احتضنت منطقة جودة الفخار الواقعة على الحدود بين ولايتي النيل الأبيض وأعالي النيل في السودان، ملتقىً للتعايش السلمي هو الثاني من نوعه، وهدف الى تذويب الحواجز الحدودية بين المنطقتين ودعم التلاحم الاجتماعي بإدخال خدمات جديدة. وقال محافظ مقاطعة الرنك بأعالي النيل دينق أكوي لقناة الشروق اليوم، إن الجهات الحكومية تسعى دائماً للمحافظة على مستوى التعايش السلمي بين مواطني الولايتين، مشيراً الى وجود تواصل قديم ومميز بين سكان الولايتين أدى الى تداخل ملحوظ في العادات والتقاليد. وأكد أكوي الشروع في إدخال خدمات اقتصادية مشتركة على طريق السلام الرابط بين الولايتين لدعم التواصل والدفع به الى محطات متقدمة تفضي الى تلاحم حقيقي بين السكان، وقال إنهم يبدون زهداً حقيقياً في الصراع والعنف والاحتراب ويرغبون في سلام حقيقي يؤمن مستقبل أجيالهم ويفتح لهم أبواب الأمن والاستقرار. تمازج واندماج اجتماعي ومن جهته، قال أحد أعيان منطقة الجودة إن السكان لا يعيرون الحدود أي اهتمام ولا يتمسكون بالمساحات بقدر ما يرغبون بمجتمع آمن ومستقر، يعمل للمحافظة على كينونة الفرد ويقيه شر الحروب والاقتتال ويدفعه للتعايش بسلوك إنساني وحضاري. وقال عمدة الدينكا في ولاية أعالي النيل رمضان شول إن منطقة الجودة هي إحدى مناطق التماس التي تشتهر بعلاقات طيبة بين سكان أعالي النيل والنيل الأبيض، وتعد منطقة تمازج واندماج اجتماعي، وأشار الى أن العادات والتقاليد بين المنطقتين أصبحت متقاربة في المأكل والمشرب والملبس، وقال إن الغالبية في الرنك يرتدون الزي الشمالي في إشارة الى العمة والجلباب، وأبدى أمانيه في أن تظل الأوضاع آمنة مستقرة بمناى عن الفتنة والاحتراب. ولفت الضابط الإداري ياج أكوي بمنطقة البومة إحدى المناطق الواقعة بين الولايتين، الى أن طريق السلام الرابط بينهما أسهم في إدخال خدمات مشتركة، وقال إن المحلية في المنطقة ظلت لفترة طويلة تحل مشاكل وقعت في ولاية النيل الأبيض، وأضاف: "نحن نبذل جهداً إضافياً الى ترقيتها وإدخال مشاريع تنموية مشتركة". ويذكر أن الملتقى الأول للتعايش السلمي انعقد سابقاً في منطقة الجبلين الواقعة أيضاً على الحدود بين أعالي النيل والنيل الأبيض.