في التاسع من يوليو الجاري وتحت سماء يرعد فيها رصاص الجيش القومي والجماعات المسلحة في أطراف الدولة، سيفيق وحدويو السودان تحت شجرة الوطن مفلوقة الجذع مشطورة ببرق انفصال الجنوب. بالإعلان رسمياً عن قيام دولة الجنوب يكون المؤتمر الوطني الحاكم قد تخلص من الجنوب لتصفو له الهيمنة على الشمال. «راجع خطاب الرئيس عمر البشير في مدينة القضارف بشرق السودان في ديسمبر2010م الذي جاء فيه أنه «إذا اختار الجنوب الانفصال سيعدل دستور السودان، وعندها لن يكون هناك مجال للحديث عن تنوع عرقي وثقافي، وسيكون الإسلام والشريعة هما المصدر الرئيسي للتشريع». المصدر : http://www.france24.com/ar/2011219-sudan-besh...islam-law-referendum . وتصفو الهيمنة على الجنوب كذلك للحركة الشعبية لتحرير السودان، وتكون بذلك قد بلغت بانفصاله الغاية من إشهارها للسلاح في وجه الدولة المركزية، وهي الغاية التي أحسن تكتيك الحركة إخفاءها خلف قناع الوحدة وطلب التحرير لمن تصفهم الحركة بالمهمشين. ولقد بلغ تجويد الحركة لصبغة القناع منزلة انتقلت بها من حركة رفعت شعار الاشتراكية تستعين به في طلب الملجأ والسند من نظام منقستو هايلا ماريام الشمولي، إلى حركة تُحظى بالقبول لدى الغرب الذي يصنِّف مثيلاتها في بلدان أخرى بالإرهابية.. حركة أولت ظهرها لانتفاضة مارس/ أبريل 1985م، وحاربت النظام الديمقراطي الذي أفرزته تلك الانتفاضة، ثم تحالفت في ما عرف بالتجمع الوطني الديمقراطي مع أحزاب أشهرت في وجه حكمها السلاح قبل انقلاب يونيو 1989م، لتجد بذلك القبول العالمي، ثم جنحت للصلح منفردة باتفاقها مع سلطة «الإنقاذ»!! إن الريبة تقرُّ عندي في قدرة الحركة الشعبية لتحرير السودان على تدوين تاريخ مختلف نوعياً عما ألفناه في سِير قريناتها من الجماعات «الثورية» المسلحة «اريتريا أفورقي على سبيل المثال» التي ساقت بعصا الوصاية من تدعي تمثيلهم إلى جهنم الاستبداد وهي تعدهم طوال السكة بفردوس الحرية. * هولندا