دعا المشير عمر البشير رئيس الجمهورية قادة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية بضرورة التعاون والتنسيق المحكم لمواجهة التحديات والمهددات التي تواجه القارة الأفريقية وقال نعلم الجهود التي تقومون بها لتحقيق تطلعات الشعوب ووقف الاحتراب ومحاربة مثيري الفتن والمتاجرين بقضايا شعوبهم وأوضح خلال مخاطبته أمس فاتحة فعاليات المؤتمر الثامن للجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (السيسا) بقاعة الصداقة إن حكومة السودان وضعت شعار هذا المؤتمر (نحو دور فاعل للسيسا في السلم والأمن الأفريقي) ضمن استراتيجيتها لاعتبار أن السلم والأمن الأفريقي هدفاً استراتيجياً عملت لتحقيقه داخل السودان ومع جيرانها لأن المشكلات تؤثر على أمننا وأمن جيراننا وأشار للجهود المبذولة مع دول الجوار لتحقيق الأمن والاستقرار مبيناً أن هناك مؤامرات تحاك ضد السودان لإضعاف دوره تجاه أفريقيا وبشر البشير بقرب انتهاء أزمة دارفور وقال دفعنا استحقاقات السلام مع الجنوب قاطعاً بأن الأفارقة قادرون على معالجة مشكلاتهم وطالب (السيسا) بالتعاون مع مفوضية الاتحاد الأفريقي واليوناميد وتزويدها بمعلومات صحيحة وشدد على أهمية العمل لضمان وحدة الصف الأفريقي وتماسكه،و تصدرت فاتحه أعمال المؤتمر الثامن للجنة أجهزة الأمن والمخابرات الأفريقية (السيسا) المهددات والتحديات التي تواجه القارة المتمثلة في الثورات والوضع الأمني في منطقة البحيرات ومكافحة الإرهاب والجرائم المنظمة والعمل لتحقيق الديمقراطية ومحاربة تجارة وتهريب البشربجانب العديد من القضايا الاستراتيجية والأمنية والمخابراتية رئيس (السيسا).. للدورة السابقة العقيد فيليب أوباما مدير جهاز الأمن والمخابرات بدولة الكنغو وصف دورة اللجنة الحالية بالفريدة وقال إن مشاركة (43) دولة يؤكد سعي الأفارقة لمعالجة قضاياهم دون تدخل الآخرين وقال إن السيسا تعمل لتقديم المعلومات الاستخباراتية لرئاسة مفوضية الاتحاد الأفريقي بهدف مساعدتها في الاضطلاع بمسؤلياتها لمواجهة الأحداث والمهددات التي حدثت ويمكن أن تحدث في أفريقيا وقال إن الثورات اندلعت في تونس ومصر وتوجهت صوب اليمن وسوريا ولا يمكن أن نترك هذا الأمر ولابد للقادة من الاهتمام بالقضايا التي تثير اهتمامات الشعوب وقال إن الانتفاضات موجودة في معظم الدول الأفريقية وقال نتساءل ما هي الطريقة المثلى التي يمكن التعامل بها مع هذه الثورات وأبان أننا لن نسمح أن تكون أفريقيا متفرجة والمجتمع الدولي هو الذي يتخذ القرارات بشأن الدول الأفريقية وانتقد بعض المؤسسات الدولية التي تدعي العدالة وقال إنها تكيل بمكيالين وأشار إلى المحكمة الجنائية الدولية وقال أوباما إن الثورات الشعبية يجب أن لا تحجب عننا المهددات الماثلة في الساحات الأفريقية وأشار إلى الأحداث في دولة ساحل العاج وأوضح أن معالجة القضايا لا تتم إلا بالحوار وقال لماذا نعود للحوار بعد أن يموت الناس لماذا لا يكون الحوار قبل ذلك؟. ودعا قادة الدول الأفريقية لحل المشكلات داخل دولهم وبين الدول بالحوار وطالب السيسا بدعم هذا الاتجاه بتوفير المعلومات الاستخبارية للحكومات لتمكنهم من التعامل مع القضايا وقال إن هذا المؤتمر ضمن أهداف العمل لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة وأشار إلى أن الخطر المحدق بالقارة ما زال قائماً وان مهددات الإرهاب لم تنتهِ بموت أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة وأشار إلى التهديدات التي يقوم بها جيش الرب والقوى الديمقراطية للتحرير والشباب الإسلامي وأشاد بالجهود التي ظل يقدمها المشير عمر البشير رئيس الجمهورية تجاه السيسا عازياً نجاح انطلاقة المؤتمر للجهود الدبلوماسية الكبيرة التي قام بها السودان وشدد على أهمية الحذر وقال لابد من الحذر . فيما قال الفريق أول مهندس محمد عطا المولى عباس مدير جهاز الأمن والمخابرات السوداني إن مؤتمر السيسا هذا ينعقد في ظل متغيرات عديدة يمر بها السودان وهو يدخل آخر مراحل استحقاقات السلام الشامل ونهاية الفترة الانتقالية بعد أن اختار شعب الجنوب الانفصال وبه فقدنا جزءاً عزيزاً من هذا الوطن موضحاً رغم ذلك فنحن أول المرحبين بدولة الجنوب الجديدة التزاماً بالعهود والمواثيق التي أبرمناها وسنساعدهم في بناء دولتهم الجديدة وقطع بأن السودان ظل يعمل على محاصرة امتدادات الصراعات إلى جيرانه وقال دعمنا محاربة جيش الرب وفككنا المعارضة التشادية وأبان أن السيسا أصبحت مؤهلة لان تكون المساند للاتحاد الأفريقي في معالجة القضايا الأفريقية وأكد وصول المؤتمرون للغايات والأهداف المنشودة مشيراً إلى المستجدات التي تشهدها أفريقيا مطالباً قادة الأمن والمخابرات بالمزيد من الجهود من أجل صون الأمن الداخلي لدولهم ووحدة القارة. فيما أكد الدكتور جان بينغ رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي ذات المخاطر التي قال بها رئيس السيسا السابق مشيراً إلى المتغيرات السياسية في السودان وبعض الدول الأفريقية منها تونس ومصر والسودان وطالب المؤتمر بأهمية الخروج برؤية واضحة لمعالجة قضية أبيي وزاد إن من المهددات التي تواجه القارة هي عدم الاستقرار والفقر وتبادل السلطة بالطرق غير المؤسسية بجانب الجريمة المنظمة وتهريب الأسلحة والبشر وغسيل الأموال وهجرة العقول إلى أوربا وعدم وجود البنيات التحتية وانتشار الأمراض إنها الأخطر إلى جانب المهددات وقال على الأجهزة الاستخباراتية تقديم الإنذار المبكر مؤكداً قدرة السيسا على تقديم المطلوب لمواجهة التحديات والمهددات.