نتابع ما يدور من سجالات هنا وهناك في صفوف الكيانات والتنظيمات التي تتصدى للعمل الثقافي، ونأمل أن تكون لغة لحوار هنا وهناك لغة رصينة، وان يكون همنا الاساسي أن نحسن التعبير عن مكنونات هذا الشعب العظيم، والا تتحول معركنا الفكرية وحواراتنا الثقافية إلى صراعات حول المغانم والمكاسب، وأن نحسن تمثيل هذا الوطن أينما كانت وجهتنا، وايا كان توجهنا. وليس ثمة ما يدعو الى القلق، فالصراع والحوار بين المكونات المختلفة لمشهدنا الثقافي والفكري هو الاصل في الاشياء، وأن تعدد وجهات النظر واختلاف الرأي هو سمة المجتمعات، ولكن في المجتمعات المتحضرة تسود روح الديمقراطية، وتقبل الرأي الآخر، والتداول السلمي للسلطة، وهذا ما تواضعت عليه البشرية، وهو المنطق الذي يليق بمثقفي السودان. ونحن ندعو من هذا المنبر كافة المنشغلين بالهم الثقافي، أن تكون المصلحة العليا للوطن، وقيام حركة ثقافية معافاة، فوق كل اعتبار فئوي او ايديولوجي او شخصي. وهناك قطاعات من المثقفين الفاعلين في الساحة لا ينشغلون بهذه الكيانات زهداً منهم في معاركها، وفي امتيازاتها، إن وجدت، ولكن قلوبهم مشغولة بهذه الحركة الثقافية التي تعاني من اليتم ومن قلة الاكتراث لما يجري لها. وما أكثر الفرص المهدرة التي كان يمكن اغتنامها في بناء صرح ثقافي مؤسسي لا تهدمه العواصف ولا تعبث به الأعاصير. وأخيراً نقول: تعالوا إلى كلمة سواء تحفظ لثقافتنا المكان اللائق بها، وأن نشيد فوق ما أرساه أسلافنا من أسس قوية .. وأن نكمل جهد الرواد.