شهدت ولاية القضارف إرتفاعا حادا في الوفيات ومعدلات الاصابة بأمراض فقر الدم وسوء التغذية والكلازار والإسهالات بين الاطفال حيث بلغت نسبة الإصابة بأمراض سوء التغذية وسط الأطفال في العام الماضي (1695) إصابة وبلغت نسبة الوفيات (98) حالة فيما بلغت نسبة الإصابة بأمراض سوء التغذية لهذا العام حتى نهاية يونيو (546) حالة من بينها (25) حالة وفاة وبلغت نسبة الإصابة بأمراض الكلازار وسط الأطفال (16) حالة فيما بلغت نسبة الإصابة في الإسهالات المائية (13) حالة و شهد مستشفى الأطفال ترديا ملحوظا في الأوضاع الصحية والبيئية واكتظت العنابر والأسرة برغم إجتهادات الوزير التي تهدف نحو تحسين البيئة . إحدى النساء المرافقات قالت بأنهم يعانون ماديا بسبب تكاليف الأدوية والفحوصات والعلاجات وقالت بأنها وجدت صعوبة في الحصول على ملف الإقامة بعد قرار الطبيب حجز إبنها وإصرار إدارة المستشفى على دفع مبلغ خمسة جنيهات رسوم فائل إقامة مشيرة الى أن تكاليف العلاج أصبحت باهظة الثمن في ظل عدم إلتزام الدولة بمجانية علاج الأطفال وقالت إنها تقوم بشراء حقنة واحدة بمبلغ (40) جنيهاً ما دفعها التوجه الى ديوان الزكاة غير انها لم تحصل الا على نصف المبلغ للحقنة الواحدة . من جهته أكد الدكتور وليد فارح أستاذ علم النفس بجامعة القضارف بأن إنتشار أمراض سوء التغذية وسط الأطفال ناتج عن الفقر الذي يشكل الداء العضال في المجتمعات ويحتل المراكز المتقدمة وأصبحت الأسر لا تستطيع ضمان كسب رزقها وباتت تعيش في مستوى معيشي منخفض لا يفي بالإحتياجات الصحية والمعنوية ماضيا للقول إن الفقر هو الحالة التي يكون فيها الفرد عاجزاً عن توفير متطلبات الماء الغذاء والملبس والمأوى الضروري لنفسه ما أدى إلى إنتشار الأمراض وسط الأطفال وإنخفاض مستوى الرعاية الصحية وإرتفاع معدلات الوفيات بسبب نقص وسوء التغذية، وأضاف الدكتور فارح إن سوء التغذية من العوامل الرئيسية التي لها علاقة بمجالات الوفيات التي تحدث للأطفال لأن التغذية السليمة يمكن أن يكون لها تأثير إيجابي على الصحة للطفل وابان فارح بأن سوء التغذية ناتج الفقر والحرمان وإنعكس سلباً على غذاء الطفل وهو في مرحلة من مراحل النمو في حاجة إلى نوع آخر من أنواع الغذاء بعد أن أثبتت الدراسات النفسية بأن النفس والغذاء البيولوجي مهمان في مسيرة الطفل ولم تكن الفائدة إذا توفر الغذاء البيولوجي من مأكل ومشرب ومن عدم الغذاء النفسي المتمثل في العطف والحنان ومضيفاً بأن حدة الفقر والحرمان ونقص الغذاء يؤثر على نمو الطفل مما يؤدي لسوء التغذية والإنحراف . الدكتور أحمد عبد الباي اللحيمر إختصاصي الأطفال بروفيسور مساعد بكلية الطب جامعة القضارف عزا إرتفاع الأمراض والوفيات وسط الأطفال بتفشي الفقر المادي والثقافي وإنتشار الأمية وأمراض الطفولة الستة بالولاية خاصة الحصبة والسل بجانب ضعف الوعي الغذائي وهي عوامل مجتمعة لأمراض سوء التغذية بعد أن أصبحت الأسر تعاني من عدم توفير الوجبات الغذائية المتكاملة التي يفترض أن يتحصل عليها الطفل لتصبح وجبتين في اليوم بدلاً من ستة وجبات مما نتج عن نقص في البروتين والفيتامين وهي العناصر المهمة وقال إن إرتفاع أسعار اللحوم والبيض أضعف من تناولها وسط الأسر لتنعدم مادة الزنك والكالسيوم وقال إن الحالات التي تستقبلها مستشفى القضارف ما بين ستة إلى ثمانية تحتاج للتغذية الجيدة من ألبان ولحوم وهي فوق حاجات الدولة تتطلب تدخل المجتمع لعدم إلتزام الدولة بمجانية العلاج للأطفال . من جهته حمل أحد الكوادر الطبية فضل حجب إسمه حكومة الولاية إنتشار أمراض الأطفال وزيادة نسبة الوفيات بسبب عدم الإلتزام بمجانية العلاج وضيق ذات اليد للأسر مما ترك المعاناة وسط الأسر وقال إن قرار مجانية العلاج أصبح شعاراً للكسب السياسي في ظل عدم توفير الأدوية المنقذة للحياة وذات القيمة العالية.