بالرغم من إنشائه قبل ست وعشرين عاماً ، سنوات تعد بمقاييس الدول التي تهتم بأمر مواطنيها كافية لنقل حي عشوائي الى مدينة متقدمة ومتطورة ومتوفرة الخدمات حسبما تشير الحقائق ،غير أن هذه السنوات لم تشفع لحي التضامن بمدينة القضارف الذي يربو عدد قاطنيه عن الأربعين ألف نسمه بالتحول من حي مهمش يفتقر لأدنى متطلبات الحياة الكريمة الى حي تتوفر فيه الخدمات المتكاملة ،وزيارة واحدة لهذا الحي الذي تم تخطيطه في العام 1988 كافية لمعرفة فصول المعاناة التي ظل يرزح تحت وطأتها مواطنون يدفعون ماعليهم من ضرائب ورسوم وغيرها من جبايات غير انهم لايرون على الارض خدمات توازي مايدفعونه للسلطات كما يفترض ان يكون ،وبالحي مدرستان للأساس شيدتا على نفقة منظمة هولندية وتضمان الفي تلميذ وتلميذه يتوزعون على 16 فصلا بمعدل اكثر من مائة في الفصل الواحد ومن الافضل عدم التطرق للنقص الذي تعانيه المدرستان على الاصعدة كافة وذلك لأن اكتظاظ الفصول بهذه الاعداد الكبيرة من التلاميذ والذي يخالف المعايير التربوية المطلوبة يكفي ليكون عنواناً و نموذجاً يحكي واقع المدرستين ،وفي مجال مياه الشرب فمن لم يقطن في هذا الحي لسنوات وليس اياماً فلن يستطيع شربها وذلك لانها غير صالحة للشرب بحسب تأكيدات المواطنين الذين يفضلون كما اشاروا شراء المياه من المنقوله عبر عربات الكارو من الاحياء الشرقية للمدينة التي تتمتع بامداد مائي مستقر قادم من محطة الشوك ذات المياه العذبة ،وتقول المواطنه حليمة أن المياه تمثل لهم هاجسا كبيرا وذلك لعدم صلاحيتها وتشير الى ان مذاقها يختلف عن المياه التي يشربها سكان الاحياء الشرقية ،وكشفت عن عدم وجود إمداد مائي بالمنازل وان المياه يتم إحضارها من مضخات داخل الحي ،وقالت ان المياه غير الصالحة للشرب ظلت تسبب لسكان الحي الكثير من الامراض وعلى رأسها الاسهالات المائيه والكلى والانيمياء ،ويؤكد عضو مجلس بلدية القضارف الاسبق والقيادي بالحي يعقوب أبكر آدم إفتقار الحي للعديد من الخدمات الهامه خاصة علي صعيدي مياه الشرب واصحاح البيئة ،وقال ان مناشداتهم الكثيرة والمتواصلة لم تفلح في إقناع السلطات بضرورة الاهتمام بالحي ،غير انه اشاد بصندوق إعمار الشرق الذي أسهم في إدخال الكهرباء اخيرا الى 60% من منازل الحي ،ولكن يعقوب يعتقد أن محور المياه يحتاج لجهود مكثفة من حكومة الولاية ،ويشير الى تردي اصحاح البيئة خاصة في فصل الخريف ،وذلك لعدم وجود دورات مياه بمعظم المنازل عطفا على تردي الطرق الداخلية التي لم تعرف الاسفلت منذ إنشاء الحي . وقال بانهم طالبوا كثيرا بزيادة عدد المدارس بالحي وذلك لأن الاكتظاظ الحالي يؤثر في التحصيل الاكاديمي للطلاب ويزيد من نسب الفاقد التربوي ،ويؤكد المواطن ابكر أن الحي ظل يتعرض لتهميش واضح من مختلف الحكومات والسلطات التي تعاقبت على الولاية والبلدية ،وقال ان هناك العديد من الاحياء التي قامت حديثا حظيت بخدمات متكاملة من مياه وكهرباء وطرق داخلية مسفلته ومدارس ،وتساءل عن اسباب الظلم الذي اعتبره واضحا ومتعمدا للحي ،ويشير الى ان المعتمد السابق عبد الله عثمان قطع خطوات جيدة في مشروع تشييد دورات المياه غير ان عدم توفر المال وابعاده عن المنصب اوقف المشروع الذي قال بانه كان سيسهم في النهوض باصحاح البيئة ،وقال ان مواطني الحي انحازوا في الانتخابات الماضية للوالي الحالي بعد ان اعتقدوا ان برنامج التغيير الذي رفعه شعارا سيسهم في تغيير واقع الخدمات في الحي نحو الافضل ،غير انهم والحديث للمواطن لم يجنوا من وعوده سوى السراب،وطالب صندوق إعمار الشرق برعاية الحي والاهتمام بقضيتي المياه والمدارس وذلك لأنهم فقدوا الثقة والامل في حكومة الولاية وسلطات البلدية حسب تأكيده.