والساعة «صباح الورد» حسب توقيت «حينا» جاءني صوت «حبوبة ناس جيرانا» ينادي ب (اسمي) ولكن بدون «همزة ظاهرة على اخره». _ هنا _ ايوا نعم _ تعالي سريع بالدرب _ بالدرب؟ ماجاية «منتهي اللماضة انا» _ تجيك الطاوية حبالا يالله ! ماهذه الطاوية حبالا ؟ مانوع حبالها ؟ وكيف طوتهم ؟ و................. اسئلة حلال علي حرام جاءت في بالي في نهار الخامس عشر من ابريل قبل الماضي. وهنا كان لابد لي ان اذهب الى جيرانا حتى اعرف ماهي هذه «الطاوية حبالا» التي من المتوقع ان تزورني قريباً عبر القلوب .... ضميري «المهتم بما لا اعرفه» يحتم علي ذلك. وهسه انا عند ناس جيرانا _ جوجو جيرانا يا «عثل» ايه الطعامة دي ؟ _ امشي بلا جوجو معاك ... انا اقول ليك تعالي ... تقولي ما جاية ؟ _ انا اقدر ما اجيك؟ انا اجيك وايدي على قلبي _ قلبك ب«انفلونزا القلوب» ... طيب اسمعيني _ حااااضر ... بس دقيقة قبل اسمعك .. ممكن توريني «الطاوية حبالا » دي شنو؟ _ ويحك ألا تعرفين الطاوية حبالا؟ _ ثكلتني البوادي ان كنت اعرفها ... لا اعرفها ... ماهي بربك يا اخت العرب ؟ _ ماهذا أحقاً لا تعرفينها؟ _ اجل _ اذاً فنصف حياتك ضائع ماذا «نصف حياتي» ضاع؟ اين؟ وكيف؟ ومتي؟ ولماذا؟ اين ابحث عن هذا النصف من حياتي؟ هل اخبر الشرطة، المطافي، الاسعاف؟ هل استعين باليونميد ام بكتيبة اثيوبية؟ من يستطيع مساعدتي في البحث؟ ومن اين ابدأ البحث؟ سبعة وسبعين سؤال «لفوا وداروا» في راسي الذي لم «يرسي» على بر ولا باريس. وهسه شربنا الشاي وجدت اختي «همس» وهي تتابع فلم «ظرف طارق» فسألتها ان كانت تعرف شيئاً عن نصف حياتي «المسكين الذي ضاع» ؟ فقالت لي بالحرف الواحد «هناء اختيني». لا تظنوا ان هذه «الاختيني» تعني «اقطعي وشك او اتفكفكي او قِدي» لا لا انها تعني «حاضر حبيبتي سوف ابحث معك » وهذا باللغة التركية انتقلت بالسؤال شرقاً الي صديقتي «رهف» التي افادتني قائلة : «ربما تكوني نسيتي في حتة كدا وللا كدا» .. الامر الذي اغاظني فقلت لها : «هي مفتاح عربية يابتي دا نص حياتي» . _ ياهناء انتي اخر مرة شوفتي متين ؟ _ وحاتك انا ماجايبة لي خبر . حبوبة جيرانا هي التي اكتشفت هذا الفقدان _ حبوبة جيرانكم ؟ طيب ممكن تكون هي الشالت نصف حياتك وعملت رايحة _ تفتكري جوجو جيرانا ممكن تعمل كدا ؟ _ افتكر بس ... افتكر واقرر كمان وانا ماشة اسأل جوجو جيرانا ان كانت بتمزح معي واخفت نصف حياتي ... قابلني «محمد عماد» _ هاي _ اهلييييين _ مالك متوترة كدا _ والله يا محمد عماد «قلبي داير يطير من راسي» _ يا ساتر .... ليه الحاصل شنو ؟ _ نص حياتي ضاع يا محمد عماد _ دقيقة دقيقة ... اقول ليك حاجة ما ح تصدقي ... الاسبوع الفات وانا في بيروت بتمشي في شارع الحمرا .. فجأة القي ليك واحد شبه نص حياتك الخالق الناطق _ يا راجل ..... بجد ؟ _ وحاتك _ وبينما انا افكر بين هل نصف حياتي في الجيران اما هو في بيروت كما قال محمد عماد ... جاءت قناة الجزيرة بخبر مفاده ان هناك نصف حياة ضائع قد وجدوه تائها في الامة العربية . وهسه شربنا الشاي الجدير «بعدم الذكر» عندما عدت من رحلة البحث وانا في «مطار الخرطوم» رآني فابتسم ثم اخفى هذه الابتسامة محاولاً ان يبدو غاضباً ... نظر لي «بغضبه الحلو هذا» ثم سألني _ اين كنتي ؟ _ نعم ؟ «بإستنكار» _ انا بسألك اين كنتي ؟ _ ليه يعني ؟ وهو انت مين ؟ _ انا نصف حياتك او فلنقل انتي نصفي الاخر _ نعم ؟ «مرة اخرى» _ .................. _ ن ... ن .... نعم ! وهسه شربنا الشاي الان لا اسمح لي احد ان يقول له «نصف حياتك ضائع» حتي لا يذهب ويبحث عن هذا النصف بعيداً عني ... أنا لا احب الانصاف الكثيرة فنصف واحد يكمل اللوحة حباً . والله جد قبل ايام كانت اختي «همس» قد علقت على اسنان «بنت خالي» وسألتها : « كيف كانوا قبل اجراء عملية التقويم » ... فردت عليها بسؤال : « يعني انتي ماشوفتي اسناني قبل التقويم » ؟ اجابتها بلا ماشوفتهم ... فقالت لها : «نص حياتك ضايعة» ... وماهي إلا ساعات وقالت لها : « اول مرة يا هديل اعرف انو لون عيونك بني» ... فسألتها : « يعني انتي ماعارفة لون عيوني» ؟ قالت لها : «لا» فردت عليها مجدداً «نص حياتك ضايعة» . ضحكت همس وقالت لها : « انا حياتي كلها ضايعة نص في اسنانك والنصف الاخر في عيونك » اتفرجتوا ؟ البيني وبينك «شوق» والبيني وبين الشوق «انت ذاتك» وهذا «الشوق» برعاية «حُبي ليك» وجهات اخرى و..... انت في الدنيا «قضية» ما تحملها «ملف» والله جد..