استقبلت دار الايواء للاطفال مجهولي الابوين بولاية القضارف في الاعوام الاخيرة (65) طفلا، وبلغت جملة الوفيات بين الضحايا (50%) .. كانت معظم الوفيات ناجمة عن تسمم الدم نتيجة استعمال العقاقير الطبية وبعض الأعشاب والأدوية اثناء محاولات الاجهاض في وقت لعبت فيه شرطة حماية الطفل والأسرة جهودا لانقاذ الضحايا سواء عبر التعجيل بالتحرك او الكشف عن الحالات التي وجدت معظمها في قارعة الطريق وداخل المراحيض فيما وجد آخرون داخل عنابر المستشفيات وامام استقبالات المرافق الصحية وقبر بعض منهم وهم أحياء بعد إنعدام الرحمة والشفقة لدى بعضهم الذي قام بالقاء الاطفال احياء وسط الصخور الجبلية بغرض الموت وعمر بعضهم لا يتجاوز الثلاثة أيام. (الصحافة) استمعت لرواية أحد سائقي المركبات العامة الذي قال بانه لدى مروره بالقرب من أحياء القضارف الطرفية شاهد ذراع طفل فأوقفه المشهد قليلاً ثم سمع صرخات الطفل من داخل القبر فاستنجد بشرطة حماية الطفل والأسرة .. يقول السائق (لا استطيع ان انسى ذلك المشهد ما حييت) ارتفاع معدلات الاعتداء على الاطفال مجهولي الابوين بات مصدر قلق وازعاج بعد انتشارها ما جعل سلطات البلدية تفرد اهتماما متعاظما بتخصيص دار وتهيئتها لهؤلاء الضحايا تقدم فيها الخدمات كافة والرعاية الصحية الأولية ودار للحضانة بإشراف مختصين في العلم النفس . سميرة احمد بشير مديرة إدارة الرعاية الاجتماعية ببلدية الفضارف: قالت تتزايد اعداد الأطفال مجهولي الأبوين واولئك الذين القي بهم في الطرق والأماكن العامة في الفترة نتيجة الإنحراف الأخلاقي الأسري وضعف الواعظ الديني وانتشار الفقر بجانب صعوبة عملية الزواج بعد ارتفاع تكاليف المعيشة، وطالبت مديرة إدارة الرعاية الاجتماعية ببلدية الفضارف بضرورة تفعيل الصناديق الاجتماعية وتوسيع فرص العمل للشباب ومحاربة البطالة والتوعية المجتمعية بمخاطر الأمراض المنقولة جراء الممارسة غير الآمنة. وقالت: إن أسباب الوفيات تعود إلى محاولات الأمهات التخلص من الأطفال عبر عمليات الإجهاض في الشهور الأخيرة من الحمل وبروزه من خلال استعمال جملة من العقاقير والأعشاب. وقالت سميرة احمد بشير: إن هنالك بعض حالات لأطفال يعانون من فقر الدم وسوء التغذية تم تحويلها إلى مركز المايقوما بولاية الخرطوم، وأردفت بان المركز يقدم الرعاية الأولية المؤقتة لضمان استمرار حياة الطفل عبر الألبان العلاجية والغذائية والكساء والدواء بالتعاون مع اليونيسيف ومجلس رعاية الطفولة فضلاً عن الزيارات الدورية للأسر التي تبنت الأطفال لتعزيز العلاقة وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والوقاية والمتابعة، ماضية للقول بأن المركز له الحق بأن يعطي اسم الأم البديلة في الأوراق الثبوتية حسب رؤية الإدارة لمطابقة ملامح الأسرة البديلة في اللون والشكل لضمان الإستقرار النفسي والإجتماعي . المحامي رمزي يحيى قال: ان المعايير الخاصة بحماية الطفل وفق الاتفاقية الدولية لمجموعة من البروتوكولات والملاحق للاختيار الإفريقي والعربي الخاص بحماية الطفل مجهول الأبوين أطلق على الطفل (اللقيط) وهو يتمتع بحقوق الاسم عبر السجل المدني وحق لشهاة الميلاد والجنسية السودانية، وعزا رمزي ارتفاع حالات الأطفال اللقطاء للتشرد والنزوح والتفكك الأسري مطالبا جهات الاختصاص تقديم الرعاية الصحية الأولية وهي مسؤولية الصحة وعرض الطفل على الطبيب قبل اتخاذ أي إجراء قانوني. الدكتور أحمد محمد خير السيد أستاذ علم النفس بجامعة القضارف قال: إن إزدياد نسبة الأطفال مجهولي الأبوين ناتجة عن الفقر والضائقة المادية التي أدت بالفتيات لممارسة البغاء بعد ان تفشت الظاهرة جراء فقدان الضبط الاجتماعي والديني مشيرا الى إن جهل المجتمع والدولة بتوفير المدخلات الاقتصادية لشرائح الفقراء أدى إلى تفشي الرذيلة اضافة الى انتشار الإغواء وارتفاع معدلات الطلاق. معتمد القضارف محمد عبد الفضيل السني اكد تكثيف العمل الشرطي والأمني بغرض الحد من الظاهرة وانتشارها وتقديم البرامج الإرشادية والتوعوية عن مخاطر الإنجاب غير الشرعي وتحصين الشباب من الزنا معلنا تبني البلدية لمشاريع استقرار الشباب عبر الزواج الجماعي و برنامج إيواء العجزة والمسنين بهدف وحفظهم من قارعة الطريق ومخاطر الأمراض.