الأزمة السودانية تدخل في مراحلها الأخيرة فما يحدث من خلافات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني نتيجة حتمية لاتفاقية جاءت على عجل وبضغوط واملاءات خارجية فلم تحقق اتفاقية السلام الشامل سوى سلام جزئى محاط بكثير من القنابل الموقوتة والآن تلوح نذر الحرب وهذه المرة الحرب ليس بين حكومة وفصيل متمرد او حركة متمردة وإنما بين دولتين ولكل دولة جيشها فما يحدث فى ابيي وجنوب كردفان الشرارة التي ستؤدى إلى اندلاع نيران الحرب وكما قيل الحرب أولها كلام، فالأحداث التي نشبت فى انتخابات جنوب كردفان والأجواء التي سادت تؤكد ان الهجمة لآتية او القيامة ستقوم فاللقاءات والمباحثات لن تحل الأزمة مادام النفوس مليئة بالغبائن والثغرات التي تتسرب منها شرارة الحرب موجودة لقد قبلنا بإنصاف الحلول وقمنا بتأجيل حسم كثير من القضايا والآن نجنى ثمن التأجيل والاستعجال على توقيع اتفاقية كانت أشبه بالمسكن والسلام جاء مهددا بالقوة، فكلا الطرفين كانا يهدد بالعودة للحرب في حال أي خلاف لذلك كان من المتوقع أن تتطور الخلافات خاصة بعد الانفصال وتحول بيننا وبين التعايش السلمي كثير من القضايا العالقة والآن نحصد ثمار السلام حروبا أخشى ان تقضى على الحرث والنسل وتعم البلاد، والبلاد (فيها المكفيها) نيران دارفور مازالت مشتعلة وللشرق كلمة لم يقلها بعد وفى الشمال والوسط تململات والأحزاب المعارضة اكتفت بحق الكلام (اسمع ضجيجا ولا أرى طحينا) والحزب الحاكم في محنة حقيقية مازال يواصل في ماراثون اللقاءات الثنائية مع الأحزاب واللقاءات والمباحثات الخارجية لفك الاشتباكات وكما يقول مثلنا (التسوى بأيدك اغلب أجاويدك) فمحنة المؤتمر الوطني لن تحلها إلا عصا سحرية خاصة وان المواطن الآن مطحون اقتصاديا وساخط على نظام ساهم فى ثراء قلة مع إفقار الأغلبية يعنى الآن النظام بلا سند حقيقي إذا استبعدنا أصحاب المصالح والهتيفة وحارقي البخور وهؤلاء أشبه بفقاقيع فبمجرد أن تهب رياح التغيير هم أول من ينزوون ويتبرأون من النظام فحكومتنا رغم الدروس التي أمامها والفرص التي أتيحت لها لم تحاول الاستفادة بل تسعى بالتصريحات غير المسئولة لخلق مساحات فاصلة بينها وبين القوى الوطنية وبسياساتها تسعى لخلق عشرات من أنموذج (بوعزيزي) التونسي الذين ضاقوا ذرعا بالضغوط الاقتصادية وأصبحوا تحت خط الفقر فالوضع الذي آلت إليه البلاد يشير إلى أنها تمضي في طريق الصوملة وهذا ما يخشاه الحادبين على أمن واستقرار الأوضاع فحكومتنا للأسف الشديد تسير على نهج لا ولن يؤدي إلى الاستقرار والحزب الحاكم عزل نفسه بعد أن تلاعب بالقوى السياسية واضعف أحزابها وجعلها كعصف مأكول ومازال يواصل في النهج ذاته مبعدا عن حساباته أن هناك قوة وطنية شبابية واعية بالمخاطر المحدقة بالبلاد والقوة الشبابية ذاتها عانت من الأحزاب التي لم تحاول الإصلاح والتجديد وذاقت الكثير من الويلات على يد هذا النظام والآن تجمع في قواها من اجل إصلاح المعوج وسياسات النظام الحالي ستؤدى إلى سرعة بروزها إلى السطح مطالبة بحقوق المجتمع التي سلبت منه خاصة وأن المسؤولين يتعمدون تجريد المواطن من كل شيء ولا ادري لماذا يتعمد المسؤولون فى بلادي طحن المواطن وجعله يشعر بأنه غريب في وطنه وما اشد ألم الشعور بالغربة داخل الوطن فالمحصلة النهائية للسياسات كافة تؤكد أننا على حافة الهاوية ولا ادري ماذا سيقول مفجرو ثورة الإنقاذ في 30 يونيو وبماذا سيفتخرون وماذا عن انجازاتهم هل هى إضعاف الأحزاب وفصل الجنوب والغرب على كف عفريت وزيادات في الأسعار لسد الفجوات الناتجة من سياستهم غير المدروسة وأضف إلى ذلك سيف الضرائب المسلول دوما لبتر فرص الانتاج والاستثمار كافة، لا أدرى عن ماذا سيتحدثون في عيدهم والدمار شامل.. الأولى أن يتنحوا جميعا ويعترفون بأنهم أخطأوا في حق البلاد والعباد ولكن لن يفعلوها وسيطل علينا بعضهم معددين انجازات الإنقاذ وحقيقة الاختشوا ماتوا حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلى العظيم