حذر باحثون ومهتمون ،الحكومة من التفاوض مع متمردي جنوب كردفان، وعدم اتاحة الفرصة للمنظمات الدولية بالدخول الي المنطقة واقامة معسكرات للنازحين ، معتبرين ذلك ذريعة تريدها الدول الكبري للدخول الي منطقة جنوب كردفان وادانة الحكومة على غرار ماحدث في دارفور، واعترف المشاركون في المنتدي الذي أقامه مركز التنوير المعرفي بعنوان «الاوضاع السياسية والامنية بولاية جنوب كردفان» ، بوجود مشكلة حقيقية بجنوب كردفان، ووضعوا عدة مقترحات لحلها. اول المتحدثين في المنتدي كان مقدم الورقة الرئيسية استاذ العلوم السياسية بجامعة جوبا الدكتور عمر عبدالعزير، الذي اشار الي ان الاحداث في منطقة جنوب كردفان كانت متوقعة منذ اتفاقية السلام الشامل،وان المعطيات كانت توحي بان هنالك حربا شمالية شمالية قادمة لها عدة اطراف جنوبية وشمالية، وقال ان الحركة الشعبية ليس لديها قدرة علي كسب معركة ضد الشمال، لكن تسعي الي حرب العصابات لزيادة الصرف والانفاق العسكري ، واتهم عبدالعزير الحركة الشعبية قطاع الشمال بالسعي الي الاستفادة من بروتكول أبيي والنيل الازرق للخروج بمكاسب وتأسيس نيفاشا جديدة علي غرار نيفاشا الاولي . واضاف ان الحركة اشعلت الاوضاع في كادقلي الان حتي تصعب استعادتها في الخريف، فالقاعدة العسكرية المعروفة في مثل هذه المناطق انه يصعب استعادة الاراضي التي تم الاستيلاء عليها في وقت الخريف، واضاف ان للحركة هدفا اخر تسعي اليه باشعال منطقة جنوب كردفان في هذا التوقيت وهو افشال الموسم الزراعي حتي لا يجد المواطنون شيئا بعتمدون عليه مما يضطر عددا كبيرا منهم الي النزوح الجماعي وجعلها ذريعة لتدخل المجتمع الدولي، محذرا الحكومة بشدة من القبول بالمنظمات الدولية او القبول بمعسكرات في المنطقة، وقال ان أزمة دارفور والمحكمة الدولية جاءت بها المنظمات الدولية، وقال ان في السودان توجد اكثر من 700 منظمة وطنية . وأوضح عبد العزيز ان قضية جنوب كردفان هي قضية سياسية في المقام الاول والقضايا السياسية لا تحل الا سياسيا ، مشيرا الى ان منطقة جنوب كردفان لم تشهد حالة من الذعر والرعب الا بعد توقيع اتفاقية السلام الشامل، محذرا الحكومة من مغبة التفاوض مع المتمردين في جنوب كردفان لان من شأن ذلك ان يؤدي الي تفاقم الاوضاع وانفتاح المطالب الى مدى غير معروف، غير انه اشار الي ضرورة عدم اهمال مطالب ابناء جنوب كردفان في جيش الحركة الشعبية وقال ان هؤلاء الجنود خطفوا منذ صغرهم وكانوا يستخدمون في العمليات والمعارك الكبيرة وانهم اذا عادوا سيجدون صعوبة في الاندماج في الاقتصاد لذلك يشعرون بانهم مهملون، وطالب بضرورة ان تسعي الحكومة الي استقطاب هؤلاء واطلاق عفو عام عليهم ، وقال ان هؤلاء يحتاجون الي بصيص امل حتي يعودوا من صفوف الحركة الشعبية . وطالب عبدالعزيز بضرورة ضبط الخطاب الاعلامي في احداث جنوب كردفان ،واشار الى التناقض الاعلامي وخاصة في اجهزة الاعلام المرئية منها، وقال ان التلفزيون في اليوم الاول قال عن احداث جنوب كردفان انها مجرد حادثة وليس هنالك حالة غير طبيعية، وفي نفس الوقت تحدث عن نزوح قرابة ال40 ألفا من المواطنين ، منبها الى ان العالم اصبح مكشوفا ومفتوحا والمعلومات اصبحت متاحة لذلك لابد من شفافية الاجهزة الاعلامية حتي لا يتجه المواطنون الي تلقي الاخبار من القنوات الاخري، مشيرا الي ان ذلك ليس في صالح الاوضاع في المنطقة. وتحدث عبد العزيز عن ان الامن حالة نفسية في المقام الاول، وقال ان الاوضاع قابلة للانفجار في جبال النوبة والنيل الازرق، والخطة القادمة ستكون تجاه الخرطوم، واشار الي ان هنالك خلايا لنقل المعركة الي كل السودان، وقال ان الحكومة لابد لها ان تقوم بمعالجات كبيرة لاحتواء خطط الاعداء مناديا بالفصل بين الدولة والحزب ومكافحة الفساد وتغيير القيادات، وقال ان القادة الذين كانوا يؤمنون بنيفاشا قد فشلت نظريتهم ، منوها الي ضرورة التوافق الوطني، وقال ان ما اعطته الحكومة للحركة االشعبية لو اعطت ربعه للاحزاب الوطنية لكان هنالك توافق وطني، وابان ان الدولة مهما كانت قوتها العسكرية لابد لها من التوافق الداخلي لتنتصر . وعقب اللواء دكتور عبدالرحمن ارباب على الورقة، وقال ان الخوف ليس من الحرب الماضية بل الخوف من الحروب القادمة، مشيرا الى ان الحرب التي تحدث في جنوب كردفان هي حرب النخب، فمالك عقار قال بالهجمة أو النجمة، وقال ان هنالك بعض السياسيين يريدون نهايات محددة ووفقا لمخططاتهم ،وان ابناء الحركة حاربوا ولابد لهم من شئ وبروتكول النيل الازرق وجنوب كردفان كفل لهم ذلك، مشيرا الى الاختلاف في فهم بروتكولي المنطقتين حيث تعتبرهما الحكومة حلا منطقيا بينما تعتبرهما الحركة بمثابة تقرير مصير، وقال ان ابناء النوبة بالحركة سألوا جون قرنق « لماذا لم تجعل لنا تقرير مصير مثل الجنوب»، فاجابهم جون قرنق «انا عملت ليكم جنا لو ربيتوا ببقي ليكم تقرير مصير» . واكد ارباب ان قضية جنوب كردفان لا يمكن تجزئتها من القضايا الوطنية الاخرى، متسائلا لما تترك اشكالية جنوب كردفان ليقوم بحلها المؤتمر الوطني والحركة الشعبية فقط. ولم يستبعد ارباب وجود اجندة خارجية تخدم تأجيج الصراع في جنوب كردفان، واضاف ان مسرح العمليات في كردفان لا يتعدى 484 كيلو ، ويوجد بها السلاح والدعم من دولة امريكا واسرائيل، والجنود الموجودون هنالك من الجنود الذين لم ترتب اوضاعهم بعد، وقال ان خطأ الحكومة انها سمحت ببقاء هذه القوة بسلاحها وزيها العسكري، وقال ان الحرب في كردفان اصبحت حرب عصابات من قبل عبدالعزيز الحلو ، ونوه الي ان هنالك عيوبا كبيرة تتولد من حرب العصابات منها صعوبة التفريق ما بين المواطنين والمتمردين ، ومضي ارباب قائلا ان هارون كان يطمئن الناس بان الاوضاع طبيعية ولكن الامور كانت غير عادية. وقال ان عدد النازحين في تزايد وطالب بضرورة المساعدة العاجلة بغض النظر عن جهة المنظمة ، وقال ان المنظمات الوطنية غير قادرة علي اطعام جميع النازحين لذلك لابد من فتح الباب للمساعدة، وقال ان النازحين لا يهمهم من الذي يطعمهم فقط همهم ان يجدوا الطعام والشراب. سفير السودان السابق بايران والمراقب الدولي للانتخابات بجنوب كردفان عبد الله عمر، اتفق مع المتحدثين ان الاحداث التي شهدتها منطقة جنوب كردفان كانت متوقعة وظهرت بوادرها منذ الانتخابات ،وقال ان احدى المشكلات التي افضت الي حرب جنوب كردفان هي عدم الاعتراف بالحقائق، واوضح ان الكثير من المسؤولين في السودان كانوا يصرحون بعدم التفاوض مع خليل والان يسعون الي التفاوض معه بشتي السبل ، وقال ان الحديث عن هوية السودان اوجدت ذريعة قوية في ان يستقطبوا اكبر عدد من الجنود والان لايمكن ان نهمل هؤلاء لانهم يحملون السلاح ويجب ان نعالج المشكلة الان، وقال اننا في السودان نستعجل اطلاق التصريحات ونتعامل بردة الفعل، واشار الى ان الصحف قبل يومين حملت اخبارا تظهر تشدد الحكومة في مسألة سحب الاممالمتحدة لقواتها من السودان، وفي نفس الوقت قال مسؤول حكومي انهم لا يستبعدون حدوث المواجهات بين الجيش الشعبي والقوات المسلحة.