جدد الرئيس عمر البشير التأكيد على أن الخرطوم ستعترف بدولة الجنوب الوليدة وستتعاون معها، و بشر بقرب استكمال سلام دارفور، واكد البشير في كلمة القاها في افتتاح مؤتمر رؤساء وقادة اجهزة الامن والمخابرات الافريقية (السيسا) أمس، ان جدية الحكومة في تحقيق الامن والسلم ليس على مستوى السودان فحسب بل على مستوى القارة الافريقية،وقال إن «السلام بالنسبة لنا هدف استراتيجي وقد انهينا كافة المشاكل التي تؤثر على أمننا وأمن جيراننا وحققنا نجاحات في ذلك ولاتزال جهودنا مستمرة»، مبيناً ان الحكومة حققت السلام في جنوب السودان ودفعت استحقاقه بالكامل ،أسفر عن ميلاد دولة جديدة في القارة «وسنتعاون معها كما لاحت بشائر السلام في دارفور وسنصل به الى غاياته النهائية». وقال انه رغم ما يحاك من مؤامرات لاضعاف دور السودان الا اننا سنظل قلب افريقيا النابض. وحيا البشيرالدور الذي تلعبه قوات البعثة المشتركة في دارفور «يوناميد»،وقال ان «يوناميد»اكدت ان الافارقة قادرون على تحقيق السلام ودعا المنظمة للتعاون مع مفوضية الاتحاد الافريقي ويوناميد واعانتهم على وضع السياسات الامنية التي تؤكد الجدارة الافريقية. رئيس «السيسا»: الاتحاد الأفريقي ظل في موقف المتفرج للأزمة والحلول التي تفرضها الدول الغربية في ليبيا وحذر رئيس لجنة اجهزة الامن والمخابرات في افريقيا للدورة السابقة «السيسا»مدير جهاز الامن في الكونغو الديموقراطية فيليب اوبارا من ان كل الدول الافريقية ليست بمعزل عن الثورات والانتفاضات التي هبت بشمال افريقيا في تونس ومصر،لافتاً الى ان دواعي تلك الهبات موجودة وبصورة اكبر في «جميع دولنا»،وأقر بان الاتحاد الافريقي تم تهميشه تماماً مما يحدث في ليبيا ،» وظل في موقف المتفرج للازمة والحلول التي تفرضها الدول الغربية ،واتهم في الوقت نفسه المحكمة الجنائية الدولية بحماية مواطني ورؤساء الغرب واثارة المتاعب للقادة الافارقة. وامتدح اوبارا في كلمته امام مؤتمر قادة اجهزة الامن والمخابرات في افريقيا ،الدور الذي ظل يلعبه الرئيس عمر البشير ودعمه المتواصل للمنظمة،وقال انه ثناء مستحق لرجل ظل على الدوام يرفع من مستوى اعمال اللجنة التي تنعقد في السودان،ويشكل حضورا دائما . ورأى مدير جهاز الامن الكونغولي ان «السيسا» تحتاج لفهم للانتفاضات في شرق افريقيا،»تونس ومصر «،وقال ان هذه الثورات دفعت بامواجها الى اليمن وليبيا،لذلك لايمكن ان ننظر اليها ونحن نتفرج،لان معظم مكونات هذه الانتفاضات موجودة وبشكل اكبر في بلاد القارة،وتساءل عما اذا كان يمكن حل الازمة الليبية دون مشاركة افريقيا،واضاف :»ظللنا نحن كدول وكاتحاد افريقي نقف موقف المتفرج،وافريقيا تم تهميشها وابعادها عن الحل وكان القرار غربياً والغريب ان الحل الآن يمضي غرباً». واكد اوبارا ان الحوار مع الشعوب هو السلاح الاقوى لحل مشكلات دول القارة والخلافات البينية بينها،ودعا المنظمة الى ان تلعب هذا الدور من خلال توفير المعلومات،الى جانب التنسيق والتعاون لمكافحة الارهاب،مبيناً ان القاعدة هي الخطر الحقيقي الذي يحدق بالقارة بالاضافة الى جيش الرب. وشن اوبارا هجوماً قاسياً على المحكمة الجنائية الدولية ،وقال» كنا نعتقد ان الاتحاد الافريقي احسن الفعل بدفعنا للتوقيع على ميثاق روما ،لكننا صدمنا باستخدام المحكمة سلطتها ضد القارة،بل باتت الجنائية تحمي مواطن الغرب ورؤسائها من الملاحقات والمثول امام المحكمة،وظلت تثير المتاعب للقادة الافارقة» الفريق عطا:فقدنا جزءً عزيزاً من البلاد وفاء بالوعد من ناحيته اكد مدير الامن والمخابرات رئيس الدورة الحالية الفريق اول ركن مهندس محمد عطا المولى ،ان «السيسا» اصبحت مؤهلة لتكون الرافد الرئيسي للمعلومات الامنية لمجلس السلم والامن الافريقي ومفوضية الاتحاد الافريقي لتمكينها من القيام بدورها على اكمل وجه تجاه تحقيق السلم والامن الافريقي. وجدد عطا المولى حرص السودان على تحقيق الاستقرار عبر دعمه المتواصل والتنسيق مع جيرانه ،مشيراً الى معاونة الخرطوم لاوغندا في محاربة جيش الرب،وتجريد المعارضة التشادية وتفكيكها، الى جانب الاتفاق الثلاثي بين السودان وتشاد وافريقيا الوسطى وتكوين آليات عمل مشتركة لحماية وتأمين الحدود. وقال رئيس جهاز الامن والمخابرات ان الدول الافريقية قادرة على ادارة قضاياها والوصول الى غاياتها ،معرباً عن امله في ان يصل المؤتمرون الى مخرجات صائبة وعملية في ظل الظروف والتطورات السياسية التي تمر بها دول شمال افريقيا. وأضاف ان السودان ضرب مثلا في الوفاء بالعهود واحترام الحقوق والمواثيق عبر تنفيذ اتفاقية السلام الشامل التي شهد العالم على نزاهتها وشفافيتها والتي اختار ابناء الجنوب عبرها خيار الانفصال ،مؤكداً حرص السودان على دعم ومساندة الدولة الوليدة في الجنوب وتحقيق الاستقرار والتنمية فيها جان بينق:أذكر الجميع أن ليبيا دولة أفريقية وليست في أميركا الجنوبية من ناحيته عدد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جين بينق التحديات التي تواجه القارة ، مبينا ان المؤتمرينعقد في وقت تشهد فيه القارة الأفريقية تغييرات سياسية كبيرة، كما حدث في تونس ومصر وساحل العاج والأزمة في ليبيا، واوضح ان التحديات امام السيسا هي عدم الاستقرار السياسي الذي ادى الى فشل بعض الدول،الصراع حول السلطة ،الفقر ،تهريب البشر ،غسل الاموال ،هجرة العقول الى اوروبا ،عدم وجود بنى تحتية وانتشار الامراض مثل الملاريا والايدز وهي مهددات يمكن ان تكون اكثر خطورة. وطالب بينق الجميع الى ان يتذكروا جيداً ان ليبيا دولة افريقية وليست في اميركا الجنوبية او آسيا ،ولا يمكن ان نتجاهلها،وشدد على ان الدول الافريقية لايمكن ان يقلص دورها الى مجرد مراقب،مؤكداً ان الحلول يجب ان يقدمها الاتحاد الافريقي وقال بينق ان الاتحاد الافريقي ينتظر من السيسا ان تقدم مبادرة لتجاوز مشكلة ابيي ، مبيناً ان المنظمة يمكن ان تصبح جهازا فاعلا ومهما يخدم القارة في مجالات التحول الديمقراطي السلمي ومحاربة تجارة السلاح والأمراض والعمل على دعم الاستقرار ومساعدة الاتحاد الأفريقي ورفده بالمعلومات والتحليلات التي تعين المنظمة في حل قضايا القارة. ورأى رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي ان هناك نجاحات في بسط واقرار الديموقراطية في موزمبيق،تنزانيا،وغانا وجزر القمر وتشاد ونيجيريا،وان كانت لاتزال هناك مصاعب في كينيا وزيمبابوي