دخل مزارعو مصنع سكر الجنيد في اضراب عن عمليات التحضير للموسم الزراعي الجديد ،وانتظموا في اعتصام بدار إتحادهم احتجاجا على ما اسموه بالزيادة الكبيرة التي طرأت على تكلفة الانتاج ،مشيرين الى أنها جاءت مخالفة للوائح والاتفاقيات المتعارف والمتواثق عليها بين إدارة شركة السكر السودانية وإتحادهم ، كاشفين عن مصادرة الإدارة لأفراحهم بالانتاجية العالية التي حققها المصنع والارقام القياسية التي اعتبرونها عالميا لانتاجية الفدان ،مشيرين الي انهم توقعوا أن يدر عليهم الموسم المنتهي دخلا مقدراً وارباحاً جيدة ،ويشير المزارع عبد الواحد عبد المجيد انهم تفاجأوا بالزيادة الكبيرة في تكلفة الانتاج التي تجاوزت المليون جنيه (بالقديم) ،وقال :خلال الاعوام الخمسة الماضية تفاوتت الزيادات مابين 400 إلى 500 جنيه في الموسم ولكنها في هذا العام جاءت كبيرة وبعيدة عن اللائحة الموضوعة والمتوافق عليها بيم المزارعين والادارة والتي تشير الى ان ترتفع ارباح المزارعين من 60% الى 62% وتتناقص ارباح المصنع من 40 % الى 38 % ،ونحن كمزارعين شركاء في الانتاجية العالية التي حققها المصنع وليس أجراء، وكان يجب النظر بعين الاعتبار لانتاج الفدان الواحد الذي تجاوز 45 طناً وهو رقم غير مسبوق وعالمي تحقق بفضل اهتمام المزارع ،ويضيف:دخلنا في اضراب عن الزراعة حتى تحل قضيتنا التي نعتبرها عادلة فنحن اصحاب حق ،وكان يجب على إدارتي الشركة والمصنع قبل صرف الحوافز للموظفين والعاملين ان يعطوا المزارعين حقوقهم كاملة ،ويرى المزارع بله محمد العبيد ان مزارعي الجنيد تعرضوا لإجحاف واضح من جانب إدارة الشركة ،وقال انهم توقعوا ان يجنوا ارباحاً مقدرة بعد نجاح الموسم الماضي ، ويضيف:المصنع حقق إنتاجية بلغت 91 ألف طن في الموسم المنتهي والطبيعي ان تزيد ارباحنا ولا تنخفض ،وفي تقديري ان الشركة كان عليها ان تشيد وتحفز مزارعي الجنيد الذين حققوا اكثر من 45 طناً للفدان في الوقت الذي لم تتجاوز نسبة انتاج الفدان في المصانع الاخرى الثمانية عشر طناً وهذا يوضح الدور الكبير لمزارعي الجنيد ويكشف عن فشل الشركة في الارتفاع بانتاج الفدان في المصانع الاخرى ،ويعود عبد الواحد عبد المجيد ويشير الى ان هناك زيادات غير منطقية في الري الذي وصل الى اربعة مليون رغم ان المصنع يستفيد من المياه في ري غاباته ومشروعات الخدمات الزراعية التي تدر عليه دخلاً حسبما اشار ،وقال ان السماد ايضا تضاعفت كلفته الى الضعف ،عطفا على بند حماية المشروع الذي بلغ ملياراً ،وقال إنهم لن يتنازلوا عن حقوقهم المشروعة ،مطالبا الإدارة بانصافهم . من جانبه اعتبر مراقب فضل حجب اسمه ان للمزارعين بالجنيد قضية عادلة ،مشيرا الى دورهم المقدر في الانتاجية العالية التي حققها المصنع أخيرا ،وعبر عن تعجبه من الزيادة الكبيرة في تكلفة الانتاج مشيرا الى ان الدولة وفي إطار تشجيع الزراعة عملت على اعفاء مدخلات الانتاج من الرسوم والضرائب ،وقال ان هذا يعني خفض التكلفة وليس ارتفاعها ،غير ان هذا المراقب اعتبر اضراب المزارعين عن التحضير للموسم الزراعي خطأ ،وقال :كان يجب عليهم المطالبة بحقوقهم المشروعة ومواصلة التحضير ،واشار الى ان الخلافات بين مزارعين بالجنيد وإتحادهم اسهم في وصول التطورات حول الارباح الى هذه المرحلة ،وأكد ان القضية ستجد الحل في النهاية وطالب بالاستفادة من دروسها ،وكانت الصحافة قد أجرت ظهر أمس إتصالين هاتفيين بمدير شركة السكر السودانية ومدير القطاع الزراعي بالشركة مستفسرة عن تطورات القضية فأكدا انها في طريقها للحل .