لولاية النيل الأبيض خصوصية فى علاقتها بجنوب السودان ،لأسباب كثيرة وملموسة لعل التعايش القبلى هو اولها وهوليس بالأمرالجديد ،فمنذ مئات السنين كان هناك تواصل وعلاقات إجتماعية وإنسانية راسخة بين المواطنين جنوبيين وشماليين، ثم تأتى المصالح الإقتصادية فى المرتبة كسبب ثانى بإعتبارأن ميناء كوستى ظل يمثل الشريان الذى يغذى الجنوب بالسلع ومعظم الإحتياجات منذ أمد بعيد،هذا غير قرب مسافة التلاقى بين الولاية والمناطق التى تقع فى المقاطعات التى تلاصقها خاصة فى ظل وجود طريق مسفلت يربط بين بحر ابيض وولاية أعالى النيل والذى جعل المسافة قريبة جدا. محلية السلام ومقاطعة الرنك إستبقتا الأحداث وقدمتا مبادرة رائعة تستحق الوقوف عندها،حيث أسستا لعلاقة مشتركة وجادة تهدف للحفاظ على السلم الذى ظل سائدا بين المنطقتين حتى ايام الحرب ،فقد إنعقد بقاعة شركة بترودار بالجبلين اللقاءالتفاكرى للإدارة الأهلية والرعاة والمزارعين وترأسه معتمدالجبلين محمدالماحى وبحضورمحافظ مقاطعة الرنك دينق أكوى كاك ،وقدأكد الماحى أن الهدف من اللقاء توطيدالعلاقات والحفاظ على المصالح المشتركة بين محلية الجبلين ومقاطعة الرنك ،ودعا للمحافظة على العهود حتى يضمن الجانبان الأمن والسلام مع مراعاة المصالح المشتركة.ومن جانبه فقد أمن محافظ الرنك دينق أكوى على حديث الماحى ،وأكد أن إنفصال الجنوب يعتبرأمرا إداريا وسياسيا ،وأن العلاقات الإجتماعية بين المجتمعين كانت ومازالت متينة وراسخة، داعيا إلى توطيد العلاقة بين مجتمعى ولايتى أعالى النيل والنيل الأبيض وإيجاد آلية قوية لتحقيق الغرض ،وقال إن مايجمع بين مواطنى الولايتين أكبرممايفرق بينهما مشيرا إلى أن هذا اللقاء يهدف فى النهاية لإيجاد معاهدة شاملة يوقع عليها الجانبان المزارعون والرعاة والتجارمن الجانبين والذين شاركوا فى اللقاء أشادوا باللقاء وقالوا إنه سيفى إلى الإتفاق على بنود تساعد فى تطويرالعلاقات بين مواطنى المنطقتين ،حيث أبان الأمين حامد(مزارع) أنه تجمعهم صلاة طيبة مع مواطنى أعالى النيل ،وقال إن بينهم منافع فى الكثيرمن المجالات الحياتيةلايمكن أن تنتهى.يوسف أجاك تاجرمن قبيلة الشلك ويسكن الرنك،قال إن العلاقة الحميمة بينه وبعض التجارفى مدينة جودة جعلته لايحس بالإنفصال ،وقال إن هنالك مصالح متداخلة بين تجارالرنك وتجارالنيل الأبيض ،واكدان العلاقة بينهم لن تتأثربالإنفصال بل ستزداد قوة.أما المواطن عبدالله مساعد من الجبلين فقال إن مواطنى جنوب الولاية وشمال أعالى النيل ظلوا ومنذعهود تربطهم علاقة قوية خاصة من الناحية الإجتماعية،و قال إن هناك تصاهر بين القبائل وتمازج فريد وأنهم يتشاركون الأفراح والأتراح ويعيشون فى إلفة ووئام.أخيرا يمكن أن نقول إن ولاية النيل الأبيض بما تتمتع به من علاقات إجتماعية حقيقية مع الجنوبيين وبموقعها الملاصق للجنوب مهيأة لأن تكون النموذج الحى للتواصل والتعاون بين الشمال والجنوب ،ويمكن أن تكون النموذج المثالي الذى يجب أن تكون عليه العلاقة بين السودان ودولة السودان الجنوبى ليس فى المستقبل ولكن منذ اليوم ، فمهما كانت الخلافات السياسية بين الجانبين فهى لاتعنى شيئا لمايربط بين المجتمعين من روابط إنسانية وإجتماعية وإقتصادية.