أعلنت إسرائيل على لسان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو أمس اعترافها رسميا بجنوب السودان دولة مستقلة، وعرضت تقديم مساعدات اقتصادية للدولة الوليدة، بينما اعلن لاجيء من جنوب السودان في إسرائيل، عن تعيينه رسميا قنصلا عاما للدولة الوليدة في تل أبيب، وهنأ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت بمناسبة إعلان استقلال جمهوريته، مشيدا بما وصفه جرأة القيادة السودانية في احترام قرار الجنوبيين بالاستقلال. ونقلت صحيفة هآرتس في موقعها الإلكتروني عن نتنياهو قوله في اجتماع لمجلس الوزراء «أُعلن هنا أن إسرائيل تعترف بجنوب السودان»، معربا عن أمنياته للدولة الوليدة بالنجاح،وأضاف «إنها «جمهورية جنوب السودان» دولة تنشد السلام، وسنكون سعداء للتعاون معها من أجل ضمان نموها وازدهارها». ودعا وزير الداخلية الإسرائيلي إيلي إيشاي، حكومته للشروع فورا في مفاوضات مع جنوب السودان من أجل إعادة اللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين الذين عبروا الحدود إلى داخل إسرائيل «بطريقة غير مشروعة» خلال السنوات العديدة الماضية. ولفتت الصحيفة إلى أن سرعة الاعتراف بجنوب السودان تأتي في ذات الوقت الذي تشن فيه إسرائيل حملة دولية للحيلولة دون اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبرالمقبل بالدولة الفلسطينية. من جانبه، أعلن بيس تيانق، وهو لاجيء من جنوب السودان في إسرائيل، عن تعيينه رسميا قنصلا عاما لجنوب السودان في تل أبيب، موضحا أنه تحدث مع عدد من كبار المسؤولين في جوبا، الذين وافقوا على ترشيحه لهذا المنصب. وقال تيانق، في حديث له مع صحيفة «هاآرتس»، إنه يعيش في إسرائيل كلاجيء سياسي منذ 6 سنوات، تنقل فيها بين إيلات وعدد من المستوطنات القريبة منها، الأمر الذي أهله للارتباط بعلاقات قوية ومتميزة مع أكثر من مسؤول إسرائيلي، وهو ما أسهم في مصادقة جوبا على تعيينه. وأقام تيانق بالفعل مكتبا قنصليا لرعاية شؤون جنوب السودان في مدينة إيلات. وضم المكتب صورة ضخمة للزعيم الراحل جون قرنق وبعضا من الموسوعات عن جنوب السودان، من أجل منح أي إسرائيلي المعلومات التي يرغب بها عن الدولة الوليدة. واشار تيانق إلى أن خبرته الواسعة في إسرائيل وعلاقاته مع بعض من أعضاء الحكومة فيها من بين الأسباب التي أدت إلى مصادقة جوبا على تعيينه ومنحها الصلاحيات الدبلوماسية والإمكانيات الخاصة له من أجل افتتاح قنصلية جنوب السودان الجديدة في إسرائيل. في ذات السياق هنأ الرئيس الصيني، هو جين تاو، جنوب السودان على استقلاله، ووعد خلال اتصال هاتفي مع رئيس الدولة الجديدة باقامة علاقات قوية بين البلدين مع سعي الصين للحفاظ على امكانية وصولها الى امدادات النفط السودانية. وقال هو، للرئيس سلفاكير ميارديت في اتصال هاتفي: «رغم آلاف الأميال التي تفصل بين الصين وجمهورية جنوب السودان، الا أن الشعبين تربطهما صداقة تقليدية عميقة ورغبة مشتركة في تعزيز العلاقات الودية».وأضاف هو ،ان الصين مستعدة «لاقامة علاقات ودية وتعاونية مستقرة بعيدة الأمد مع جنوب السودان لصالح شعبي البلدين». في السياق ذاته، هنأ رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، رئيس جمهورية جنوب السودان سلفاكير ميارديت بمناسبة إعلان استقلال جمهوريته، مشيدا بما وصفه جرأة قيادة جمهورية السودان في احترام قرار الجنوبيين بالاستقلال، متمنيا ان تتعامل «كل الأماكن الأخرى بهذه الروح العالية مع إرادة أي شعب يتمنى الاستقلال». وقل بارزاني «بكثير من السعادة استقبلنا الإعلان، بعد صراع دام خمسة عقود لشعب الجنوب»، مبديا استعداد اقليم كردستان «في تقديم كل انواع المساعدة الممكنة». وأضاف ان «تجربتكم تجربة حية، أثبتت بان كل شعب له إرادة الاستقلال يجب ان يصل الى أهدافه يوما ما، واني أنظر بعين من الاحترام الى نضالكم وشعب جنوب السودان، في الوقت ذاته أنظر بإعجاب الى جرأة قيادة جمهورية السودان في احترام قرار شعبكم في الاستفتاء الذي صوت له أكثر من 98% من الجنوبيين للاستقلال، لذلك أتمنى من كل الأماكن الأخرى ان تتعامل بهذه الروح العالية مع إرادة أي شعب كان، يتمنى الاستقلال».