٭ ما من والٍ حظي بالاجماع على انجازاته في المركز والولايات بمثلما نال الدكتور محمد طاهر إيلا والي ولاية البحر الأحمر المنتخب والذي ارتبط اسمه في فترتي ولايته بالتعيين وبالانتخاب الحر المباشر بالانجازات الظاهرة الباهرة ويشهد له بذلك المؤيدون والمناوئون .. وقد تعددت زيارات السيد الرئيس لولاية البحر الأحمر مرتبطة دوماً بالانجازات الخدمية والتنموية.. ونستطيع القول بأن إيلا أتعب السيد الرئيس لكنه «تعب بي عوض» الله يكفينا شر «التعب البلا عوض».. ٭ وقد غطت تصريحات السيد رئيس الجمهورية الأخيرة من الولاية على الفعاليات والانجازات التي افتتحها السيد الرئيس خلال زيارته، فقد التقطت اجهزة الاعلام المحلية والعالمية عبارات السيد الرئيس الحاسمة الواضحة عن رؤيته في التعاطي مع المشاكل العالقة بين الشمال والجنوب ونحن على مسافة اسبوعين من الاعلان الرسمي لقيام دولة الجنوب الوليدة والتي انتجتها اتفاقية السلام الشامل.. او سلام الشجعان.. الذي تبنته الانقاذ برجالها الافذاذ من سياسيين وعسكريين ومجاهدين ودبلوماسيين واداريين وتنفيذيين، ولولا توفر الارادة السياسية لما أُنجزت الاتفاقية واذا وقعت لم تكن لتجد طريقها للتنفيذ ولو نُفذت لأعترت مسيرة التنفيذ عقبات ومماحكات. وتفاصيل يطلُّ شيطانها بقرونه بين كل فقرة وأخرى.. لكن شجاعة القيادة وسعة صدرها وانفتاح افقها ووضوح رؤيتها جعلت الاتفاقية تمضي الى غاياتها حتى أُجري الاستفتاء وظهرت نتيجته وحان موعد إعلان دولة جنوب السودان وما يتبعه من اعتراف وما يتطلبه من تعاون وحُسن جوار.. فنحن الدولة المفتاحية الوحيدة القادرة على ضخ الدماء في أوردة وشرايين أحدث دولة في العالم.. ولن نتصدق عليهم.. انما الصدقات للفقراء والمساكين .. وهم ليسوا كذلك.. وعليهم تحمّل فواتير أحلامهم ورغباتهم وقرارهم.. ولا يركنوا الى طيبتنا وعواطفنا.. فمعايير السياسة ترتكز على المصالح الدائمة ولا مكان فيها لصداقات دائمة ولا لعداوات دائمة.. إذن فخيارات السيد الرئيس لحكومة الجنوب بشأن قسمة البترول .. منطقية وعادلة لأقصى حدود العدالة.. فأمّا ان تستمر القسمة كما هي.. او أن يدفع الجنوب رسوم عبور بترولهم من خلال أنابيبنا وأراضينا ومصافينا وموانئنا«والبيقول حقي غَلَبْ» وده حقَّنا .. وعلى حكومة الجنوب أن تضرب اخماسها في اسداسها وتختار «وإلاّ».. وده ما تهديد.. سنقفل الأنابيب ولن يلومنا أحد.. ٭ وكان لزئير البشير ردة فعل طفت على كل ماسواها.. «فقد كان متخضباً بدم الفوارس لابساً في غيله من لبدتيه غيلا» ما شوهدت عيناه إلا ظننا تحت الدُجى نار الفريق حلولا.. وخفتت انجازات إيلا في الاعلام فكانت كمن مات يوم القيامة.. وقد اختار السيد الرئيس الزمان والمكان المناسبين ليقطع قول كل خطيب.. فصُعق من في الجنوب ومن في الغرب ثم كرر قولته مرة أخرى فاذا هم يتلاومون.. فالحق أبلج والباطل لجلج. ٭ تكلم إيلا في اللقاء الجماهيري بسنكات بالعربي والرطانة وهو خطيب مفوَّه تهتز له أعواد المنابر وقبل ان يقدِّم السيد الرئيس للجماهير قال لأهله بالبداويت «أَنيِّ إيهيب وَهْديد دأيب وصعب اَدُقْنا أنْدِي أبيك خيريِ شأنيب» ومعناها «أنا مدة ما حي ما بخليكم ولو مُتَّ أطروني بالخير» فنشج القوم بالبكاء حتى علت أصواتهم .. ثم قال «ابقوا عشرة على دينكم» وكأنه تمثّل خطبة الوداع.. ولقد أبكتني عباراته ومست شفاف قلبي فلله دره من رجل شجاع ، فالدكتور محمد طاهر إيلا من خلال مسيرته التنفيذية والسياسية ظل متقدماً على الدوام يملأ قاشه ويرمي قدام.. رجلٌ بعيد كل البعد عن النعرات العنصرية والتكتلات الجهوية وقد عملنا تحت قيادته في وزارة الطرق والجسور كلجنة قومية لطريق التحدي فلم نجد منه إلا التعاون والاحترام والفاعلية.. وعندما أوصى بحل كل اللجان القومية العاملة في الطرق القومية بحيثيات مقنعة جداً، التقى بنا وأشاد بأداء لجنتنا خاصة وقال إن توصيته بحل «اللجنة» لا يعني ان لديه ملاحظات سالبة علينا لكنه يبتغي العدل ويتجنب سياسة الخيار والفقوس وكلمة إشمعنى!! وامتدت علاقتنا به دون ان تشوبها شائبة.. أما انجازاته في ولاية البحر الأحمر فستظل ملهمة لكل من اراد ان تتحدث عنه انجازاته وأفعاله لا نسبه وأقواله. ٭ شفا الله إيلا وعافاه وأيّده بنصره وبارك في أعماله وتقبل منه أحسن ماعنده وزاده من فضله إنه سميع مجيب قال أدروب لأخيه «في عيد الضحية الخروف نضبح.. في عيد الحب نسَوِّي شنو؟.. فردّ عليه صاحبه «في عيد الحب الخروف تِجَكِّس» وهذا هو المفروض