يتوجه الرئيس عمر البشير اليوم إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا للمشاركة في قمة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا «ايقاد». وتناقش القمة مسار تنفيذ إتفاق السلام الشامل وترتيبات انفصال الجنوب ،ويرافق البشير عدد من السادة الوزراء والمسؤولين في الدولة. وفي السياق قال مبعوث ادارة الرئيس باراك اوباما الخاص للسودان برينستون ليمان، إن الولاياتالمتحدة ترى ان جنوب السودان سينفصل بسلاسة عن الشمال في التاسع من يوليو، لكنه رأى ان الجانبين يواجهان تحديات اقتصادية وامنية صعبة يمكن ان تهدد باندلاع مزيد من العنف. وأكد ليمان اثناء مؤتمر صحافي في وزارة الخارجية الاميركية مساء اول من أمس، ان انفصال جنوب السودان رسميا سيكون «مناسبة احتفالية»، على الرغم من حقيقة انه ليس من المحتمل ان تتخذ جوباوالخرطوم قرارات بسرعة بشأن قضايا خلافية من بينها تقسيم عائدات النفط ووضع منطقة ابيي، واضاف «اعتقد ان التاسع من يوليو سيسير في الطريق الذي يجب ان يكون عليه وهو انهاء عقود من الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب، ولكن الجانبين يشعران في حقيقة الامر بان اي عودة الى الحرب العامة ستكون مسألة مفجعة لكليهما»، وتابع: «وهذا لا يعني ان الاشتباكات العسكرية قد لا تقع لانهما اما لم يحلا احدى المشكلات او لانفلات المشاعر.» واعترف ليمان بان لدى الخرطوم شكوكا بشأن وعود ادارة اوباما لتحسين العلاقات الدبلوماسية مقابل التعاون بشأن جنوب السودان ودارفور، لكنه قال انه سيؤكد للزعماء الشماليين ان الولاياتالمتحدة مستعدة لانهاء عزلتهم. واعتبر المبعوث الاميركي ان الصين لعبت دورا «مفيدا» بحضها السودان على الذهاب قدما في المصالحة مع الجنوب، مشيرا في الوقت نفسه الى ان مساعدة بكين تبقى مدفوعة بمصالح مالية، ولفت الى فائدة الرسالة التي وجهتها بكين في هذه المناسبة الى الخرطوم بخصوص جنوب السودان، وقال «ان كل شيء يبعث على الاعتقاد بان رسالتهم الى الرئيس البشير كانت عليكم حل مسألة اتفاق السلام الشامل»، وتابع ليمان في حديثه ايضا عن رسالة بكين الى الخرطوم «نريد رؤية استتباب السلام بين الطرفين، سنكون معكم وسنكون مع الجنوب، انها رسالة جيدة، رسالة مفيدة»، واضاف ان موقف الصين مدفوع على الارجح بمصالح مالية في المنطقة حيث تبقى المشتري الاول للنفط، واستطرد ان الصينيين «يعلمون ان النفط يقع على جانبي الحدود، لذلك يسرعون في اقامة علاقات واعداد مشاريع في الجنوب». ومن المنتظر ان يكون ليمان توجه الى اديس ابابا أمس، لاجراء مزيد من المحادثات مع الزعماء السودانيين قبل التوجه الى جوبا، وقال ليمان انه يتعين على المجتمع الدولي تصعيد الضغط لانهاء العنف في جنوب كردفان ولسماح الخرطوم بحرية وصول المساعدات الانسانية بشكل كامل، واضاف ان كلا الجانبين بحاجة لان يؤكد لمليون جنوبي يعيشون في الشمال انهم لن يصبحوا بلا دولة بعد مرسوم التاسع من يوليو وتأكيد اتفاقية هشة بشأن نزع سلاح حدودهما المشتركة، وزاد:»اعتقد ان هذا كله يمكن ان يحدث ولكنه سيتطلب عملا كثيرا، وسيتطلب كثيرا من اتخاذ القرارات الشجاعة.» وأكد المبعوث الاميركي ان ابيي استقرت على ما يبدو مع اتفاق الجانبين على سحب قواتهما المسلحة وارسال اثيوبيا قوات لتعزيز بعثة تابعة للامم المتحدة لحفظ السلام هناك، وتوقع وصول اول كتيبة من القوات الاثيوبية الى ابيي بحلول التاسع من يوليو على ان تصل كتيبتان اخريان بعد ذلك بفترة وجيزة، وشدد على ضرورة ان يواصل الجانبان العمل بشأن اتفاق لاقتسام عائدات النفط على الرغم من تراجع الانتاج، مشيراً الى انه لا يمكن لاي من الجانبين الاعتماد طويلا على النفط كاحدى الدعامات الاقتصادية، وقال «النقطة هي ان عائد النفط سيتراجع بشكل مطرد خلال السنوات الخمس المقبلة اذا لم يتم القيام بتغييرات تكنولوجية او تم تحقيق اكتشافات جديدة.» واضاف انه سيتعين على جنوب السودان الذي يواجه تحديات فيما يتعلق بالبنية الاساسية مع سعيه لتأكيد نفسه كدولة مستقلة ان ينوع موارده الى موارد زراعية ومعدنية اخرى.