازيلاند برا ( ست ساعات ) بقيادة السفير الدكتور على يوسف وقد شكل وجودهم داخل الإستاد منظرا رائعا وهم يحملون اللافتات وأعلام السودان ويشجعون بحرارة ويهتفون فوق فوق سودانا فوق، وإزداد المشهد روعة فور إعلان الحكم لنهاية المبارة حيث إقتحموا الملعب وصافحوا اللاعبين والجهاز الفنى مهنئين وأخذوا معهم الصور التذكارية وكانت عيونهم تدمع فرحا. *المباراة جاءت قوية وعنيفة وسريعة وجد خلالها منتخب سوازيلاند مساندة خرافية من جمهوره ولكن كانت عزيمة أولادنا أقوى وإصرارهم أكثر وإرادتهم أصلب، فقد تجاوزا الظروف ولم يتأثروا بصراخ الجمهور ولا غرابة الملعب وأدوا برجولة وخرجوا منتصرين ليرفعوا رصيدهم إلى عشر نقاط ويعتلوا الصدارة مع المنتخب الغانى، ويتفوق الأخير بفارق الأهداف. * كل صقور الجديان كانوا فى المستوى المطلوب لم يقصر أى منهم وجميعهم أدوا الواجب والتحية لهم والإشادة بما قدموه من عطاء ثر، ونشهد لهم بأنهم أبلوا بلاء حسنا. *لكم عاطر التحايا من مدينة مبابانى عاصمة مملكة سوازيلاند الراقية البديعة والمتحضرة ، وإلى أن نلتقى نترككم فى حفظ الله ورعايته. مباباني : مجذوب حميدة